لم يعد عدد التطبيقات الذكية اللبنانية بقليل على متاجر تطبيقات "غوغل" و"آبل"، فالكثير من الشركات اللبنانية ومن الشباب اللبناني دخلوا الى هذه الصناعة، وأثبتوا أنهم قادرون على الوصول الى مراكز متقدمة في هذا المجال، وما يميز هذه التطبيقات أنها جاءت من خلال جهد شخصي من المطورين بدون دعم وبإمكانات مادية بسيطة.

فعلى الرغم من عدم وجود عدد كبير من المتخصصين في مجال صناعة التكنولوجيا في لبنان إلا أن هذه التطبيقات حققت نجاحات جيدة ولابأس بها، ونافست عدد كبير من التطبيقات المشهورة التي صنعتها أكبر شركات العالم.

وأكثر التطبيقات اللبنانية التي تبرز هي تطبيقات الألعاب والتطبيقات التعليمية، أو تلك التي تقدم خدمة يحتاجها المجتمع، كتطبيقات طلب الطعام او سيارات الأجرة وغيرها ... والتطبيق الذي سنتحدث عنه اليوم في "​تحت الضوء​" هو عبارة عن لعبة هادفة، تحتاج إلى الكثير من التركيز والذكاء وسرعة البديهة.

"Polylines" هي لعبة لبنانية طورها الشاب اللبناني هادي خيرالله، وهي لعبة تندرج ضمن خانة الألعاب الهادفة، التي تمزج بين التسلية والتعلم في آن معاً.

وللحديث اكثر عن هذه اللعبة ومميزاتها، كان لـ"الإقتصاد" هذه المقابلة الخاصة مع هادي، الذي تحدث عن ميزات "Polylines" وأهميتها.

بداية، أخبرنا قليلا عن لعبة "Polylines" ؟

"Polylines" هي لعبة مخصصة لأجهزة الهواتف الذكية، وتصنف ضمن الألعاب التي تحتاج إلى ذكاء وسرعة بديهة كبيرة، حيث أنها لا تهدف فقط إلى التسلية بل إلى تقوية مهارات اللاعب في رسم الأشكال الهندسية.

فاللعبة هي عبارة عن دائرة (Circle)، وعلى هذه الدائرة يوجد نقطة متحركة تدور بسرعة معينة، وكل ما على اللاعب أو المستخدم فعله هو النقر على الشاشة لمحاولة إيقاف هذه النقطة المتحركة في المكان الصحيح أو المحدد، محاولا رسم الشكل الهندسي المطلوب.

وتحتوي "Polylines" على 43 مرحلة في الوقت الحالي، حيث تزداد صعوبة اللعبة من مرحلة إلى أخرى.

من كان صاحب الفكرة وما الذي دفعك إلى تطوير اللعبة؟

لدي إهتمام كبير بكل ما يتعلق بألعاب الكومبيوتر وتطوير الألعاب منذ الصغر، لذلك كنت دائما أعمل على تعلّم طريقة البرمجة والترميز من خلال الإنترنت، وكان حلمي هو تطوير لعبة خاصة.

وبما أني مهتم أيضا بعلوم الرياضيات، قررت تطوير لعبة خاصة بهذا المجال، حيث يكون الهدف منها التسلية، وتطوير قدرات المستخدم وسرعة البديهة لديه بنفس الوقت، لرسم بعض الأشكال الهندسية ... فكانت "Polylines".

كيف تعلمت مهارات تطوير التطبيقات الذكية ؟ وهل يدخل هذا المجال ضمن إختصاصك في الجامعة ؟

طورت مهاراتي بمفردي، حيث تعلمت كل الأمور المرتبطة بالبرمجة والترميز من خلال البحث عبر الإنترنت .. وخلال العمل على "Polylines" واجهتني بعض الأمور التقنية المعقدة، خاصة انه لا يوجد أي شخص مقرّب لديه خبرة في هذا المجال لمساعدتي، كما أني كنت في عمر الـ 17 فقط، ولكن مع الوقت تمكنت من تخطي هذه العقبات وتطوير اللعبة بمفردي ودون مساعدة من أحد.

وفي الجامعة أدرس إختصاص هندسة الكومبيوتر، لأنه سيساعدني كثيراً في المستقبل في مجال تطوير التطبيقات والألعاب الذكية.

هل يوجد ألعاب مشابهة لـ "Polylines"؟ وما الجديد الذي تقدمه هذه اللعبة؟

هناك العديد من الالعاب التي تعتمد على الذكاء والتفكير وسرعة البديهة، ولكن ما أحاول تقديمه في "Polylines" يتعلق بمجال الهندسة، ويهدف إلى تطوير مهارات الشخص في هذا المجال، بحيث تتحسن قدراته في رسم الأشكال الهندسية بشكل تلقائي وبدون أن يشعر بأي ملل.

كم أصبح عدد مستخدمي "Polylines" اليوم ؟ وماذا عن ردة فعل المستخدمين وآرائهم باللعبة؟

عدد مستخدمي "Polylines" اليوم يتخطى الـ 2000 شخص في 4 أشهر فقط، والتطبيق متاح لهواتف "آندرويد" و iOS"" مجاناً.

أما بالنسبة لردة فعل الناس والأصدقاء فهي إيجابية بمعظمها، حيث تحدث بعض الأشخاص عن صعوبة كبير في تخطي المراحل، ولكن فيما بعد تمكنوا من إنهاء المراحل كلها، وأصبحوا يطالبون بإضافة بعض المراحل الجديدة للعبة.

ما هي مشاريعك المستقبلية في هذا المجال؟

أعمل على تطوير "Polylines" قدر الإمكان في اوقات الفراغ وإضافة مراحل جديدة للعبة، والتسويق لها لزيادة عدد المستخدمين.

كما اعمل على مشروع جديد، والذي هو عبارة عن فكرة جديدة في مجال التجارة الإلكترونية "e-commerce"، وهو يتألف من موقع إلكتروني وتطبيق ذكي خاص بالهواتف الذكية.