أعلن المركز اللبناني البريطاني (UKLTH)، وهو مبادرة مشتركة بين ​مصرف لبنان​ والسفارة البريطانية في ​بيروت​، أنه "على مدار ثلاث سنوات من العمل تمكن من تعزيز قطاع اقتصاد المعرفة في لبنان من خلال إنشاء 1370 وظيفة مباشرة وغير مباشرة، بالإضافة إلى ذلك، ساهم في ضخ صفقات في ​المملكة المتحدة​ بقيمة 8,5 ملايين دولار أمريكي وزيادة في عائدات الشركات في لبنان بقيمة 26 مليون دولار أميركي".

ووزعت السفارة البريطانية بيانا، حول عمل المركز جاء فيه: "يساعد المركز في تحويل ابتكارات التكنولوجيا إلى شركات عالمية عبر لندن بشكل خاص، وقد ساهم في تسريع أعمال 78 شركة ناشئة حصدت أكثر من 36 مليون دولار أميركي وتقدر قيمتها الحالية بأكثر من 200 مليون دولار أميركي. تم عرض الأرقام خلال اليوم التجريبي من برنامج The Nucleus، وهو برنامج المساعدة في بناء الشركات الناشئة الخاص بالمركز، أمام السفير البريطاني في لبنان، هوغو شورتر، الذي رحب بها وصرح قائلا:

"حقق المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي نتائج استثنائية في ثلاث سنوات قصيرة فقط. وما هي تدفقات الاستثمار في كلا الجهتين سوى علامة مبكرة إلى حجم التجارة والاستثمار الذي يمكن تحقيقه من خلال التعاون التكنولوجي بين لبنان وبريطانيا".

ونتيجة لهذا الأداء المتميز، أعلن كل من مصرف لبنان (BDL) والسفارة البريطانية في بيروت اليوم عن التزامهما الإضافي في دعم نمو المركز على مدار السنوات الثلاث القادمة.

بعد ولايته الأساسية التي كانت تمتد على سنتين، دخل المركز الآن فصلا جديدا ككيان دائم، حيث تمت ترقية المدير المسؤول نديم زعزع إلى منصب المدير التنفيذي الدائم. يعزز المركز مكانته العالمية مع مجلس استشاري عالمي مؤلف من قادة ورواد أعمال ومستثمرين وأكاديميين في الصناعة البريطانية واللبنانية. وينعكس هذا الطموح في تعيين رائد الأعمال الشهير في سيليكون فالي والرئيس السابق لشركة Nokia Technologies، رمزي هيدموس، المستقر في الولايات المتحدة كرئيس مجلس الإدارة للمجلس الاستشاري.

وعلى الرغم من أن الشركات الناشئة في المركز تنتقل إلى الأسواق العالمية والرقمية، فهي ملزمة بموجب بنود الدعم التي وضعها مصرف لبنان على اتخاذ لبنان كمقر لها، لخلق فرص عمل وحصد العائدات والحفاظ على ملكيتها الفكرية محليا. قامت 6 من أصل 78 شركة ناشئة كانت قد بدأت مسيرتها في لندن ودبي وباريس وسياتل بافتتاح متجر لها في بيروت للاستفادة من تمويل مصرف لبنان.

مع الاستفادة من لندن كمنصة للدخول إلى الأسواق العالمية، وبشكل خاص إلى أوروبا وأمريكا، تمكنت ست شركات ناشئة أيضا من تأسيس أول فرع دولي لها من مكاتب المركز في مورغايت في لندن. وتبيع بعض هذه الشركات منتجاتها في المملكة المتحدة، مثل Slidr، وهي عبارة عن منصة للتجارة الإلكترونية تستخدم استراتيجيات الألعاب. وتستفيد الشركات الأخرى من الخبراء العالميين في المملكة المتحدة لتصميم أجهزة مبتكرة وتطويرها. ويتم الاستعداد الآن لإطلاق Sensio Air في بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وهو جهاز يقيس نسبة المواد المسببة للحساسية ومسببات الأمراض الموجودة في بيئتك المباشرة. وبفضل هذه العلاقة الاستراتيجية التي تجمع بين لبنان والمملكة المتحدة، تمكن المركز والشركات الناشئة فيه من توليد تدفق استثمار أجنبي مباشر (FDI) يبلغ 8,5 ملايين دولار أمريكي في المملكة المتحدة، مع إنشاء 24 وظيفة جديدة.

وأطلق المركز في شهر شباط من هذه السنة، مركزا للتعاون الدولي في الأبحاث المطبقة في كل المجالات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ومع تمويل تأسيسي بقيمة 2.5 ملايين جنيه بريطاني من الحكومة البريطانية، يهدف المركز إلى التسويق للأبحاث الرائدة عالميا التي تجريها الجامعات اللبنانية والخبراء في الصناعة، بالتعاون مع المؤسسات التعليمية البريطانية. وفي أقل من سنة واحدة، أطلق مركز الأبحاث التابع للمركز خمس عمليات تعاون في الأبحاث المطبقة، في مجال التقنيات الخاصة بالصحة، مثل جهاز لا يتطلب جراحة لمراقبة مستوى السكر في الدم باستمرار وجهاز مؤشرات حيوية يمكنه الكشف عن العوارض الأولية لبعض أنواع سرطان الثدي. ومن المتوقع أن تزداد منافع هذه العلاقة الاستراتيجية بطريقة تصاعدية بفضل عمليات التعاون هذه، في خلال السنوات الخمس أو العشر القادمة.

تهدف هذه العلاقة في المستقبل إلى الاستفادة من لندن كمنصة للدخول إلى الأسواق الأوروبية والأميركية والأسواق الناشئة كما وإلى الاستفادة من لبنان كجسر تاريخي بين الأسواق الغربية والشرقية، كونه بوابة المواهب إلى الأسواق الناشئة بقيمة 7.5 ترليون دولار أميركي.

ونظرا إلى أن نفوذ الجالية اللبنانية المزدهرة يستمر في النمو حول العالم، ستزيد فرص التجارة البريطانية خارج حدود الأسواق الأوروبية. يقيم 12 مليون لبناني تقريبا في الخارج، وهم يقودون شركات ناجحة. وتضم قائمة أفضل 500 شخص عربي يتمتع بنفوذ في العالم 81 لبنانيا". 

وقال زعزع في هذا الاطار: "في الوقت نفسه، يعتبر لبنان بوابة مثالية للاستثمار البريطاني في الأسواق الناشئة، حيث تشكل الجالية اللبنانية في مجال التكنولوجيا عنصرا أساسيا في تحديد نمو الأسواق. ويشكل المركز نقطة مرجعية لعالم من المجالات الصناعية المرتبطة".

أما شورتر، فقال: "سيساعد الدعم الذي نقدمه للمركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي في بناء بريطانيا عالمية بالفعل، وبناء بلد يسعى إلى الانفتاح أكثر من أي وقت مضى وإلى احتضان الشراكات في كل أرجاء العالم. 

يعتبر لبنان شريكا بديهيا للمملكة المتحدة، فهو بلد منفتح ويتميز بمستوى تعليمي مرتفع وبمهارات عالية، حيث تشكل المواهب فيه أكبر إيراداته. يحتل لبنان المرتبة الثامنة في العالم في مجال الريادة في المرحلة المبكرة. يتكلم اللبنانيون ثلاث لغات: الفرنسية والإنجليزية والعربية، مما يجعل البلد جسرا مثاليا بين بريطانيا والشرق الأوسط والأسواق الناشئة، حيث برز اللبنانيون كقادة لامعين.

نفتخر أيضا بدعم الابتكارات والتقنيات الأساسية من خلال التمويل الذي نقدمه بقيمة 2,5 ملايين جنيه بريطاني (3,2 مليون دولار أميركي) لمركز الأبحاث الدولي التابع للمركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي، وذلك بهدف معالجة المشاكل العالمية من خلال ابتكار حلول مثل جهاز للكشف المبكر عن سرطان الثدي وأنظمة ري جديدة لمساعدة المزارعين في زيادة محصولهم مع توفير استهلاك المياه في الوقت نفسه.

يسرني أن ست شركات على الأقل من أصل 77 شركة في المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي لديها حضور دائم في المملكة المتحدة، وتقوم بخلق الوظائف وتوليد العائدات وشراء الخدمات من الشركات البريطانية ودفع الضرائب في المملكة المتحدة، كل ذلك مع الحافظ على مقرها الأساسي في لبنان".

وختم زعزع: "يشكل المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي نقطة مرجعية لعالم من المجالات الصناعية المرتبطة. إنه مكان حيث يمكن لمهندس في مجال الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة ابتكار روبوت محامي بالتعاون مع شركة ناشئة في بيروت. كذلك، يمكن لمهندس في مجال الواقع المعزز تصميم الجيل التالي من الجراحة عن بعد بالتعاون مع شركة ناشئة لبنانية، انتقلت إلى الصعيد العالمي.

تعتبر المملكة المتحدة منصة مثالية لمساعدة أفضل الشركات الناشئة اللبنانية في مجال التكنولوجيا في الانتقال إلى الصعيد العالمي. في الوقت نفسه، يعتبر لبنان بوابة مثالية للاستثمار البريطاني في الأسواق الناشئة، حيث تشكل الجالية اللبنانية في مجال التكنولوجيا عنصرا أساسيا في تحديد نمو الأسواق.

ينصب تركيزنا على ناحيتين: الارتقاء بأفضل الابتكارات اللبنانية إلى الأسواق العالمية من خلال المملكة المتحدة والاستفادة من المكانة العلمية العالمية التي تتمتع بها المملكة المتحدة لتقوية المعرفة الجوهرية في لبنان. ستؤدي هذه العلاقة الثنائية إلى استقطاب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر وخلق وظائف وتصديرات إضافية للبلدين".