في عام 2018، ستتحول ​السيارات الكهربائية​ وأخيرا من المنتجات ذات التخصص الغريب الى خيار قابل للتطبيق لأسر ​أميركا​. وسيكون العام المقبل نقطة تحول في كهربة الطرق الأميركية.

ستستقر نسبة السيارات الكهربائية عند نسبة 1.5% فقط من جميع مبيعات السيارات في ​الولايات المتحدة​ وفقا لـ"Navigant Research". ولكن، بالنسبة لهذه السيارات، فإن الأرقام الهامة حقا هي السعر، مدى القيادة والتوافر.

وأخيراً، سيتمكن الأميركيون من شراء سيارات كهربائية بأسعار معقولة وتملك من القوة ما يكفي لتخدم صاحبها في روتينه اليومي دون قلق. سيارات مثل "​شيفروليه بولت​ EV"، "​نيسان​ ليف" التي أعيد تصميمها و"​تسلا​ موديل 3" ستبدأ بعملية نزع "قضية الثقة" بعيداً، كما تقول المحللة ريبيكا ليندلاند.

السيارات الكهربائية أبسط بكثير، ميكانيكيا، من السيارات العادية، وينبغي أن تكون محط ثقة أكبر. لكن الامر سيستغرق وقتا حتى يدرك الناس ان هذه السيارات لن تتجمد مثل هواتفهم الذكية، كما تقول ريبيكا. رؤية المزيد من السيارات الكهربائية على الطريق بأعداد كبيرة سيساعد على تخفيف تلك المخاوف.

سيكون العام المقبل أول عام لـ"شيفروليه بولت EV" متاحة بشكل كامل على صعيد الولايات المتحدة. إلا أن النجاح في السوق واضح أصلاً، حيث تم بيع أكثر من 20,000. ولم تكن السيارة متاحة في جميع الولايات الـ50 كافةً، معظم السنة. أسعار "بولت إيف" تبدأ من حوالي 37,000 دولار ولها ​بطاريات​ يمكنها ان تعمل لحوالي 238 ميلا.

أما "نيسان ليف" المعاد تصميمها فهي أيضا تدخل مرحلة الإنتاج الآن. في الوقت الحالي، فإن نيسان ليف لا تواجه "بولت إيف" مباشرةً، لأنها لا تذهب بعيدا - فقط 150 ميلا مع الشحن. الا انه تكلفتها اقل، بسعر يبدأ في الولايات المتحدة أقل من 30,000 دولار. ومن المتوقع أن يتم طرح نسخة من "ليف" أقرب إلى مجموعة "بولت" من حيث السعر وعدد الأميال.

نموذج "تسلا 3"، مع سعر "بولت EV" نفسه تقريباً، كان من المفترض أن تكون الرائدة في ​سوق السيارات​ الكهربائية، لكن حدث خطأ ما. وكافحت "تسلا" لإنتاج السيارة ، حيث تم انتاج 260 فقط منذ تشرين الأول، الأمر الذي أعطى "​جنرال موتورز​" صدارة السوق.

ومع ذلك، إذا تمكنت "تسلا" من التغلب على المصاعب في عملية الإنتاج بسرعة كافية - وهو أمر لا يزال بعيد المنال- يمكن لها أن تتفوق بسهولة على سيارات "نيسان" أو "جنرال موتورز" الكهربائية، على الرغم من أن شبكة تجار "​تيسلا​" محدودة أكثر بكثير.

أكثر من 400,000 شخص قد دفعوا مقدماً جزء قابل للاسترداد من ثمن "تسلا موديل 3". يتوقع سام أبولساميد، المحلل في ​قطاع النقل​ يعمل مع "Navigant Research"، ان يتراجع أكثر من نصف هؤلاء الناس في نهاية المطاف عندما يعلمون تكلفة مزايا السيارة (options)، وما يصفه الضوابط الداخلية "الغريبة" للسيارة. وحتى ذلك الحين، فإن "موديل3" ستكون في وضع جيد جداً من ناحية المبيعات.

"تسلا" تمتلك ميزتين اثنتين. أولا، هناك جاذبية لعلامة "تسلا" التجارية.

والعامل الآخر هو أن شبكة تجار "تسلا"، مقارنة مع "شيفروليه" أو "نيسان"، لديها فعالية أكبر بكثير في بيع السيارات الكهربائية، حيث غالبا ما يدفع الباعة في متاجر السيارات الرئيسية، عملاءهم المهتمين بالسيارات الكهربائية نحو النماذج التي تعمل بالبنزين، وفقا لدراسة حديثة أجرتها شركة أبحاث التسويق "​إيبسوس​".

كل من هذه السيارات الثلاث تساعد على تغيير مواقف المستهلكين من المركبات الكهربائية. "تسلا" حولت السيارات الكهربائية إلى فكرة مثيرة للإهتمام ومرغوب فيها. "ليف" و "بولت EV" أظهروا للمستهلك أن السيارات الكهربائية هي سيارات يمكن الوصول إليها - ويمكن شراؤها من الوكيل نفسه الذي يبيعك شاحنة صغيرة، وليس من شركة متخصصة بصناعتها.

ونقطة إيجابية إضافية هي مبلغ الـ 7500 دولار، الإئتمان الضريبي الاتحادي الذي تعتمد الشركات المصنعة عليه للمساعدة في بيع هذه السيارات. هذا الحافز نجا من الإصلاح الضريبي الجمهوري، إلا أن الائتمان الكامل ستحظى به الـ 200 ألف سيار الأولى. ومن المتوقع أن تحقق "جنرال موتورز" و"نيسان" و"تسلا" هذا العدد خلال العام المقبل.

ربما بحلول ذلك الحين، ستكون عقول الناس قد تغيرت، والسيارات الكهربائية باتت قادرة على النجاح والمنافسة بنفسها.