شرح تقرير إقتصادي عن تراجع قيمة العملة في زمبابوي إذ تخلت حكومة عن عملتها المحلية، واختارت بدلًا من ذلك الاعتماد على ​الدولار​ الأميركي في العام 2009 في محاولة لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد.

ولكن الوضع لم يتحسن، وظل الاقتصاد مستقرًا ولكن في القاع، وازداد الوضع سوءًا مع تراجع الصادرات، التي تعتبر المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية التي أصبحت وسيلة التبادل الأساسية، وبدأ احتياطي البلاد من الدولار الأميركي يتضاءل. وقد أجبر ذلك الحكومة على اعتماد عملة محلية جديدة في تشرين الثاني عام 2016.

ورغم أن البنك المركزي ضمن للمواطنين أحقيتهم في مبادلة حيازاتهم من العملة الجديدة بما يعادلها من الدولار الأميركي، أصبحت طوابير المواطنين المصطفة أمام البنوك في انتظار سحب رصيدها مشهدًا مألوفًا في الأشهر الأخيرة. فهم لا يرغبون في أن يتم خداعهم مرة أخرى.

زيمبابوي​ التي كانت حتى عقود قريبة تتمتع بوفرة في مواردها الطبيعية، وبقطاع زراعي مزدهر وثروة معتبرة من رأس المال البشري، كيف تمكن رئيسها السابق روبرت موجابي من تدمير وتبديد كل ذلك في غضون 37 عامًا هي مدة بقائه في السلطة؟

رُبع سكان هذا البلد أصبح في حاجة إلى المساعدة الغذائية، هذا إلى جانب 72% منهم يعيشون في فقر. كيف تمكن موجابي من قلب حال هذا البلد رأسًا على عقب؟ كيف آلت الأوضاع إلى ما هي عليه الآن؟ ما الذي حدث لكي تظهر في دائرة التداول النقدي ورقة بـ100 تريليون دولار زيمبابوي؟

فقدت العملة الزيمبابوية قيمتها. بالنسبة للمواطنين ورق التواليت أكثر قيمة منها. ولكن ما الذي يعنيه ذلك؟ لنرجع إلى الأساسيات لكي نفهم الصورة بشكل أفضل.