تنقل بين عدد من الفنادق والمؤسسات السياحية وكسب خلالها خبرة واسعة في قطاع السياحة وادارة الفنادق. صعد السلم درجة درجة حتى تمكّنم من الوصول الى ما هو عليه اليوم فتنقّل بين كل المراتب واستطاع ان يثبت نفسه كموظف مجتهد في عمله.

صمد كثيراً في وجه الرياح التي عصفت بقطاع السياحة في لبنان وخاصة في العام 2005 بعد الاحداث التي ضربت هذا البلد الصغير.

كان له حضوره المميز وبصمته الخاصة في كل الفنادق والمؤسسات التي عمل بها، وبعد خبرة تزيد عن 15 سنة استحق بجدارة المنصب الذي يشغله اليوم وهو يطمح دائما الى الافضل.

للاضاءة عن تجربته، كان لموقع "الاقتصاد" لقاء مع المدير العام لفندق "سيتي سويت" في عاليه راجي سليم:

- ما هي ابرز المحطات في حياتك المهنية والاكاديمية؟

حصلت على شهادة تقنية في ادارة الفنادق من المعهد الفندقي بالدكوانة في العام 1996. وبعد التخرج عملت في عدد من الاماكن ومنها مطعم "كازا بلانكا" وفي "L’auberge de Fakra" وغيرها خلال مدة 4 سنوات. في العام 2000، سافرت الى السعودية حيث عملت لمدة سنة واحدة في مشروع "Sunset Beach" الفندقي بالخبر واكتسبت منه خبرة جيدة. وبعدها، عدت الى لبنان وعملت في فندق "مونرو" بيروت وبقيت فيه لمدة 7 سنوات تنقلت خلاله في مناصب عدة منها مدير مطعم ومدير الطعام والشراب. اكتسبت خلال هذه الفترة من حياتي خبرة واسعة في مجال الضيافة والفنادق. كان العمل جيدا في الفترة الاولى خاصة ما بين عامي 2002 و 2004 الى ان حل العام 2005 مع استشهاد الرئيس رفيق الحريري وما تبعه من احداث الامر الذي غير الوضع بشكل كبير. في العام 2008، انتقلت للعمل في فندق "غراند هيلز" في برمانا لمدة عامين خيث اكتسبت خبرة كبيرة ايضاً وخاصة ان الوضع في البلاد كان قد تحسّن نوعاً ما. في العام 2012، انتقلت الى فندق "سيتي سويت" في عاليه حيث تسلمت منصب المدير العام للفندق ولازلت حتى الآن.

- ما هي المصاعب التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

بشكل عام، نجد صعوبات في كل مجالات العمل وفي مجالنا مررنا بصعوبات تمثلت بالوضع السياسي والامني والاقتصادي الذي مر بها لبنان وخاصة بعد انتهاء الحرب اللبنانية وعاد لبنان الى الحياة من جديد وبدأنا بالصعود رويداً رويداً ووصلنا الى العام 2004 حيث كان الوضع جيد جدا واذكر جيداً انه عندما كنت قد قدمت طلبي للعمل في السعودية في العام 2000 وكنت ماراً انا واحد اصدقائي في وسط بيروت قرب فندق "مونرو" وكان في وقتها قيد الانشاء الى جانب عدد من الفنادق والمباني الاخرى، فقلت له ان نبقى في لبنان ونعمل هنا. وبعدما سافرت الى السعودية وعدت الى بيروت عملت في هذا الفندق لمدة سبع سنوات. في حينها، كان الجو حماسياً والكل كان متشجعاً للعمل في هذا القطاع. أما في العام 2005 ومع الوضع الامني الذي تبدل في لبنان فلم نعد نواجه الا صعوبات تلو الاخرى والسياحة تراجعت الى الوراء بشكل مخيف مع الاشارة الى اننا نواجه هذا الامر خلال السنتين الاخيرتين. بعد ان استلمت منصب المدير العام للفندق اصبحت افهم اكثر تلك الصعوبات التي مررنا بها خلال السنوات السابقة خاصة بعد ان كبرت مسؤولياتي في العمل.

- ما هي المواصفات التي تتمتع بها شخصيتلك وساعدك على تخطي هذه الصعوبات؟

تلعب الشخصية دوراً مهماً في مواجهة الصعوبات خلال المسيرة المهنية وان وصول الانسان الى منصب المدير يعتمد على حرفيته ومهنيته في العمل، وفي كيفية تعاطيه مع المشاكل، وايجاد حلول لها. في الحقيقة، واجهت هذه الصعوبات من خلال الخبرة الواسعة التي كسبتها من تجاربي السابقة مع مراعاة الاولويات في العمل. ولكن، ولسوء الخظ، لم نستطع مواجهة المصاعب ابداً بشكل تام، لان الوضع في لبنان سيء جداً على كافة الاصعدة. فللفندق مصاريف مالية كبيرة واذا لم يكن له مدخول مالي، يتحول هذا الموضوع الى عبء يتحمله صاحب المشروع، ولا احد يستطيع ان يحميه وخاصة من قبل الدولة اللبنانية التي تقوم برفع اسعار المحروقات والسلع والضرائب. كما انها لا تساعد المؤسسات السياحية ابداً وخاصة من خلال اعفائها من دفع الضرائب في الفترات الصعبة التي لم تعمل بها بالشكل المطلوب. في نهاية المطاف، يؤدي كل هذا يؤدي الى نتائج كارثية توصل الى الاقفال التام.

- هل توفق بين عملك وعائلتك؟

في الوقت الحالي وفي ظل تراجع الاعمال استطيع ان اوفق بين عملي وعائلتي. في السابق، كنت اعمل بشكل اطول تصل الى حدود الـ12 ساعة في اليوم.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني في ظل الازمات التي يمر بها بلدهم؟

بالرغم من كل شيء ادعو الشباب الى عدم التفكير بالهجرة الى الخارج والبقاء في بلدهم وخاصة انني اختبرت هذه التجربة في السابق بحيث ان بعض الدول تعمل على اخذ الخبرة من الشاب حتى آخر رمق وعندما لا تعود بحاجة اليه تنهي خدماته. ولكن في الدول الاوروبية واميركا المعاملة تتغيّر مع الشباب الى الافضل. اقول لهم ان هناك تعب وعذاب في لبنان ولكن البقاء فيه افضل من السفر الى الخارج وعليهم ان يتكاتفوا ويعملوا لمصلحة بلدهم الام.