خاص ــ الاقتصاد

من مرفأ ​طرابلس​ في شمال لبنان، انطلقت باخرة على متنها ​شاحنة​ محملة بالجلود، متجهة الى مصر عبر السعودية، لكن لدى وصول الباخرة الى ميناء العقبة، وانزال الشاحنة منها، اكتشفت السلطات ​الأردن​ية، أن شحنة الجلود تحوي بداخلها مخبأ محشو بكمية من حشيشة الكيف وحبوب الكابتاغون، ليتبيّن أن شحنة الجلود، كانت غطاء لعملية تهريب المخدرات.

فقد تسلّم مكتب مكافحة المخدرات المركزي في السادس من ابريل نيسان، من جهاز الأمن العام الموقوف "سلطان. س"، الذي ألقي القبض عليه لدى وصوله الى مطار رفيق الحريري الدولي، أثناء قدومه من الأردن، بناء على بلاغ بحث وتحرٍّ صادر بحقه بجرم تهريب المخدرات، استناداً لى كتاب صادر عن الأنتربول في الأردن، ولدى مراجعة ملفات المكتب تبيّن أنه توجد أسبقيتي تهريب مخدرات بحقه في العام 2016، الأولى بسبب ضبط كمية من حبوب الكابتاغون وتورطه في القضية، وتعميم بلاغ بحث وتحر بحقه، والثانية بناء على كتاب أنتربول الأردن، وضابط الارتباط السعودي حول المتعلق بتوقيف "سلطان" في الأردن بجرم تهريب المخدرات.

بناء على كل هذه المعلومات، أجريت تحقيقات أولية مع الموقوف من قبل مكتب مكافحة المخدرات المركزي، حيث أفاد "سلطان" أنه أوقف بالأردن في السابع من أيلول 2016 في ميناء العقبة، بجرم تهريب مخدرات حيث كان يقود شاحنة لبنانية مسجلة بإسم "ايلي. ح"، وكان ينقل كمية من جلود الأبقار، ولدى تفتيش الشاحنة من قبل الأجهزة الأمنية الأردنية، ضبطت داخل هيكلها كمية من حشيشة الكيف وحبوب الكابتاغون، موضحاً أن الشاحنة لا تزال محتجزة في الأردن، وأنه تمت محاكمته في الأردن وبقي في السجن حتى 12 آذار 2017، حيث صدر حكم بعدم مسؤوليته عن التهمة المسندة اليه، وقد سمح له بمغادرة الأراضي الأردنية والعودة الى لبنان حيث تم توقيفه.

وأمام أسئلة المحققين، قدّم "سلطان" كل المبررات التي تنقذه من تهمة تهريب المخدرات، فأوضح أنه كان يقود الشاحنة بصفة سائق لقاء أجر، وبتكليف من صاحب الشاحنة "ايلي. ح" الذي كلفه بنقل كمية من الجلود من لبنان الى مصر، وبمروره في الأردن ضبطت الممنوعات داخل هيكل البراد في الشاحنة، نافياً علمه بوجودها، وقال انه تعرف على "ايلي" عندما كان يعمل سائق تاكسي على خطّ دورس ــ بعلبك، وأن الأخير صعد معه في السيارة وأعلمه أن لديه شاحنة براد، وعرض عليه العمل معه كسائق على هذه الشاحنة.

وفي سياق مواجهته بالأدلة، عرضت على المدعى عليه صورتين شمسيتين، الأولى لشخص يدعى "جلال. ش" الذي استخدم اسم "ايلي. ح"، والثانية للمدعو "بلال. ع" الذي اعترف بالعمل لصالح "جلال"، فأكد أنه لم يشاهد أي منهما وهما غير معروفين من قبله، ولدى سؤاله عن االهاتف الذي ضبط خلال مداهمة مستودع في منطقة خلدة عائد لـ"جلال"، والذي ضبطت بداخله صور شخصية له ولعائلته، أوضح أن لا تفسير لديه لذلك، وبسؤاله عن رقمه المسجل على هاتف الموقوف "أحمد. ع" الموقوف بعملية تهريب المخدرات تحت اسم "شوفير"، قال انه لا يعرف كيف وصل رقمه الى هاتف "أحمد".

خلال التحقيقات الاستنطاقية، أنكر "سلطان" ما أسند اليه، وأفاد أنه خلال شهر آب 2016، اتصل به "ايلي" وطلب لقاءه في محلة كفرشيما، وكان الأخير يقود سيارة (BMW)، وذهبا سوياً الى مكان وجود الشاحنة المركونه في بؤرة في الشويفات، وكانت محملة ببراد وطلب منه قيادتها الى طرابلس لتحميل الجلود، حيث قادها بالفعل الى طرابلس بالقرب من المرفأ وكان عليها براد فارغ، وهناك قام عمال سوريون بتعبئة البراد بجلود بقر، ثم أدخلت الشاحنة الى المرفأ وقام بانجاز معاملاتها، بعد ذلك نقلت الشاحنة الى متن الباخرة التي توجهت الى السعودية ومنها الى ميناء العقبة في الأردن، حيث أنزلت الشاحنة، وهناك تم توقيفه من قبل السلطات الأردنية.

وأمام دائرة التحقيق في بيروت، التي وضعت يدها على القضية، قدّم "سلكان" رواية مختلفة عن كيفية ضبط هاتفه في مستودع في خلدة وبداخله صوره وصور عائلته، فأعلن أنه باع الجهاز المذكور الى محل هواتف خليوية في حي السلم، وأنكر معرفته بشحص يدعى "أحمد. ع"، لكن هذه المبررات لم تقنع قاضي التحقيق، الذي ظنّ بالمدعى عليه "سلطان. س" بجناية تهريب المخدرات وفقاً للمادة 125 من قانون المخدرات التي تصل عقوبتها الى الأشغال الشاقة عشر سنوات، وأحاله على محكمة جنايات بيروت لمحاكمته.