خاص ـــ الاقتصاد

سنوات طويله استطاع خلالها شاب سوري يقيم في لبنان بصورة غير شرعية، أن يوزّع ضروبه الإحتيالية على الناس، ويوهمهم بالفوز بجائزة "​اللوتو​" الكبرى، ويستولي منهم على مبالغ بعشرات آلاف الدولارات، بحجة تسريع إجراءات قبض قيمه جوائزهم، مستعيناً برجل سبعيني يملك مكتبه متخصص في بيع أوراق "اللوتو" قبل أن يكتشف الضحايا، أنهم وقعوا أسرى هذه الضروب وفقدوا أموالهم الطائلة.

فقد توفرت معلومات لدى شعبة المعلومات في جبل لبنان، عن قيام السوري "مصطفى. أ" بتزوير أوراق "اللوتو" والاستيلاء على أموال بعض الأشخاص، عن طريق ايهامهم بأن ورقته رابحة، باشر شعبة المعلومات تحقيقاتها واستمعت الى أحد الضحايا وهو "يوسف. ش" الذي أفاد أنه التقى "مصطفى" الذي ابرز له بطاقة "لوتو" وأعلمه بأنها رابحة، وطلب منه مبلغ قدره 10000 دولار أميركي، بهدف تسريع اجراءات المعاملة كونه أجنبي، ولن يستطيع قبض الجائزة الا بعد ثلاثة أشهر، ولإيهام الضحية أكثر، أعطاه أرقام الورقة الرابحة ليتأكد أن كلامه صحيح، وتوجه على على الفور بصحبته الى إحدى المكتبات المتخصصة ببيع ووسم "اللوتو" في العقيبة، فأبلغه صاحب المكتبة "جان. د" بأن الأرقام صحيحة والورقة رابحة، عندها سارع "يوسف الى تأمين مبلغ 10000 آلاف دولار، وأعطاها الى "مصطفى" لتسريع إجراءات قبض قيمة جائزته.

بعد يومين تصل "مصطفى" بـ"يوسف. ش" وأبلغه أن حوالة ستصله من تركيا خلال يومين، وسوف يعيد له أمواله، وانه بعد يومين لم يعد اليه أي مبلغ بل طلب منه مبلغ اضافي بقيمة 12000 دولار، فسلمه المبلغ المطلوب، وأعلمه مصطفى حينها أنه بحاجة أيضاً الى مبلغ 45000 دولار أميركي من أجل تسريع معاملة قبض الجائزة، وقد أرسل له عبر تطبيق "واتس آب" صورتين لشكين، الأول بقيمة 100000 دولار والثاني بقيمة 300000 دولار، وصرّح بأنه عند قبضه الشكين المذكورين، سوف يعيد له أمواله، وأكد "يوسف" أنه توجه مع "مصطفى. أ" و"جان. د" الى فرع بنك بيبلوس في العقيبة، وشرح لهم المدير بأن ايداع مبلغ في الحساب سوف يحتاج الى أربعة أشهر.

بناء للتحريات والاستقصاءات وتتبع اتصالات الفاعل، تمكنت دورية من شعبة المعلومات بتوقيف "مصطفى. أ" في منطقة عرمون، وخلال التحقيقات الأولية معه أفاد بأنه مقيم على الأراضي ىللبنانية بأوراق منتهية الصلاحية، وقد عثر معه لدى تفتيشه على عدة أوراق "لوتو" ومن بينها واحدة يستعملها في عمليات الإحتيال على أشخاص، وهي تحمل رقم السحب 1318  وقد وسمت بالأرقام 3و7و28و35و38 ورقم غير واضح، وقد أكد الموقوف أنه ربح ورقة "لوتو" منذ حوالي السنة ونصف، وأعطاها الى مواطنه "أحمد. ي" ليقبضها، لكن الأخير فرّ الى سوريا ولم يتمكن من استعادة ورقته الرابحة، وقد قام بتزوير ورقة "لوتو" تحمل رقم السحب 1318 واستعملها لايهام كل من "محمد. ش" و"ناصيف. ح" و"محمد. ع" واقناعهم بأن الورقة رابحة، بغية الحصول الى المال، ليتمكن بهذه الطريقة من الاستيلاء على 37000 دولار من "محمد. ش" و11000 دولار من "ناصيف. ح" و3000 دولار من "محمد. ع"، وأنه أرسل كل هذه الأموال الى سوريا.

وخلال التوسّع بالتحقيق معه لمعرفة من يساعده في هذه العمليات، أفاد "مصطفى" أنه يتوجب للمدعو "جان. د" بذمته مبلغ 12000 دولار، ثمن أوراق "لوتو" قام بسحبها من مكتبته، مع العلم أنه أنفق مبلغ 70000 دولار لشراء أوراق "لوتو" من الأخير، معترفاً أنه قام بسرقة أربع أوراق شيكات عائدة لرب عمله "بولس. ع"  لدى العثور دفتر شيكات في سيارة الأخير، وبسبب جهله للكتابة، قصد الظنين "عبد الوهاب. ح" وطلب منه تعبئة مندرجات الشيكات لأربعة، وبالفعل حرر عبد الوهاب الشيكات الأول بمبلغ 65000 دولار، والثاني بـ 4000 دولار والثالث بـ6000 دولار والربع بـ45000 دولار، وأعطى "محمد. ش" الشك الذي تبلغ قيمته 6000. وخلال الاستماع الى المتهم "جان. د" أفاد بأن "مصطفى. أ" أحد زبائنه الأساسيين، وفي كل سحب "لوتو" يحضر الى مكتبته، ويسحب أرقام "لوتو"  ويتلو عليه الأرقام التي يريد سحبها، وهو يعمد بدوره الى تدوينها على الآلة وسحب الورقة، وبات له في ذمته 12000 دولار كدين ثمن أوراق "اللوتو".

أحضر الظنين "عبد الوهاب. ح"، وجرى ضبط أقواله، فأوضح أنه سوري الجنسية، واقامته على الأراضي اللبنانية منتهية االصلاحية، وأن "مصطفى" قصده في مركز عمله في نهر ابراهيم طالباً منه تعبئة مندرجات بعض الشيكات كونه لا يجيد الكتابة، فنفذ طلبه ووقع الأخير على الشيكات امامه، لكنه أنكر معرفته بأن "مصطفى" بارع في اعمال النصب والاحتيال، في حين أفاد "ناصيف. ح" بأنه التقى مصطفى وجان، وتوجهوا جميعاً الى أحد فرع "بنك بيروت" في جونيه لفتح حساب باسمه لكي يتمكن مصطفى من تحويل الأموال اليه، وبالفعل عمد الى فتح الحساب وانتظر ستة أشهر ولم يحوّل اليه أي مبلغ فعاد وأغلق الحساب.

ولدى اجراء مقابلة بين "جان. د" و"مصطفى. ا" و"ناصيف. ح"، أكد جان أنه توجه مع "محمد. ش" و"مصطفى" الى فرع "بنك بيبلوس" في العقيبة لفتح حساب، ثم توجه مع ناصيف ومصطفى الى فرع "بنك بيروت" في جونية لفتح حساب مصرفي أيضاً، وذلك من أجل استعادة أموالهما من مصطفى، في حين أعلن الأخير أنه عمد مع جان الى ايهام ناصيف ومحمد والاحتيال عليهما، في لكنّ جان عمله بعمليات الاحتيال، وأكد أن دوره تمحور حول استرجاع أمواله من مصطفى، وأشار الى أن جميع الأموال التي يحصل عليها مصطفى، كان يشتري بها أوراق "لوتو" من مكتبته.

محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي محمد بدران، قضت بانزال عقوبة الأشغال الشاقة بحق السوري "مصطفى. أ" مدة ثلاث سنوات، بعدما أدانه بجرم تزور أوراق "اللوتو" من اجل الاحتيال والاستيلاء على اموال المدعين بعد ايهامهم بأنهم ربحوا الجائزة الكبرى، وسرقة وتزوير شيكات مصرفية واستعمال المزور، كما ادانت المتهم الفار "جان. د" بالجرم نفسه وانزلت عقوبة الاشغال الشاقة بحقه من سبع سنوات وتجريده من حقوقه المدنية ومنعه من التصرف بامواله وتنفيذ مذكرة القاء القبض الصادرة بحقه، وادانة الظنين "عبد الوهاب. ح" بجرم التدخل في تزوير الشيكات وتعبئة مندرجاتها وحبسه سنة واحدة وتغريمه مليون ليرة لبنانية.