ودّعنا العام 2017، لنستقبل بفرح العام الجديد 2018، آملين أن يكون أفضل من سابقه، ويحمل معه الخير والبركة، ويشكل فرصة لفتح صفحة جديدة، وتحقيق النتائج الإيجابية.

وكانت قد ارتدت المناطق اللبنانية كافة حلّة العيد منذ بداية شهر كانون الأول، وذلك استعداد لاستقبال موسم يحمل البهجة، أضف الى ذلك الأمل بانفراجات على الصعيدين التجاري والسياحي، في ظل ترقب ازدياد أعداد الوافدين إلى لبنان من الخارج، من سياح ومغتربين.

وبالتالي يعوّل جميع التجار والمعنيين في القطاع السياحي، على فترة الأعياد، وخاصة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة، لعلّها تكسر الركود المخيم على مختلف المؤشرات، نتيجة حالة الترقب وعدم الاستقرار التي نعيشها يوميا، والأزمات الداخلية والاقليمية المتلاحقة. فالاقتصاد مرتبط ارتباطا وثيقا بالسياسة، ما يؤثر بشكل كبير على الحركة الاقتصادية والسياحية والتجارية، ليصبح من المستحيل قراءة الواقع السياحي بمعزل عن الحالة السياسية القائمة؛ فكل "خضّة" تؤدي الى إلغاء الحجوزات وتخوّف السياح من القدوم الى لبنان، وتردّد المواطنين المقيمين من الاستهلاك وإنعاش الأسواق.

من جهة أخرى، أشارت الدراسة الصادرة عن مديرية الطيران المدني في مطار بيروت الدولي الى تزايد سنوي لعدد الرحلات خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة، بنسبة تتراوح ما بين 7% و15% عن العدد الطبيعي، وأن الزيادة في هذه الفترة ومن سنة الى أخرى هي بنسبة 2%. واستنادا الى ذلك أصبح عدد الرحلات اليومية المتوقعة للفترة الممتدة من 16 تشرين الثاني 2017 الى 8 كانون الثاني 2018 سيتجاوز 200 طائرة يوميا.

فما مدى صحة هذه الأرقام؟ كيف كانت الحركة السياحية خلال موسم أعياد 2017؟ وهل هناك تفاؤل من المرحلة المقبلة؟

هذه التساؤلات وغيرها أجاب عليها رئيس الاتحاد اللبناني للنقابات السياحية في لبنان، ​أمين خياط​، في هذه المقابلة الخاصة مع "الاقتصاد":

- كيف تقيم نسبة الإشغال والحجوزات خلال فترة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة؟ وما هي جنسيات الأكثر إقبالا على لبنان؟

الحركة خلال عيد الميلاد كانت شبه معدومة، لكن السوق تحرك الى حد ما مع قدوم عيد رأس السنة، وتراوحت نسبة إشغال الفنادق بين 80% و90%.

وقد استقبل لبنان السياح القادمين من أوروبا بشكل عام، بالاضافة الى المغتربين اللبنانيين الذين يشغلون المطاعم أكثر من الفنادق.

ولا بد من الاشارة الى أن السائح الخليجي لا يزال مقاطعا للبنان.

- كيف جاءت الحركة بالمقارنة مع العام الماضي؟

العام 2017 كان أفضل من سابقه، وذلك بسبب الوضع القائم حاليا. فالعام 2016 شهد انتخاب الرئيس ميشال عون، وما تبعه من أجواء ايجابية، لكن مؤسسات الدولة والتعيينات وقانون انتخاب، لم تكن حينها واضحة بعد. في حين أن البلد يتجه اليوم نحو الاستقرار أكثر فأكثر.

مع العلم أن المشاكل السياسية بين الأطراف المختلفة، تدل على أن المسؤولين السياسيين اللبنانيين لا يهمهم المواطن ولا يسألون عن أحد، كما أن حسهم الوطني شبه غائب.

- كيف تقيم أداء القطاع السياحي خلال العام 2017 بشكل عام؟

أداء القطاع السياحي لم يكن جيدا، ولم يتحسن خلال الأعياد وموسم الاصطياف أيضا. فخلال الصيف مررنا بأزمة رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية، واستمرت المقاطعة الخليجية.

ومن هنا أطلق صرخة أتوجه فيها الى جميع المسؤولين؛ فلماذا نركض وراء الخليجيين في حين أنه بامكاننا استقطاب السياح من روسيا، الصين، واليابان؟ فكل بلد من هذه البلدان يرسل سياح أكثر من الخليج بأكمله. لماذا لا ندق أبوابهم؟ لماذا لا نتواصل معهم؟ لماذا نجلس بانتظار أن ترضى عنا السعودية وقطر وغيرها من البلدان الخليجية؟

لبنان بلد جميل والسياحة فيه متنوعة، كما أن طقسه مميز ومعتدل، والأعياد تضفي رونقا رائعا، والفرحة تملأ الشوارع والمناطق كافة. من جهة أخرى، نرى أن الشعب اللبناني سعيد ومرتاح، مع العلم أن البلد لم ينطلق بعد من الناحية الاقتصادية.

- ما هي توقعاتك للقطاع السياحي بشكل عام والفندقي بشكل خاص خلال العام 2018؟ هل هناك تفاؤل من المرحلة المقبلة؟

لا يمكن معرفة ماذا سيحصل في هذا البلد بعد أسبوعين حتى، فنحن لا نعيش في سويسرا حيث الاستقرار هو سيد الموقف، بل نعيش في مزرعة بين الذئاب، ولا يمكن أن يتحسن الوضع اذا لم نتخلص من كل رجال السياسة الحاكمين حاليا.

فلبنان لا يسير على طريق مستقيم وسليم ومفتوح، بل إن طريقه متعرج، ومليء بالحفرات والمطبات والمؤامرات.

- هل هناك خطط سيتم اتباعها في العام 2018 من أجل استقطاب المزيد من السياح؟

يجب أن ندق أبواب روسيا والصين واليابان، لأن هذه البلدان الثلاثة تصدر 15 مليون سائح سنويا. لكن للأسف لا أحد يرد أو يسمع، ووضعنا مأساوي حقا.