أكد رئيس مجلس الوزراء ​سعد الحريري​ أن "القطاع المصرفي هو العمود الفقري للبنان وعلينا أن نحافظ عليه بكل ما لدينا من طاقات، مشددا على أن الاقتصاد اللبناني يجب ان يبقى حرا وعلينا تحريره أكثر فأكثر ورفع يد الدولة عنه، ومشيرا إلى أنه في موازنة العام 2018 لن تتم إضافة أي ضريبة، بل سيتم وضع حوافز كثيرة تساعد القطاع الخاص".

كلام الرئيس الحريري جاء خلال لقاء حواري أجراه مع القطاع الخاص اللبناني بدعوة من رئيس اتحاد الغرف اللبنانية ​محمد شقير​ في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، تكريما لرئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي السابق ​روجيه نسناس​، بحضور حشد كبير من قيادات القطاع الخاص وكبار رجال الاعمال، فاق عددهم الـ200 شخص.

بداية القى شقير كلمة قال فيها "انه يوم تاريخي سيبقى مطبوعاً بحروف من ذهب في سجل غرفة بيروت وجبل لبنان".

وخاطب الرئيس الحريري قائلا "باسمي وباسم الحاضرين، ارحب بك في بيتك "بيت الاقتصاد اللبناني" وبين أهلك الذين يستبشرون بأن يكون وجودك بينهم مطلع العام الجديد فاتحة خير عليهم وعلى لبنان واللبنانيين". اضاف "دولة الرئيس اسمح لي في هذا اللقاء، الذي اردناه من القلب الى القلب، ان انقل اليك محبة واحترام أهل الاقتصاد لشخصك الكريم، وتمسكهم بك رئيساً للحكومة الى أبعد الحدود، لما تتحلى به من صدق واخلاص وروح طيبة ووطنية واندفاع لاعلاء شأن البلد واقتصاده الوطني".

واكد شقير "جميعنا مؤمنون بأن لبنان بوجودك على رأس الحكومة وفي عهد فخامة رئيس الجمهورية، ومع دولة رئيس مجلس النواب، ستتمكنوا من تحقيق نقلة نوعية على طريق التعافي والنهوض، وسيعود لبنان بإذن الله منارة للشرق". أضاف "لا يفوتني هنا توجيه التحية لكم على الانجازات التي استطعتم تحقيقها العام الماضي على الرغم من كل الصعاب لا سيما تلزيم النفط والغاز واقرار الموازنة والشراكة بين القطاعين العام والخاص وانجاز الكثير من التعيينات وغير ذلك".

وقال "اغتنم هذه المناسبة الجامعة والرائعة بحضور هذه الوجوه الاقتصادية المميزة التي هي على الدوام محط اعتزازنا وافتخارنا، وبحضور الاقتصادي الاول الرئيس الحريري، كي اكرم باسمي وباسم اتحاد الغرف اللبنانية والقطاع الخاص اللبناني، شخصية اقتصادية لبنانية عريقة، استطاعت بكفاحها وعملها الدؤوب ان تأخذ لها مكاناً مرموقاً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية اللبنانية. نعم باسمكم جميعاً نكرم اليوم رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي السابق الأخ والصديق روجيه نسناس على اعماله وانجازاته خلال توليه رئاسة المجلس، وآخرها كتابه نهوض لبنان نحو دولة الانماء". أضاف "إذا كانت ظروف البلد لم تساعد روجيه على تحقيق كل احلامه في المجلس لكننا نستطيع القول ان جهوده الكبيرة وتفاعله في الداخل والخارج ابقت المجلس في دائرة الضوء كركيزة اساسية في الحياة اللبنانية"، مؤكدا "اليوم المجلس الاقتصادي والاجتماعي بايدي امينة، وكلنا ثقة بان الهيئة العامة الجديدة للمجلس برئاسة الاخ والصديق شارل عربيد وبدعم المؤسسات الدستورية ستتمكن من تفعيل المجلس وأخذ مكانته ودوره الى ابعد حدود".

وقال شقير "اليوم، وكما تعودنا في لقاءاتنا مع دولتك، فاننا سنتكلم بنفس الصراحة التي هي باب الخلاص،

لذلك نقول ان القطاعات الاقتصادية على اختلافها لا تزال في حال من الركود والمؤسسات تعاني،

ومطلبنا الاول هذا العام يبقى وقف استسهال فرض المزيد من الاعباء على مؤسساتنا لمعالجة مالية الدولة أو لتلبية مطالب شعبوية، فيما الحل الوحيد لمختلف مشكلاتنا هو العمل على تحفيز الاقتصاد وزيادة النمو".

وشدد على انه "في مقابل زيادة الضرائب والاعباء، أملنا اقرار موازنة تتضمن اصلاحات جذرية، واقرار القوانين الاقتصادية الاصلاحية التي تضمن نقل البلد الى مصاف الدول المتقدمة، نأمل ان نرى تطبيقاً فعلياً لقانون الشراكة بين القطاعين والبدء بتنفيذ مشاريع البنى التحتية لانهاء أزمات مزمنة استنزفت وتستنزف الدولة والاقتصاد والمواطن". وتابع "آمالنا معقودة على انجاح مؤتمر باريس لدعم لبنان ومؤتمر بروكسيل ومؤتمر روما 2، فيما التحدي الاكبر يبقى تقوية ثقة المستهلك واتخاذ خطوات جدية لتحسين مناخ الاعمال والاستثمار في لبنان"، مؤكدا "كلنا ثقة بانكم ستبذلون كل الجهود المتاحة لتحقيق تطلعات الشعب اللبناني".

ثم تحدث الرئيس الجديد للمجلس الإقتصادي والإجتماعي شارل عربيد فقال "تحية من القلب. انا سعيد لانها المرة الاولى التي اعود بها الى الغرفة بعد تسلمي مهامي. قضيت في هذا المبنى 20 سنة من جمعية الصناعيين في الطابق الخامس الى الفرانشايز في الطابق 13. وكنت كل أسبوع ألاقي الرئيس شقير اشكر ثقتكم أنتم كقطاع خاص حولتموني لكي اصبح رئيس المجلس. ولكني اليوم امثل الجميع من مهن حرة واقتصاديين وعمال. نحن اليوم تعمل تحت شعار كلنا عمال في خدمة لبنان. كلنا عمال ليحيا لبنان. هذا ما ساعمل عليه".

وقال "اتوجه الى الرئيس شقير: ترافقنا منذ زمن انت صديق وأخ عملنا معا حضورك معنا هو قيمة مضافة. تعاونا وسنتعاون. اما الى نسناس: نحن تنافسنا منذ فترة طويلة. تنافسنا من احل مصلحة لبنان. انا وضعت مداميك المجلس وانت حارس الهيكل. تحملت الكثير وبقيت وما تراجعت. انت تستحق التكريم. وستكون حاضرا معنا في المجلس وسنتعاون في المجلس".

اضاف عربيد "الى الرئيس الحريري: انت ركيزة الاقتصاد في لبنان. وهذا ما لمسناه حين ترنح الوضع في لبنان. الرئيس الحريري هو brand name في لبنان. مؤيدي ان نستفيد منه في الاقتصاد حتى ننهض به. مطالبنا كثيرة في المجلس. المجلس بحاجة الى دعم معنوي. مشكور رئيس الجمهورية على تفعيله هيئة المجلس وكذلك الشكر الى الرئيس بري ولكن الرئيس الحريري سنعمل معه"، مؤكداً ان "المجلس بحاجة الى موازنة وكوادر ونحن نستطيع ان نعطي للبنان منتج اقتصادي قابل للتطبيق. من هنا وفِي ما يتعلق بالدراسة الاقتصادية المنوي وضعها فنحن كمجلس سنشارك في ابداء الرأي ففي الهيئة كوادر قادرة وسيعطي كل كادر رائع وفق اختصاصه. وانشالله سنصل الى ما نحن نريده".

بهدها القى نسناس كلمة جاء فيها: "لقد رسختم نهج الاعتدال والانفتاح سبيلا لنهوض لبنان. واتحاد الغرف معكم أكّد أن الطريق الاقصر للنجاح هو أن نبني جميعاً ومعاً. أشكركم مع كل تقديري على عاطفتكم النبيلة نحوي. إن حضوركم يعكس اصراركم على اعتماد المصارحة والحوار لإرساء أسس النهوض.

وإنها مناسبة لكي أتوجه بتحية التقدير الى فخامة الرئيس العماد ميشال عون على رعايته للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وعلى مساعيه لإقامة دولة المؤسسات.

كما أتوجه بتحية العرفان الى دولة الرئيس نبيه بري الذي احاط المجلس الاقتصادي والاجتماعي منذ تأسيسه بالدعم فاتحاً ابواب المجلس النيابي أمامنا لتبادل الآراء والتنسيق.

ولا يسعني الاّ أن اذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أَوْلى هذا المجلس عناية خاصة.

وهنا اسمحوا لي بأن أتوجه بكل الشكر الى أخي الريًس محمد شقير على هذه الالتفاتة، وهو السّباق في مبادراته، والحامل طموحات الشباب، والامين على نهج هذه الغرفة، التي هي بيت العطاء للوطن، وبيت الوفاء لمن اعطى الوطن.

وشكري الجزيل لأسرة اتحاد الغرف ولكل الهيئات الاقتصادية ولأركانها الذين أثبتوا دوماً أنهم عماد أساسي في إنعاش بلدنا رغم الصعاب والتحديات، ولنا خير المثال الصديق الكبير معالي الرئيس عدنان القصار.

وشكري الخاص لرئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الصديق شارل عربيد لكلمته القيّمة والصادقة. مرة اخرى اهنئه وأسرة المجلس الجديدة، بالاخص رفيق الدرب سعد الدين حميدي صقر متمنياً لهم التوفيق والنجاح في مهماتهم.

وشكراً صادقاً للحضور الكريم على عاطفتهم ودعمهم لي.

بيني وبين المجلس الاقتصادي والاجتماعي حكاية: في الخمسينات من القرن الماضي بدأت المطالبة به، ومعنا تحوّل من الحلم الى الواقع.

بين العام 2000 والعام 2003 تمَّ التأسيس. وعملنا في وقت واحد على التجهيز والتنظيم، وعلى إطلاق مسيرته على خطين:

- في الداخل : بتشكيل اللجان، وبدرس المشاريع، وباقتراح الآراء وإعداد الدراسات،

- وفي الخارج: بنينا جسور التواصل مع المجالس الاقتصادية والاجتماعية في الدول الاخرى للاستفادة من خبراتهم.

في العام 2003 إنتهت الولاية، ولما حالت التجاذبات السياسية، دون تعيين هيئة عامة جديدة للمجلس حتى اواخر 2017، وجدت نفسي امام خيارين: اما الانكفاء تماما"، واما الاستمرار في تسيير أعماله للمحافظة على وجوده، فاخترت طوعا" تأمين الاستمرارية حفاظا" على الأمانة التي وضعت بين ايدينا وتجسيدا" لإيماني بان هذا المجلس هو حاجة وضرورة.

كما حرصت على أن لا يكون مقعد لبنان شاغراً في الخارج، فشاركت في مؤتمرات المجالس الاقتصادية والاجتماعية الدولية والعربية

وأثمر ذلك تأمين الدعم لبلدنا، وتزويدنا بالخبرات والاستشارات لتطوير امكانات المجلس عند عودة انطلاقه.

وقد تجلى ذلك من خلال الزيارات التي قام بها رؤساء وكبار المسؤولين من المجالس الاقتصادية والاجتماعية في الخارج وممثلي المؤسسات والمنظمات الدولية، الذين زاروا لبنان، بدءً من رئيس الاتحاد الاوروبي للمجالس الاقتصادية والاجتماعية ورئيس المجلس الفرنسي، ورؤساء المجالس العربية، ومدير عام منظمة العمل العربية في جامعة الدول العربية

كما بادرنا الى تأسيس رابطة المجالس العربية التي عهدت اليّ رئاستها في العام الماضي.

ولأننا نؤمن جميعاً بأهمية التنسيق والتعاون على الصعيد العربي، لا بد من ترسيخ دور لبنان الطليعي في هذه الرابطة الى جانب ذلك، كنت اصدرت مع مجموعة من الخبراء وأصحاب الاختصاص كتابين الاول في العام 2007 والثاني في العام 2016 بعنوان "نهوض لبنان، نحو دولة الإنماء" وقد جرى إطلاقه من السراي الحكومي بحضور دولة الرئيس تمام سلام.

ويدي ممدودة للجميع كي نتابع معاً تطوير تلك المقترحات للخروج من المعاناة الاقتصادية والاجتماعية وللدخول في النهوض والتقدم".

من جانبه استهل الرئيس الحريري اللقاء بكلمة قال فيها: "اليوم نحن مجتمعون لنكرم صديقا عزيزا علينا جميعاً، روجيه نسناس الذي حافظ على المجلس الاقتصادي والاجتماعي خلال المرحلة السابقة، مع كل ما تخللها من هزات وأزمات وشلل في المؤسسات العامة، واليوم يسلم هذه الأمانة لأشخاص نضع أيضا آمالا كبيرة عليهم ليسيروا على نفس المسار، مسار النهوض بلبنان.

نحن اليوم في بداية ورشة عمل طويلة وأساسية للنهوض بهذا الوطن، وعلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي أن يواكبنا في المرحلة المقبلة. وما من شك أن المجلس هو المكان الأمثل والطبيعي لإجراء كل النقاشات والحوارات الاقتصادية والاجتماعية بين كل فئات المجتمع اللبناني الممثلة فيه، بعيداً عن الشارع والساحات وأبواب السياسيين.

الأولوية اليوم في لبنان هي للاستقرار. الاستقرار الأمني والسياسي والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. ونحن وضعنا خارطة طريق للاستقرار والنمو وفرص العمل، بدأت باجتماع مجموعة الدعم الدولية الذي عقد في باريس في 8 كانون الأول 2017، وستُستكمل في مؤتمر روما 2 الذي من المقرر عقده في أواخر شهر شباط المقبل لدعم الجيش اللبناني والمؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية، وصولاً إلى مؤتمر باريس المقرر عقده في فرنسا في أوائل نيسان المقبل لدعم الاستقرار الاقتصادي في لبنان".

وأضاف: "سنذهب إلى مؤتمر باريس ببرنامج واضح وأهداف محددة. سنذهب ببرنامج استثماري مهم وكبير في البنى التحتية، برنامج بـ16 مليار دولار يشمل أكثر من 250 مشروعا موزعا على قطاعات المواصلات والمياه والكهرباء والصرف الصحي، إضافة إلى بعض المشاريع المرتبطة بالاتصالات والصحة العامة والتربية وإرث لبنان الثقافي. هذا البرنامج الذي من المتوقع أن يعيد معدلات النمو إلى 6 و7% ويخلق فرص العمل الضرورية للشباب اللبناني بعشرات الآلاف يضم مشاريع حيوية، ونحن بحاجة لها ليكون لدينا بنية تحتية حديثة ومتطورة تواكب طموحكم وتطلعاتكم أنتم، وتسمح لكم أن تنفذوا وتنموا استثماراتكم.

وقد طرحنا هذا البرنامج على البنك الدولي، الذي قام بمراجعته وتقييمه وأكد لنا أهمية القطاعات المستهدفة بهذا البرنامج وأهمية المشاريع التي يشملها البرنامج للنهوض بالاقتصاد اللبناني. وهدفنا من مؤتمر باريس هو تأمين التمويل اللازم لتنفيذ هذه المشاريع، عبر قروض ميسرة من الصناديق والمؤسسات المالية الدولية ومن الدول الصديقة".

وتابع: "حوالي 40٪؜ من المشاريع في البرنامج الاستثماري هي مشاريع يمكن تنفيذها من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وقيمتها التقريبية نحو 7 مليار دولار من أصل مجموع الـ16 مليار دولار. الآلية القانونية باتت موجودة بعد أن أقر مجلس النواب قانون تنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، فتفضلوا اليوم أيها الأخوة إلى التنفيذ. ولهذا نحضّر نحن ومجموعة الاقتصاد والاعمال لمؤتمر مشترك في 22 شباط المقبل لعرض هذا المشاريع ومناقشتها مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي، والبدء بتحفيز تمويل القطاع الخاص لها.

وبالتوازي مع وضع اللمسات الأخيرة على البرنامج الاستثماري، باشرنا العمل على تحديد دور لبنان الاقتصادي من خلال وضع دراسة مفصلة للقطاعات الإنتاجية حتى نحدد، نحن وأنتم وكل المعنيين، القطاعات الواعدة، التقليدية منها والجديدة، والتي ستكون مصدر نمو وفرص عمل بالسنوات القادمة، إضافة إلى تحديد الخطوات الواجب اتخاذها للنهوض بهذه القطاعات.

لكن كل هذه الأمور لا تكفي لوحدها، يجب أيضا أن نسير بالإصلاحات الضرورية القطاعية والهيكلية لكي نتمكن من أن نحقق نجاحا كاملا لمؤتمر باريس المقبل. وأنا أعلم أنكم تنتظرون هذه الإصلاحات. أنتم تريدون أمنا واستقرارا وليس فوضى، تريدون بنية تحتية عصرية غير مترهلة، تريدون مؤسسات عامة تسهل لكم عملكم ولا تعيقه، وتريدون إطارا قانونيا يحمي حقوقكم لتتشجعوا على زيادة الاستثمار وتطوير أعمالكم. وأيضا تريدون استقرارا ماليا واستقرارا نقديا. وهذا كله أولوية على أجندتنا اليوم".

وختم قائلا: "أعلم أن المشروع الذي نحمله إلى مؤتمر باريس هو مشروع كبير، لكننا كلبنانيين نفكر دائما بأمور كبيرة. رفيق الحريري كان دائما يفكر كيف سيسمح للبنان، هذا البلد الصغير، أن يبرز في ذلك العالم الكبير. لذلك، كل هدفنا هو تطوير البنى التحتية، وعلينا أن نعمل ليل نهار لنؤمن ذلك، لأنه واجبنا كحكومة وأنتم كمجلس اقتصادي اجتماعي وغرف تجارية ورجال أعمال أن نعمل سويا لكي نقوم بالبلد. هذا الأمر يتطلب حوارا. واليوم بات لدينا حكومة ومجلس اقتصادي اجتماعي وغرف تجارية وعلينا جميعا أن نتحاور لكي ننفذ المشاريع ونقوم بالبلد.

أنا على ثقة أننا قادرون على القيام بالبلد، أن شباب لبنان وشاباته يريدون أن يبقوا في البلد، ولا نريد أن يكون أملهم الوحيد الخروج من البلد. ومشروع مؤتمر باريس هو بداية، صحيح أـنه كبير لكنه غير مستحيل، لأن القطاع الخاص له جزء كبير منه، وأنا على ثقة أننا مقبلون على مؤتمر ناحج بإذن الله. من هنا، أود أن أشكر كل الجهود التي قام بها السيد روجيه نسناس، وبصراحة كانت جهودا شخصية. لأنه في الوضع السياسي المتأزم والمنقسم الذي مررنا به وكان وضع البلد صعبا للغاية، تمكّن روجيه من المحافظة على المجلس، وأحيانا كثيرة كان يصرف من جيبه الخاص، لأنه كان يؤمن بالمجلس وعمله. واليوم لدى شارل عربيد مهمة صعبة أيضا، لأن الوضع الاقتصادي صعب جدا، وعلينا جميعا أن نعمل سويا للقيام بالبلد، وإن شاء الله نتمكن من تحقيق ذلك. فشكرا روجيه على كل ما قمت به، وأعانك الله عليّ يا شارل".

تكريم نسناس

بعد انتهاء الرئيس الحريري من القاء كلمته، قدم شقير والرئيس الحريري درع اتحاد الغرف اللبنانية الى نسناس تكريماً له على كل الاعمال والانجازات التي حققها خلال توليه رئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي.