استضافت ندوة "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقر الإذاعة في أدونيس، مع المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "كيف هي حركة الأسواق والتجارة وحجوزات الفنادق عشية الأعياد ؟"، رئيس نقابة أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر، ونائبة رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الإمتياز مديحة رسلان.

بداية قال رئيس نقابة أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر أن "مقارنة هذا العام مع العام الماضي يظهر نوع من التحسن البسيط، ولكن إذا أردنا أن نجري مقارنة بالإستناد إلى إمكانياتنا وطموحاتنا وقدراتنا، فنحن مازلنا بعيدون جدا عن هدفنا .. فطموحنا هو العودة إلى ما كنا عليه في العامين 2009 و 2010 حين كان لبنان الوجهة السياحية الأولى في المنطقة، وعندما كان نمو الإشغال يزيد كل عام بين 20 و 25%".

وأضاف "الحجوزات في الأعياد التي كانت تأتي إلى لبنان في السابق، كانت تبدأ من 20 كانون الأول ولغاية 4 أو 5 كانون الثاني، وهذا يعني أن الحجوزات كانت تصل إلى 15 يوما تقريباً، ولكن اليوم إختلف الأمر حيث إنخفض معدل الإقامة إلى 3 أو 4 أيام كحد اقصى".

وتابع الأشقر "لا شك ان الوضع الإقليمي السيء والوضع السياسي الداخلي المتقلب وغير المستقر أدى إلى هذا الوضع الإقتصادي ... والجنسيات الأخرى التي تأتي إلى لبنان والتي هي بأغلبها أردنية وعراقية ومصرية لا تتجاوز مدة إقامتهم الـ 4 أيام، اما مدة إقامة الخليجي فتصل إلى 15 يوما، وبموسم الإصطياف تصل إلى شهرين أحياناً".

وإعتبر الأشقر أن "العام 2017 كان أفضل قليلا من العام الماضي، ولكنه لا يلبي طموح أصحاب الفنادق، خاصة انهم تعرضوا لخسائر كبير ومتراكمة على مدى 5 سنوات، ونحن فعليا متعطشين للأرباح التي كنا نحققها في الأعوام 2009 و 2010 لكي نستطيع تغطية خسائر السنوات الماضية، وتسديد الديون للمصارف".

وفي سؤال للزميلة خداج عن مدى تأثير أزمة إستقالة الرئيس التي حصلت في تشرين الثاني، وعن مدى زوال هذه التأثيرات السلبية بعد عودة الحريري عن الإستقالة وعودة جلسات الحكومة للإنعقاد .. قال الأشقر أن "أزمة الحكومة التي حصلت لم تكن منتظرة، وهذا يدفعنا لتوقع حصول أي شيء في المستقبل، وهذه الأمور لا شك انها تؤثر علينا بشكل سلبي".

وأضاف "نحن كقطاع خدمات في لبنان لا يمكننا التسويق لأنفسنا في الخارج، بل يجب أن نقنع المكاتب الأجنبية للتسويق للبنان في البلدان الخارجية، وإقناعهم بالإستثمار في هذه الوجهة السياحية ... ففي طرقاتنا نجد الكثير من حملات التسويق لبلدان الجوار كقبرص وتركيا واليونان وغيرها، ونحن علينا أن نعمل بنفس الطريقة، وهذا ما يفعله وزير السياحة الحالي، ونحن نقف إلى جانبه ونساعده في هذا الموضوع .. والمؤتمر الأخير الذي حصل والذي ضم 150 وكيل سفر أجنبي أدى إلى تنائج إيجابية، ووكلاء السفر ذُهلوا بلبنان وموجوداته وقدراته، وتحمسوا كثيراً لفكرة التسويق لنا .. ولكن هذه الطريق هي طريق طويلة، ودورنا هو إقناعهم بأن لبنان فيه إستقرار دائم وإستقرار حقيقي وليس إستقرار وهمي".

من جهتها قالت نائبة رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الإمتياز مديحة رسلان، أن "المنحى الإنحداري للأسواق والذي بدأ منذ 2009، مازال مستمراً .. فمن الـ 2009 وحتى 2017 لم ترتفع مبيعاتنا أبداً بل هي في إنخفاض مستمر، وهذا ما يثبته مؤشر الجمعية اللبنانية لتراخيص الإمتياز، وبحسب هذا المؤشر إنخفضت مبيعاتنا بين 2016 و 2017 بين 15 و 20%".

وأضافت "لا يوجد شهية للإستهلاك، وهناك مشكلة ثقة في السوق وخوف من المستقبل لدى الناس، كما أن الأزمة التي مر بها لبنان في شهر تشرين الثاني الماضي أثرت بشكل سلبي على خططنا لفترة الأعياد، فهناك العديد من الشركات التي توقعت إرتفاع المبيعات، ولكن النتائج أتت معاكسة للأسف".

ولفت رسلان إلى أنه "على الرغم من قدوم عدد من المغتربين اللبنانيين في موسم الأعياد، إلا أن هناك أعداد كبيرة أيضا من اللبنانيين المقيمين يسافرون إلى الخارج في الأعياد، ويصرفون أموالهم في الخارج، وهذا يؤثر بشكل كبير علينا وعلى أسواقنا .. فالأعراس يتم تنظيمها في الخارج، وحفلات رأس السنة يتم تنظيمها في الخارج، والمستفيد الأكبر هي البلدان المجاورة والمنافسة التي تستقبل هذه الأحداث والحفلات".

وإعتبرت أن "هناك مشكلة بالقدرة الشرائية للناس وحتى للمغتربين أيضا، فالناس تبحث عن الأرخص، وهذا يخفض هامش الربح لدينا مقابل إرتفاع كلفة التشغيل .. لذلك علينا الخروج من هذا الوضع القائم من خلال خلق حالة جديدة وحافز للسياح وتقديم سلة متكاملة أو عرض متكامل ومناسب لهم لتشجيهم وتحفيزهم على الشراء".