خاص ــ الاقتصاد

صفقة كبرى بدأت في ​الهند​ وأخرى دُبّرت في ​الصين​ الشعبية، تمثّلتا ب​استيراد​ عدد كبير من الماكينات الحديثة المعدّة لتصنيع مادتي الكابتاغون والأكستاسي المخدّرة، بالاضافة الى طرود تحتوي على بودرة بيضاء، وشحنها الى ​لبنان​ عبر إحدى شركات الشحن، ولدى إجراءات معاملة تخليص البضاعة، جرى كشف العملية في ​مطار بيروت الدولي​، ومصادرة البضاعة وملاحقة المتورطين فيها.

وفي تفاصيل العملية، فإن المدعى عليها "حنين. ش" تملك شركة متخصصة في مجال شحن البضائع يقع مركزها في منطقة المتن الشمالي، وأخذت تستعين بخدمات شركة أخرى متخصصة بتخليص البضائع في المطار والمرفأ، وهي اعتمدت اسم إحدى الشركات لوضعه على بوليصة الشحن، إذا كان صاحب البضاعة المشحونة لا يرغب بالإفصاح عن هويته للتهرّب من الضرائب أو إذا كان لا يملك شركة تخوّله استيراد هذا النوع من البضائع.

طلبت المدعى عليها "مي. ن" من "حنين" شحن بضائع لمصلحة شخص يدعى "بلال. س"، تبيّن لاحقا أنّ إسمه الحقيقي "جمال. ش". وقد عمدت "حنين" إلى شحن البضائع موضوع هذه القضية، وحاولت إخراجها من مطار بيروت الدولي لصالحه بعدما تنازل عنها ​السوري​ "عبد. س".

بعد ساعات من البدء بمعاملة تخليص هذه البضاعة ومحاولة إخراجها من ​مطار رفيق الحريري الدولي​، وردت معلومات إلى مكتب مكافحة ​المخدرات​ المركزي تُفيد بوجود طرد مشبوه في العنبر الخاص بطيران ​الشرق الأوسط​ داخل المطار، ولدى مراجعة البيان الجمركي العائد للطرد ، اتضح أنه تمّ التصريح عن البضائع على أنها كناية عن معدّات طبيّة ، لكن بنتيجة الكشف عليها تبيّن أنّها ماكينات معدة لتصنيع حبوب الكابتاغون والأكستاسي المخدّرة، وإلى جانب تلك البضائع تمّ ضبط طردين يحتويان على بودرة بيضاء، تمّ التصريح عنها على أنّها بودرة تستخدم في تصنيع الـ "​فايبر​ غلاس" Fibre glass.

على أثر ضبط هذه البضاعة المشبوهة، بدأت الأجهزة الأمنية تحقيقاتها، فتوصلت الى معلومات تفيد بأنّ "عبد. س" هو مالك البضاعة وأنّه عمد إلى شحن الماكينات من الهند عبر الخطوط الجوّية ​السعودية​، أما البودرة البيضاء فكان مصدرها الصين الشعبية، وقد تنازل عنها لصالح إحدى الشركات لإجراء معاملات التخليص من عنبر المطار، وقد أدلت "حنين. ش" بأنّ "جمال. ش" اشترى البضائع من "عبد. س" وطلب منها تخليص بضائع موجودة في المطار، وسبق لها أن تعاملت معه سابقا مرّتين، وليست على ​علم​ بنوعية البضاعة، أو أنها تحتوي مواداً ممنوعة.

خلال التحقيق الإستنطاقي الذي خضعت له في أكثر من جلسة، أفادت "حنين" (الموقوفة الوحيدة في هذا االملف)، أن "عبد. س" حضر إلى مكتبها مرّة واحدة ثمّ صار يرسل لها سائق أجرة، وأضافت أنّها كانت تتواصل مع "جمال. ش" عبر ​البريد الإلكتروني​ أو عبر الهاتف، مؤكدة أنها هي من ساعدت الأجهزة الامنية للتعرّف عليه حيث تبيّن أنّه مطلوب بـ 13 مذكرة قضائية وبلاغات بحث تتعلّق بتهريب وتصنيع المخدّرات و​الحبوب​ المخدرة والكبتاغون والاتجار بها وهو متوار عن الأنظار، ولا تعرف مكان وجوده.

ولم تتوقف اعترافات "حنين" عند هذا الحد، إذ كشفت أن "مي. ن" تعمل في المرفأ والمطار لتأمين الزبائن لقاء عمولة تقبضها مقابل ذلك، وأن "جمال" استلم شحنة واحدة من البودرة والثانية بقيت في المطار ولم تستطع اخراجها وهي التي ضبطت في ​الشكوى​ الراهنة. وتبين أن "مي. ن" متوارية عن الأنظار رغم تقديم وكيلها دفع شكلي امام قاضي التحقيق كما ان "عبد. س" متوار عن الأنظار أيضاً، ولدى مراجعة داتا الإتصالات تبين وجود ​اتصالات​ هاتفية بين الطرفين.

قاضي التحقيق في جبل لبنان القاضية سمرندا نصار، التي وضعت يدها على ملف القضية واجرت تحقيقات استنطاقية فيها، اعتبرت ان أفعال المدعى عليهم "حنين. ش"، "جمال. ش"، "مي. ن" و"عبد. س" تنطبق على نص المواد 125 و126 , و128 و129 و131 من قانون المخدرات التي تنص على عقوبة الأشغال الشاقة ما بين خمس سنوات و15 سنة، وأحالتهم على ​محكمة​ جنيايات جبل لبنان لمحاكمتهم.