كشفت الإحصاءات الصادرة عن وزارة ​السياح​ة ال​لبنان​ية إرتفاع عدد السيّاح الوافدين إلى لبنان إلى 141983 سائح خلال كانون الأول 2017 ، مقارنة مع 122511 سائح في تشرين الثاني و141537 سائح في الشھر الأخير من العام 2016. أمّا على صعيد تراكمي، فقد إرتفع عدد السياح الوافدين إلى البلاد بنسبة 9.98% إلى 1856795 سائح خلال العام 2017، مقابل 1688357 سائح في العام 2016.

من ناحيته، أوضح وزير ​السياحة​ ​أواديس كيدانيان،​ خلال جولته على ​مراكز ال​تزلج​​ في ​كفرذبيان، "أن لبنان​ من أهم البلدان التي تتمتع بسياحة شتوية ونحن قادرون بجهود البلدية و​القطاع الخاص​ الذي يستثمر في هذه المنطقة أن نظهر أهمية هذا الوجه السياحي ونروج له في العالم".

من جهة أخرى، بدأ منسوب التجاذبات السياسية بالارتفاع في الآونة الأخيرة، مع الاقتراب أكثر فأكثر من الإنتخابات النيابية؛ علما أن لإجراء هذه الانتخابات نتائج ايجابية، لأنها ستدل على قيام توافق سياسي بين الأطراف المختلفة في البلاد، ما سيطمئن المواطن والمغترب و​السائح​ أيضا.

وللإطلاع أكثر على تفاصيل هذه المواضيع الثلاثة بشكل خاص، كان لـ"الإقتصاد" مقابلة حصرية مع نقيب أصحاب ​الفنادق​ في لبنان بيار الأشقر​:

- ما رأيك بالأرقام الصادرة عن وزارة السياحة حول ارتفاع عدد السياح القادمين الى لبنان خلال العام 2017؟ وما هو سبب هذا الارتفاع الحاصل؟

الارتفاع هو الى حد ما نتيجة الاستقرار الأمني الموجود في البلاد. كما أن لبنان لا يزال وجهة سياحية بالنسبة الى الدول العربية. لكن هذا الارتفاع لم يأتِ على قدر أمنياتنا وتوقعاتنا وطموحاتنا، ولم يصل حتى الى مستوى قدراتنا. أما السبب الرئيسي فيكمن في نوعية السائح القادم الى لبنان؛ اذ شهدنا على قدوم أعداد كبيرة من العراقيين والاردنيين والمصريين بشكل خاص، بالاضافة الى المغترب اللبناني الذي كثّف زياراته بسبب المؤتمرات الحاصلة، وبالتالي كان وجوده أكبر من الماضي.

لكننا نعاني للأسف من نقص في ​السياح الخليجيين​، فأهل الخليج يختلفون عن باقي السياح من ناحية مدة الإقامة، التي يصل معدلها الى 10 أيام – وذلك دون التطرق الى إمكانية ​الانفاق​ التي تختلف بشدة؛ فإنفاق الخليجي ومطالبه هي أكبر بكثير من تلك الخاصة بجنسيات أخرى.

كما أن هناك بعض الخليجيين الذين يقضون شهر أو شهرين في لبنان خاصة خلال موسم الاصطياف، في حين أن معدل مدة إقامة السياح الآخرين لا يتعدى الثلاثة أيام.

وبالتالي نحن بحاجة الى عودة السائح الخليجي الى لبنان، لكي يعود القطاع السياحي الى الانتعاش، بالاضافة طبعا الى بقية القطاعات مثل التجارة، و​العقارات​، و​الاستثمارات​،...

ولا بد من الاشارة أيضا، الى أن ​حجوزات​ رأس السنة هذا العام كانت أفضل بقليل من العام الفائت، إلا أنها لم تكن بقدر طموحاتنا، بالمقارنة مع السنوات التي كان فيها لبنان مزدهرا سياحيا.

شهدنا في المرحلة الأخيرة على عودة التجاذبات والمشاكل السياسية الى الساحة، بالاضافة الى التحضيرات للانتخابات والأجواء المتشنجة المرافقة لها. هل ستؤثر هذه الأوضاع المشحونة على القطاع السياحي وعلى موسم اصطياف 2018؟

لحسن الحظ ستجري الانتخابات في 6 أيار، وبالتالي فإنها ستنتهي قبل انطلاقة موسم الاصطياف بشكل رسمي.

فالكلام المرتفع والخلافات تحصل بالعادة خلال فترة الانتخابات، وتنتهي بعدها، وهذا الأمر سيكون له وقع ايجابي على السياحة خلال صيف 2018. فنحن سنتأثر حتما قبل الانتخابات، لكن لحسن الحظ، لا تعتبر هذه الفترة بمثابة موسم الذروة بالنسبة لنا، وبالتالي مهما اشتدت حدة الخلافات، لن يكون تأثيرها قويا علينا.

ولا بد من القول أن ​الركود​ كان قائما منذ فترة، ولكن مع الأجواء المتشنجة القائمة في الوقت الحاضر، ستزيد حدّته من ناحية ما.

- أشاد وزير السياحة أواديس كيدانيان بالسياحة الشتوية في لبنان. برأيك، الى أي مدى يستقطب موسم تزلج 2018 السياح؟

الى حد اليوم، إن غالبية الأشخاص الذين نصادفهم في أماكن التزلج هم من اللبنانيين. أما خلال الفترة التي كان يأتي فيها السائح الخليجي الى لبنان، فكنا نشهد على ازدهار كبير في مراكز التزلج والفنادق الموجودة في المناطق الجبلية. فالخليجي كان يقضي عطلة شباط - التي كانت تتراوح مدتها ما بين 12 و15 يوما – في المناطق الخاصة بالتزلج.

أما اليوم، فتقتصر مدة الاقامة على عطلة الأسبوع فقط، أي يومي الجمعة والسبت، أو السبت والأحد.

- كيف تقيم حالة الفنادق في لبنان مع انطلاقة العام 2018؟

الحالة لسيت جيدة، لأن الأسعار والمضاربات قوية جدا. وبالتالي نحن "متعطشون" ليكون لبنان فعليا وجهة سياحية كما كان في عامي 2009 و2010.

- هل من إجراءات أو تدابير يمكن البدء بتطبيقها اليوم من أجل ضمان الحصول على موسم اصطياف ناجح هذه السنة؟

هناك مشاريع كبيرة يتم العمل عليها في الوقت الحاضر، والهدف الأساس هو استبدال السائح الخليجي بسياح من جنسيات أخرى. لكن هذا الأمر يتطلب فترة زمنية متوسطة وطويلة الأمد، لأنه لا يمكن استقطاب السياح الأوروبيين والروسيين أو الهنديين أو الصينيين خلال أربعة أو خمسة أشهر فقط.