لطالما عُرف ​لبنان​ بكونه الحضن الحنون لكل المناسبات السعيدة سواء كانت دينية أو غيرها، فاللبناني يحبّ الإحتفال، روحه مفعمة بالتفاؤل لو مهما ضاقت به الظروف، فهو دائماً يبتكر أي طريقة ليستمتع بوقته.. بالطبع تمكن لبنان عبر العصور من نشر هذه الصورة الإيجابية عنه حول العالم.. فبات مقصداً لمحبي السهر والحفلات.. وها هو لبنان مجدداً يستقبل عاماً جديدا ليتابع مسيرته التفاؤلية.. لذا كان لـ"الإقتصاد" مقابلات خاصة مع أبرز كوادر هذا القطاع اللبناني، وكانت البداية من المصدر.. وزير ​السياحة​ أواديس كيدانيان  الذي كان قد بشّر بأن العام المقبل سيكون عاماً سياحياً بإمتياز، وأشاد بإنجازات الوزارة لقطاع السياحة خلال العام الجاري 2017.

كيدانيان لـ"الإقتصاد": أن نسبة الحجوزات في الفنادق سجلت 62% خلال فترة الأعياد

أما عن موسم الأعياد بشكل خاص، فأكد كيدانيان لـ"الإقتصاد" أن نسبة الحجوزات في الفنادق سجلت 62% خلال فترة الأعياد، أن هناك عدداً كبيراً من السياح تقصد لبنان بشكل خاص، وهم من جنسيات أوروبية وعربية.

وأكد أن سهرات ليلة رأس السنة، والتي هي كثير أيضاً، نعمت بحجوزات جيدة جداً. وكشف أن في بداية العام المقبل ستقوم الوزارة بمناقشة إستراتجيتها، لتكشف ما تم إنجازه وتعلن عن خططها المستقبلية.

وقال كيدانيان:" بعد الأزمة التي مرّ بها لبنان خلال شهر تشرين الثاني أي عند إستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، تمكنا من إستعادة عافيتنا بسرعة، لا شك أن الأرقام التي توصلنا لها لم تكن كما توقعنا قبل الأزمة، إلا أنها تُعتبر مقبولة جداً خاصة أننا تمكنا من إنقاذ الموقف بسرعة وإستقطاب أعداد كبيرة من السياح للبنان."

دقدوق لـ"الإقتصاد": جنسية الزبون لبنانية بإمتياز منها المقيم والمغترب

من جهة آخرى إعتبر رئيس نقابة تأجير السيارات محمد دقدوق أن الوضع الحالي خلال موسم الأعياد جاء عكس التوقعات وقال:" كنا نتوقع أن يكون الأداء أفضل."

وأوضح أن حركة التشغيل في موسم الأعياد خلال العام الماضي كانت أفضل، إذ كانت بحدود الـ95%. ولفت إلى أن هذا العام لم تتجاوز هذه النسبة الـ80%.

وأشار إلى أن السيارات الكبيرة لم يعد عليها الطلب الذي كان يشهده القطاع في السنوات الماضية بحيث بلغت نسبة التراجع أكثر من 20%، خاصة أن الطلب عليها كان من قبل الأجانب. وأوضح أن الطلب إنصبّ بشكل رئيسي هذا العام على السيارات الصغيرة والمتوسطة. وأكد جنسية الزبون لبنانية بإمتياز منها المقيم والمغترب.

سعادة لـ"الإقتصاد": الحركة في المطاعم مقبولة، ولكنها ليست كما توقعنا

وتطابق رأي دقدوق مع أمين عام صندوق نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان عارف سعادة الذي لفت إلى أن الإعتماد الأكبر في موسم الأعياد يكون على اللبناني المقيم والمغترب. وقال:" الحركة في المطاعم مقبولة، ولكنها ليست كما توقعنا."

وأضاف قائلاً: "صحيح أنها مقبولة ولكنها ليست كافية، فتوقعنا أن تكون أفضل من الوضع الحالي بكثير، ولكنه على ما يبدو أن الأشخاص الذين قصدوا لبنان ليسوا منتمين لأصحاب الطبقات الإجتماعية التي تنعم بأوضاع مادية ممتازة تسمح لهم بإقامة العزائم والولائم".ورأى إن وضع اللبنانيين المقيمين وإمكانياتهم المادية لم تتغي .

ومن جهة آخرى أشار إلى أن وضح الحياة الليلية "Night Life" يُعتبر أفضل من المطاعم، خاصة أن الشباب يفضلون السهر لو مهما كانت الظروف الإقتصادية. وإعتبر أن نسبة تأثّر المطاعم إيجاباً بحركة الأعياد كانت بسيطة بحيث تراوحت بين الـ5 والـ10%.

أما على صعيد القطاع ككل فكشف سعادة أنها تحسّنت بحوالي 20% و30%. وشدد أن الحركة الإيجابية تأتي من اللبناني بشكل خاص، فحركة السياح لم تظهر بعد.

تجدر الإشارة إلى أن نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسيري في لبنان طوني الرامي كان قد أكد في تصريح له إن المؤشرات خلال الاعياد لا تبشر بنهاية عام سعيدة، رغم الاهمية التي كانت تعلقها النقابةعلى هذه الأعياد، حيث تدل إلى نسبة تراجع تجاوزت الـ 30 إلى 40 % من الإنفاق السياحي.

ختاماً، تضاربت الآراء بين متفائل وراضي.. ولكن يبقى السؤال، هل المواطن اللبناني فعلاً راضي وسعيد بوضعه الإجتماعي؟ أم أن شعبنا سيستقبل العام الجديد بضائقة معيشية وصورة إجتماعية نمطية تحتّم عليه الإحتفال لينسى همومه اليومية .. وإن كانت كـ"قرصة" على جيوبهم الشخصية.