يرى الفشل في الحياة دافعا للتطور وتحقيق النجاح، فهو يؤدي الى اكتساب الخبرات، التي من شأنها إيصال الانسان لاتخاذ القرارات الصحيحة والسليمة.

يؤمن أن الوصول إلى غد أفضل يكون من خلال التعليم الذاتي والعمل المتواصل على زيادة المعرفة.

يصرّ على أن الأحلام والأفكار هي عوامل لا تفكي وحدها، بل لا بد أن يصاحبها التطبيق الفعلي على الأرض والعمل الدؤوب والمتواصل، بالاضافة الى التركيز المثابرة والإرادة الصلبة.

مؤسس شركة "Bubleik"، روجيه خاطر، حاور "الاقتصاد" حول تجربته الشيقة والمحفّزة في عالم الأعمال:

أخبرنا أكثر عن بداياتك المهنية والمراحل التي مررت بها خلال مسيرتك؟

تخصصت في الهندسة بناءا على رغبة والديّ، وقد برعت في هذا المجال رغم عدم حبي له وعدم شعوري بالشغف تجاهه.

أما خلال مسيرتي، فقد عملت عموما في شركات الاتصالات، وكان لشركة "Alfa" – التي كانت في السابق "Cellis" – الحصة الأكبر، حيث استلمت مناصب إدارية عدة.

ولا بد من الاشارة الى أني لم أتوقف يوما عن العمل منذ أيام المدرسة حتى يومنا هذا، وبالتالي أسعى دائما الى خلق المشاريع المختلفة وفرص العمل من أجل التطور.

وقد أعمد أحيانا الى إيقاف بعض المشاريع بسبب عدم فعاليتها، والحفاظ على استمرارية بعضها الآخر. لكن القاسم المشترك الوحيد بين المشاريع المتوقفة وتلك المستمرة، هي الخبرة التي أتعلمها والمعرفة التي أكتسبها منها.

وفي الوقت الحاضر، أنا أركز على شركة "Bubleik" التي تؤمّن المكاتب الافتراضية (virtual office service).

حدثنا أكثر عن شركتك "Bubleik" وعن الخدمات التي تقدّمها؟

"Bubleik" متخصصة بالمكاتب الإفتراضية وخدمات السكريتاريا، وهي تهدف الى مساعدة رواد الأعمال على تسيير شركاتهم وأعمالهم بأقل كلفة ممكنة؛ ونحن نقدم للزبون عنوان للمراسلة، ورقم هاتف، وسكريتير، وخط فاكس.

أما فكرة الشركة فجاءت من خلال سفراتي المتعددة الى أوروبا والولايات المتحدة، حيث اكتشفوا أن رائد الأعمال ليس بحاجة دائما الى مكتب أو مكان لاستقبال الزبائن. ومن جهة أخرى، هناك العديد من الأشخاص الذين لا يحبذون التنقل على الطرقات، وبالتالي أصبحوا يعملون من منازلهم، لكنهم بحاجة في تلك الحالة الى عنوان عمل ورقم هاتف. ومن هنا ولدت فكرة "Bubleik"، وقد عملت على تقديمها بطريقة تناسب المجتمع اللبناني، وبسعر معقول وبمتناول الجميع.

كيف تصف مسيرتك المهنية الغنية بالأحداث؟

اذا نظرت الى الأعمال التي أسستها في السابق، يمكن أن أؤكد حينها أن النجاح لا يأتي سهولة. وما يظهر سهلا الى العلن، هو في الواقع بحاجة الى تركيز كامل لفترة طويلة لا تقل عن السنتين.

فالأعمال الجديدة والقديمة أيضا، تواجه العقبات والمشاكل بشكل متواصل، ولهذا السبب لطالما عملت على إيجاد عدد كبير من الخيارات، من أجل توسيع آفاق الحلول المتاحة.

ما هي الصفات التي يجب أن يتحلى بها الانسان من أجل الوصول الى النجاح المهني؟

أولا القراءة، التي تسهم في زيادة ثقافة الفرد ومعرفته، وتساعده على الاطلاع على مواضيع عدة. وأنا شخصيا أستغل القراءات من أجل التقدم في العمل، لأن التعلم الذاتي ضروري ويجب أن لا يتوقف أبدا. ولهذا السبب أنصح كل صاحب فكرة أو مشروع، بالتركيز على القراءة.

ثانيا، الطموح الذي يجب أن يبقى موجودا في داخل كل شخص، وأن يبدأ معه منذ نعومة أظافره.

هل تعتبر أن حققت طموحاتك المهنة كافة؟ وما هي مشاريعك المستقبلية؟

على المدى القريب، أركز بشكل كبير على تطوير شركة "Bubleik"، لأن هناك العديد من الخدمات التي نستطيع تقديمها بشكل ممتاز اذا عملنا على صقلها؛ وبالتالي نسعى الى منح خدمات تتخطى المساعدة الافتراضية البسيطة.

أما بالنسبة الى الطموحات، فأنا لا أتقيد في إطار زمني معين، بل أعتبر أنه لدي مهمة عليّ إنجازها، وكل صباح جديد هو يوم جديد يحتوي على مشاريع بحاجة الى التطوير.

فالنجاح غير محدود، وفي اللحظة التي يفكر فيها الانسان أنه وصل الى الكمال أو الى قمة المعلومات، سيبدأ حينها بالتراجع، مع أعماله، الى الوراء.

هل شعرت بالتقصير تجاه وقتك الخاص وعائلتك بسبب العمل؟ وكيف تنجح في تحقيق التوازن بين الاثنين؟

أشعر أحيانا بالتقصير، وأعرف أن أولادي قد يحتاجون لوجودي الى جانبهم في بعض المواقف، لكنني لا أتمكن من ذلك بسبب ضغوط العمل أو الاجتماعات المتواصلة.

ولهذا السبب، خلقت "عادة" معينة، من أجل الحفاظ على التوازن بين الحياة الخاصة والعمل؛ فكل حوالي ستة أسابيع، أحصل على عطلة من أجل قضاء الوقت مع العائلة فقط، مهما كانت الظروف صعبة في العمل.

هل تلقيت الدعم والتشجيع من محيطك؟

حصلت على الإرشاد والتوجيه من بعض الأشخاص الذين صادفتهم خلال مسيرتي. فدور المرشد أساسي ومهم، لأنه لا يضيء على الجوانب المهملة فحسب، بل هو قادر من خلال خبرته، على التماس أمور أخرى بحاجة الى التحسين، وبالتالي يستطيع مساعدة الشخص الآخر في التغلب على بعض القيود التي قد وضعها على نفسه أو قد تخيّل وجودها.

ما هي رسالتك للشباب اللبناني بشكل عام ولأصحاب الأفكار والمشاريع بشكل خاص؟

الفرص موجودة بكثرة في لبنان، لذلك أنصحهم أولا أن يدرسوا حجم السوق قبل البدء بأي مشروع، لأن السوق هو المحرك الأساس في مجال الأعمال، أضف الى ذلك الموقع الجغرافي والتوقيت.

ثانيا، الحلم وحده لا ولن ينفع أحدا، فالطريق يبدأ بخطوة واحدة، لهذا السبب على الانسان أن يأخذ المبادرات من أجل تحقيق الإنجازات.

ثالثا، حتى ولو باءت بعض المحاولات بالفشل، فإن السقوط يعطي دروسا مهمة في الحياة، تساعد الانسان على التقدم والتعلم من أخطائه الخاصة من أجل تفادي تكرارها.