نجحت ​ساندي عبد النور​ في تحقيق طموحاتها المهنية، والعمل في المجال الذي كانت تحلم به منذ نعومة أظافرها. فدخلت الى عالم الموضة، ونشرت اسمها، وتميّزت بأفكارها وتصاميمها، على الصعيدين المحلي والعالمي.

أحبّت مهنتها الى أقصى الحدود، وسعت جاهدة للتقدم والحفاظ على نجاحها، فشقّت طريقها بحزم، وتطلّعت دائما الى الأمام، كما اجتازت الصعوبات والمعوقات كافة، حتى وصلت الى ما ترمي اليه.

في هذه المقابلة الخاصة مع "الاقتصاد"، عرّفتنا مؤسسة العلامة التجارية "Sandy Nour"، ساندي عبد النور، الى مسيرتها المهنية المحفِّزة والغنية بالأحداث:

من هي ساندي عبد النور؟

أنا مصممة أزياء لبنانية، لدي مشغلي الخاص في منطقة نهر الموت، وأتعاون مع فريق عمل مؤلف من 12 موظفا، يساعدونني على تنفيذ المجموعات.

في البداية، تخصصت في إدارة الأعمال والتسويق في "الجامعة اللبنانية الأميركية"، "LAU". وفي مرحلة لاحقة، توجهت الى مدينة ميلانو الايطالية، حيث درست تصميم الأزياء في معهد "Istituto Marangoni".

في العام 2006، عدت الى بيروت وأسست مشغلي؛ ومن هنا كانت البداية.

لماذا اخترت العمل في مجال تصميم الأزياء؟

التصميم كان هوايتي منذ أن كنت صغيرة، ولطالما أحببت هذا المجال.

في البداية، أردت الانخراط في الشقّ التجاري منه، لذلك افتتحت متجري الخاص، وكنت أسافر حينها الى ايطاليا وفرنسا لشراء البضائع. لكنني شعرت بعد فترة، أن هذا العمل محدود من الناحية المهنية، وبالتالي فضلت العودة الى الجانب المتعلق بالتصميم.

لهذا السبب، توجهت الى ميلانو لتعلم تقنيات تصميم الأزياء من أجل تقديم تصاميمي الخاصة، دون التقيد بما هو موجود في الأسواق.

من أين حصلت على التمويل من أجل الانطلاق؟

في بداية المسيرة، حصلت على قرض مصرفي، وبدأت بالعمل على مستوى صغير ومتواضع، ومع الوقت، بدأت بالتوسع أكثر فأكثر.

ولكن عندما انطلقت، لم تكن العلامة التجارية تحت اسمي الخاص، وكنت حينها أبيع تصاميمي بالجملة، وبالتالي استعنت بالقرض من أجل توسيع العمل.

من هم زبائن "Sandy Nour" اليوم؟ هل أن تصاميمك متوفرة للميزانيات كافة؟

"Sandy Nour" تتوجه الى جميع الميزانيات، والميزة الأهم في علامتي التجارية تكمن في أن تكون فساتيني في متناول كل الزبائن، وكل امرأة تحب أسلوبي في التصميم.

فأسعاري ليست مرتفعة مثل مصممي الأزياء اللبنانيين الآخرين الذين يتوجهون الى فئة معينة من الأشخاص.

كيف تواجهين المنافسة الواسعة الموجودة في هذا المجال؟

أنا لا أفكر كثيرا بالمنافسة، لأن السوق اللبناني مليء بالفساتين المعقدة، والمتضخمة، والمبالغ فيها من ناحية الحلي والزخرفات، في حين أن من يعرض التصاميم البسيطة، تكون أسعاره مرتفعة للغاية.

وبالتالي لا أواجه منافسة كبيرة، بسبب فساتيني المميزة وأسعاري المدروسة. فخلال فترة الصيف، أي عندما أطلقت مجموعتي تحت اسم "Sandy Nour"، تمكنت من الدخول الى السوق بكل سهولة، وذلك بسبب الأسعار التنافسية، والأسلوب الأوروبي البسيط؛ ففساتيني ليست معقدة، وتعبّر عن الذوق الأوروبي أكثر من العربي، وهنا يكمن توقيعي الخاص.

هل ساعدتك تجربتك في البيع بالجملة الى أوروبا والولايات المتحدة، على ايصال تصاميمك الخاصة الى هذه البلدان؟

نعم بالطبع، فأنا كنت أعمل مع متاجر معروفة مثل "Harvey Nichols"، ما ساعدني على معرفة متطلبات السوق لكي أتقدم في مسيرتي المهنية.

ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل في لبنان؟

إن عدم الاستقرار في الوضعين السياسي والاقتصادي، يؤثر حتما على حركة البيع. فالشتاء بالنسبة لنا يعتبر موسما منخفضا، وبالتالي ننتظر فصل الصيف من أجل تسريع العجلة وإنعاش أعمالنا، بسبب ازدياد حفلات الأعراس.

ولكن للأسف، نواجه كل سنة خضة سياسية أو أمنية، تؤثر على عملنا وتؤدي الى غياب السياح الأجانب، لينتهي بنا المطاف في التركيز على السوق المحلية فقط.

ما هي الصفات التي ساعدتك على التقدم والنجاح؟

المثابرة والإصرار.

ما هي طموحاتك ومشاريعك المستقبلية؟

مع إعادة إطلاق العلامة التجارية باسمي، أطمح الى التوسع قريبا الى خارج الحدود اللبنانية. ونأمل أن نكون قد دخلنا مجددا الى أسبوع الموضة في باريس، خلال موسم الصيف المقبل، من أجل استعادة نشاطنا في مجال البيع بالجملة.

هل شعرت يوما بالتقصير تجاه حياتك الخاصة بسبب انشغالك بالعمل؟

التقصير موجود حتما، لأن الانسان لا يستطيع التفوق في كل شيء، وبالتالي عليه أن ينجح في جانب ما من حياته على حساب جانب آخر.

وفي حالتي، كنت مدمنة على العمل الى حد ما، حتى تمكنت من التوسع الى الخارج، وكنت مضطرة حينها الى وضع كل طاقتي ووقتي في عملي، ما أثر على حياتي الخاص.

لكن الوضع تحسن اليوم بسبب الخبرة الواسعة التي اكتسبتها، وفريق العمل الذي يساندني على الدوام.

كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان؟

خلال السنوات الأخيرة الماضية، تحسن وضع المرأة كثيرا عن ما كان عليه في الماضي، مع العلم أن الطريق أمامها لا يزال طويلا، لأننا نعيش في ظل مجتمع شرقي.

هل كان "الرجل" داعما لمسيرتك المهنية؟

أنا قادمة من عائلة منفتحة، ولهذا السبب حصلت دائما على الدعم والتشجيع اللازمين من عائلتي وأصدقائي، وبالتالي لم أواجه يوما أي مشكلة من هذه الناحية.

نصيحة الى المرأة.

على المرأة أن تثابر دائما على العمل، فاذا كانت تحلم بالوصول الى فكرة أو هدف معين، يجب أن تفعل المستحيل من أجل تحقيقه، لأن الطموحات لا تتحقق وتصبح حقيقة بين ليلة وضحاها، بل إن النجاح يتطلب التعب والسهر والإصرار.

وفي النهاية لا بد من القول أن العقبات والمشاكل لا يمكن أن تقف في وجه المرأة الطموحة والحالمة والمثابرة.