زينة عيّاد هي فنانة لبنانية شابة طموحة، بدأت من الصفر، وشقت طريقها بثبات في عالم الأعمال الفنية، فطبعت بصماتها الإبداعية المميزة والفريدة من نوعها، واجتازت كل الصعوبات حتى وصلت إلى ما ترمي إليه.

تشيد عيّاد بحبّها الكبير لعملها، فهي لطالما سعت جاهدة للحفاظ على استمراريته، وذلك من خلال التزامها وقدرتها على تنظيم الوقت وتحمل المسؤوليات.

فمنذ نعومة أظافرها، كانت مفتونة بالفن والفيلة، وتشعر بالإلهام للرسم والتعبير عن مشاعرها من خلال الألوان والأشكال المختلفة. ولهذا السبب، قررت الجمع بين حبّها للفيلة وشغفها للفن، من أجل تقديم الأعمال الفنية المصنوعة يدويا تحت اسم "Zafeel".

فكل شخص يجد شغفه بطريقة أو بأخرى، وزينة عيّاد بدأت بالعمل من زاوية غرفتها، لأنها تؤمن بأن الرسم يتيح للخيال أن يطوف في عالم من الهدوء والسكينة، وهو وسيلة لشفاء العقل والجسد والروح. وفي تلك الزاوية الصغيرة، اكتشفت أنها تستطيع ترجمة كل المشاعر التي تواجهها في حياتها اليومية، من خلال الطلاء، والأشكال، والفيلة أيضا. وبهذه الطريقة بات لكل لوحة قصة معينة ستبقى دائما قريبة جدا الى قلبها.

مؤسسة العلامة التجارية الإبداعية "Zafeel"، زينة عيّاد، خصّت "الاقتصاد" بهذه المقابلة المميزة والمحفّزة:

من هي زينة عيّاد؟ وكيف قررت تأسيس "Zafeel"؟

تخصصت في فنون التواصل، مع التركيز على الصحافة، في "الجامعة اللبنانية الأميركية"، "LAU"، كما حصلت على دبلوم مهني في مجال التسويق الرقمي.

بدأ عملي الفني كهواية، حيث كنت أنفذ القطع لأصدقائي ولنفسي، ومن ثمّ أصبح الناس من حولي يشجعونني على تنفيذ المزيد من اللوحات والرسومات بسبب تزايد الطلب عليها. وبالتالي عملت من المنزل لمدة حوالي سنتين، الى أن قررت في العام 2017، افتتاح مشغلي الخاص الموجود اليوم في شارع مقدسي في منطقة الحمرا.

الى من تتوجه "Zafeel"؟ هل أنها متوفرة لجميع الفئات العمرية والاجتماعية؟

"Zafeel" تتوجه الى جميع الناس بمختلف ميزانياتهم وفئاتهم العمرية أيضا.

ما الذي يميز قطع "Zafeel" عن غيرها؟

قطع "Zafeel" مفصّلة ومرسومة بدقّة، كما أن طريقة العمل جديدة وليس موجودة بكثرة في لبنان، لأن هذا النوع من الفن بحاجة الى الوقت والصبر.

من جهة أخرى، إن جميع القطع مميزة واستثنائية، وكل قطعة فريدة من نوعها ولا مثيل لها، وذلك لأنه من المستحيل أن أقدم رسمة مشابهة لأخرى.

هل تمكنت من إيصال أعمالك الفنية الى خارج لبنان؟

لقد أرسلت أعمالي الى عدد كبير من البلدان، ومنها إفريقيا، روسيا، الولايات المتحدة، والبرازيل.

هل تعتبرين أن وسائل التواصل الاجتماعي مفيدة أم مضرة للأعمال الإبداعية؟

وسائل التواصل تساعدني كثيرا على الانتشار والتسويق لأعمالي. لكنني لا أتأثر بسلبيات عرض المنتجات عبر هذه المنصات، لأنه مهما تم تقليدي، ستبقى بالنهاية لمستي مميزة وفريدة. فأنا لا أرسم الرسمة قبل تلوينها، بل إن الرسمة بذاتها تخرج من رأسي وفكري ومخيلتي، وبالتالي ألوّنها على الفور.

ولهذا السبب، فإن إبداعي الملموس في جميع أعمالي الفنية هو توقيعي، ومهما قلّدوني ستبقى هويتي المميزة والمحددة موجودة في كل قطعة من "Zafeel"، وخاصة أنني أركز على فكرة الفيل الحاضر في كل الرسمات والقطع، والذي يعتبر بمثابة شعاري الخاص.

هل تعتبرين المنافسة عامل إيجابي في مجال الأعمال بشكل عام؟

المنافسة ايجابية حتما، ولا يمكن أن تكون سلبية أبدا، فأقرب صديقة لي هي فنانة أيضا، ونحن نعمل معا يدا بيد، ولم أشعر يوما أن أي أحد منا يؤثر على الطرف الآخر، لأن كل شخص يتميز بلمسته الخاصة.

وبالتالي مهما اشتدت حدّة المنافسة، يبقى الفن دائما على الحياد؛ فالهوية المحددة للفنان موجودة بشكل دائم لتميزه عن غيره، ولكل فنان أيضا جمهوره وزبائنه.

ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل في المجال الفني في لبنان؟ وهل هناك اقبال على "Zafeel"؟

أنا متفاجئة ومصدومة بالفعل من الاقبال الكبير على "Zafeel". أما الصعوبة الوحيدة التي أواجهها في الوقت الحاضر، فتكمن في الوقت؛ اذ أنني أعمل بيديّ، وعملي دقيق للغاية، ومن جهة أخرى أنا موظفة بدوام كامل في منظمة "أبعاد" التي تعنى بشؤون المرأة.

ولا بد من الاشارة الى أنني لا أقصر أبدا في وظيفتي، إنما قد أواجه أحيانا بعض الضغوط التي تؤدي الى التعب والارهاق الجسدي، وذلك لأنني أعمل من التاسعة صباحا حتى الخامسة مساءا في المنظمة، وأتوجه بعد ذلك الى عملي الثاني، حيث أبقى في بعض الأوقات، حتى الساعة الواحدة صباحا.

لكنني أتفرغ في الكثير من الأحيان للأمور الخاصة والاجتماعية، فاذا لم أهتم بنفسي وبصحتي الجسدية والنفسية لكي أشعر بالفرح والارتياح، لن أتمكن أبدا من العطاء في العملين.

ما هي الصفات التي ساعدتك على التقدم؟

أحب عملي كثيرا، ولطالما آمنت به الى أقصى الحدود، كما أن السعادة تغمرني عندما أقوم به، وبالتالي لم أشعر يوما أنني أعمل من أجل الربح المادي.

من ناحية أخرى، أنا شخص يعاني من القلق في كل الأوقات، والأعمال الفنية كانت بمثابة تقنية طبيعية تساعدني على تهدئة أعصابي والتعبير عن مشاعري.

ما هي طموحاتك وتطلعاتك المستقبلية على الصعيد المهني؟

أطمح أن تتوسع "Zafeel" وتصبح علامة تجارية إقليمية وتتعدى الحدود المحلية. كما أتمنى أن لا تبقى محصورة بالقطع الفنية الخاصة بي.

من قدم لك الدعم والتشجيع في مسيرتك؟

عائلتي هي الدعم الأساس، بالاضافة الى صديقتي المقربة، الفنانة، التي لطالما شجعتني على العمل ودفعتني الى الاستمرار.

فكل محيطي يرى أن "Zafeel" ستصل الى أماكن أبعد من ما هو متوقع.

برأيك، هل تقدمت المرأة اللبنانية في سوق العمل؟

نعم بالتأكيد، فالمرأة اللبنانية باتت تتحدى نفسها وليس المجتمع فقط، لتثبت أنها قادرة على العمل والتقدم وتحقيق النجاحات.

نصيحة الى المرأة.

أنصح المرأة أن تتوقف عن الحدّ من طاقاتها، ولا تتصرف كضحية، بل عليها أن تساوي نفسها بالرجل ولا تفرّق بينها وبينه؛ ويجب أن لا تتطرق الى هذا الموضوع حتى.

لهذا السبب أقول لها: "أنتِ انسان مثل أي شخص آخر. اعملي على هذا الأساس، واتبعي كل طموحاتك وأحلامك، ولا تسمحي لأي أحد أو أي شيء بالوقوف في وجهك".

فمن خلال تجربتي الخاصة، أصبحت مؤمنة أنه يمكن تحقيق النجاح حتى لو بدأنا من الصفر.