عاش فترة طويلة في الاغتراب حيث تنقل بين فرنسا والامارات وعاد بعدها الى لبنان ليفتتح شركة ومعملاً يقوم على الابتكار في عالم النحت والثلج والازهار من خلال صناعة مجسّمات جليدية مخصصة للحفلات و الاعراس والسهرات ونقلها من المصنع الى تلك الحفلات بطريقة متّقنة.

تخصص في ادارة المطاعم والفنادق في فرنسا وعاد الى لبنان شاباً طموحاً بالاستثمار فيه من خلال افكاره وابتكاراته.

و للاضاءة على تجربته المهنية، كان لموقع "الاقتصاد" مقابلة مع صاحب شركة و معمل "360 ICE" روني محفوظ.

- ما هي ابرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية والاكاديمية؟

أمضيت 20 عاماً من عمري خارج لبنان، و تحديداً في فرنسا، حيث تخصصت في ادارة المطاعم و النبيذ و الفنادق في جامعة "Paul Bocuse" بمدينة ليون. بعد هذه الفترة، انتقلت للعمل في الامارات بمجال الحدائق والازهار وخاصة ان والدي كان ولايزال يعمل في هذا المجال منذ سنوات طويلة، بحيث انه يمتلك مشتلاً للازهار في لبنان. وبعد تردي الاوضاع الاقتصادية في الامارات، عدت الى لبنان وقررت ان اخطو خطوة جديدة في بيروت من خلال افتتاح شركة ومعمل لتصنيع مجسّمات تحت الطلب من مكعبّات الثلج الكبيرة و توريدها الى الحفلات و الاعراس و المناسبات الاجتماعية، و من هنا كانت البداية من خلال دمج الازهار بالثلج عن طريق فن النحت الذي كنت قد تعلّمته في أوروبا. وفي نهاية المطاف وبعد عودتي الى لبنان، اقترضت مبلغاً كبيراً من احد المصارف وقمت بافتتاح شركة "360 ICE". ونقوم بتصنيع ونحت المجسمات ونقلها تحت ظروف وشروط معيّنة داخل ثلاجات خاصة تحافظ على برودتها و حرارتها.

ما هي ابرز الصعوبات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

الصعوبة الاولى كانت محاولة اقناع الناس وتجاوبهم مع هذه الفكرة في لبنان لانهم غير معتادين عليها، فبدأوا بمشاهدة هذه المجسمات معروضة في الحفلات والاعراس وكان لهم الفضول حول كيفية ذوبان الجليد وكيفية الحافظة عليها لاطول وقت ممكن وغيرها من الامور التي واجهتها في البداية. اما الصعوبة الثانية فتكمن بالوضع الاقتصادي في لبنان، وخاصة بعد الاحداث التي شهدتها المنطقة من حولنا كما هو الحال في سوريا، الامر الذي انعكس سلبياً علينا والناس لم تكن مرتاحة نتيجة هذه الاحداث. كما اننا لم نصل الى الاهداف التي كنا قد وضعناها سابقاً نتيجةً لهذه الامور كلها. ان عملي هو فن في نهاية المطاف، ولكنه لم يأخذ موقعه الطبيعي بعد في لبنان خاصة في ظل هذه الاوضاع الصعبة التي نمر بها، وبالرغم من كل شيء هناك اشخاص يقدرون هذه الاعمال اكثر من غيرهم وخاصة ان العمل يتطلب وقتاً طويلا لانهاء المنتج المطلوب قد يمتد الى 10 ايام لاعداد المكعبات الثلجية الكبيرة و نحتها و الانتهاء منها. هذه المهنة بعيدة عن الناس و بسبب ذلك لم يعتادوا بعد عليها و هذا الامر يلعب دوراً مهماً.

- ما هي الصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

المثابرة و المثابرة و المثابرة واحاول دائماً التغلب على كل الضغوطات التي امر بها من خلال ممارستي الرياضة و المشي كي استطيع ان اكمل عملي. نعمل اليوم ولا احد يعرف ماذا يخبئ له الغد. و علينا ان نجد طريقة دائما لنحافظ على عملنا. وعملي يشكل الاهمية الكبرى في حياتي وحتى انه يتغلّب على حياتي الشخصية.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

كنا بصدد التحضير لافتتاح متحف للثلج و لكنه لم يتم تحديد موعد افتتاحه و من الممكن ان يتأجل لاسباب عدة، بالاضافة الى كل المشاريع التي اقوم بها في المعمل من خلال الاعراس و الحفلات و السهرات وغيرها في لبنان.

كيف ترى اليوم انك تستطيع ان تنافس لغير افكار ومشاريع ضمن مجال الحفلات والاعراس؟

نحن ننافس و عندما يحب الناس عملك فسينجذبون اليه بطبيعة الحال، وهذا ما نتكل عليه كي نستطيع ان نثبت وجود هذا العمل الفني في لبنان و ان نعطي بعداً اوسع له من خلال انتشاره وازدياد الطلب عليه.

ما هي نصيحتك للشباب اللبناني في ظل الظروف الاقتصادية و الاجتماعية التي يمر بها بلدهم؟

على الشباب ان يكافح اكثر ويضع خططاً واضحة في حياته ويقوي قلبه لاننا لا نعرف كيف ستكون وجهتنا في الغد. على الشباب ان يخطو في الحياة خطوة خطوة وعليه ان يصبر على وضعه ويتماشى مع الاوضاع الراهنة واذا لم يقم بذلك فلا احد يبقى في لبنان ويهاجر الجميع الى الخارج وهذا الامر هو كارثة على الوطن رغم كل شيء.