لا شك ان الأزمة السياسية الأخيرة التي برزت مع استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من الرياض، أرخت بظلالها على قطاع السياحة في البلاد والذي كان قد بدأ مؤخراً بإستعادة التقاط أنفاسه بعد 6 سنوات من الجمود.

منذ عشرة أيام، وبعد احتدام المواقف بين كلٍّ من لبنان والسعودية، دعت الأخيرة رعاياها الى مغادرة لبنان وعدم التوجه اليه من أي وجهةٍ كانت. وكما جرت العادة، اتخذت كل من البحرين والإمارات والكويت الموقف نفسه، فما كان من روّاد مواقع التواصل الإجتماعي الا وصف هذه الدول بـ"دول الـRetweet".

ثمّ تفاقم الوضع إقليمياً فاستدعى انعقاد اجتماع لوزراء الخارجية العرب صدر عنه بياناً لم يلقَ أي ترحابٍ لبناني فأشار الى صعوبة التوصل لتسوية تؤدي الى تحسن الوضع قريباً. هل يعني ذلك أننا دخلنا الى دوامة الجمود مجدداً؟ ما هي التوقعات بشأن قطاع السياحة وخاصة أننا على أبواب موسم الأعياد المجيدة؟

وللإطلاع أكثر على كافة التفاصيل بهذا الشأن كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع نقيب أصحاب الفنادق في لبنان ​​بيار الأشقر​:

بدايةً، أطلعنا أكثر على وضع قطاع الفنادق بعد الأزمة السياسية الأخيرة؟

لا شك أن ارتدادات الوضع السياسي على قطاع الفنادق سلبية، حيث شهدنا إلغاء حجوزات كانت مقررة للعديد من المؤتمرات، لكن ليس هناك حالة هلع كبيرة أي أن التأثير ليس كارثياً على الفنادق حتى الآن.

معدل الإشغال ليس معدوماً، أي أنه لايزال أفضل من السنوات الماضية.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن نسبة الخليجيين في البلد ليست معياراً لتحسن أو تراجع وضع قطاع الفنادق، فنسبة كبيرة من الخليجيين تملك عقاراتها الخاصة. لذا، من كان يتردد من الخليجيين إلى لبنان، ونسبتهم ليست مرتفعة، لم يكن من الضروري أن يقضي إجازته في فندق.

كما أود أو أوضح أيضاً، أن وضع قطاع الفنادق يعتمد على معيار آخر، غير الجنسية، وهو مدة الإقامة للنزيل.

من هم الأكثر إقبالاً على الفنادق اللبنانية اليوم؟

الأكثر إقبالاً اليوم هم رجال الأعمال، هؤلاء مستعدون للمخاطرة قليلاً إن كان لديهم احتمالات ربح مادي كبير في بلدٍ معين. القطاع يعتمد اليوم على سياحة رجال الاعمال والمؤتمرات والمعارض والاجتماعات الاقليمية للشركات والوفود الرسمية.

ما هي توقعاتك للفترة المقبلة وخاصةً اننا مقبلون على فترة أعياد؟

صراحةً، هناك علامات استفهام كبيرة جداً. إذا تمّ إيجاد مخرج لهذه الأزمة عبر إظهار التعاون والتماسك في البلد، يمكننا تجاوز هذه المشكلة.

في الفترات الماضية، كنا نلاحظ أن الحلول تمثيلية. كانوا يعملون على إظهار الأمور بأحسن ما يكون لكننا كلبنانيين كنا نعي أن هناك "جمر يغلي"، لكن في الفترة الأخيرة كان من الواضح أن هناك تجانس وتفاهم بين الأفرقاء في الحكومة فشعرنا أن البلد بدأ يستعيد نشاطه، إلى أن جاءت هذه الأزمة وأعادتنا لنقطة البداية.

كيف تقيم أداء القطاع خلال فصل الصيف من العام 2017؟

كما قلت أن الوضع في بداية الصيف كان يبشّر بالخير حيث شعرنا أن الأمور بدأت تعود الى مجاريها، ليس بحجم قدراتنا وطموحاتنا، وليس بمستوى الأرباح التي تساعدنا على تغطية الخسائر القديمة، لكن كنا في بداية الطريق وكان هناك بوادر تحسن.

كنا نحتاج الى نسبة 10 من الإيجابية فحصلنا على 1، الا أننا وضعنا أنفسنا على سكة النجاة.

ما هي الخطوات التي اتخذتموها تحضيراً لموسم الأعياد؟

العروضات دائماً موجودة في لبنان. المشكلة في لبنان هذا العام كانت تكمن بكثرة العروضات واشتداد المنافسة. مثلاً، حتى ولو كانت نسبة التشغيل في الفندق الذي أملكه 100% فإن نسبة المدخول ستكون بين 30 و40% أقل من مدخولي في الفترات نفسها من الأيام الخوالي التي كنا نعيش فيها بحالة استقرار.

نسبة التشغيل ومعدل السعر غير مرتبطان، في هذه الأيام حتى ولو امتلأت الفنادق بالنزلاء فلن نحقق الربح الذي كنا نحققه في الأعوام التي سبقت الأزمات.

ما هو موقفكم كنقابة من الأزمة مع الخليج؟

ماذا سنقول؟ لطالما تمنينا من الجميع السيطرة على الأعصاب والإبتعاد عن التشنجات. دائماً ما نطلب من المسؤولين التصرف بوعي أكبر وأن لا ينسوا أن هناك شعب يحتاج الى الإستقرار، استثمارات تضيع، وعمال تخسر وظائفها ولقمة عيش أولادها نتيجةً للظروف الإقتصادية الصعبة.