يعد العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم المجتمعات والأمم وازدهارها، فكلما ازدادت الأمم في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع.

كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلب من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات، وخاصة في دولنا النامية التي هي بأمس الحاجة لمشاركة كل القوى المجتمعية في دفعها نحو التقدم والتطور في شتى المجالات ... فبيئتنا بحاجة إلى التطوع، وزراعتنا بحاجة إلى التطوع، وأطفالنا بحاجة إلى التطوع، وفقراءنا بحاجة للمساعدة، وشوارعنا بحاجة للعناية، ومدارسنا بحاجة ليد العون ... وكل شيء في بلادنا يحتاج للتكاتف والتضامن من أجل تحسينه وتطويره.

كل ما ذكرناه، يملي علينا أوضاعاً وظروفاً جديدة تقف الحكومات أحياناً عاجزة عن مجاراتها، مما يستدعي تضافر كافة جهود المجتمع الرسمية والشعبية لمواجهة هذا الواقع وهذه الأوضاع. ومن هنا يأتي دور العمل التطوعي الفاعل والمؤازر للجهود الرسمية.

وبرز في اللآونة الأخيرة على الساحة ال​لبنان​ية إسم "Ahla Fawda" (أحلى فوضى)، وهي جمعية تطويعية لا تبغي الربح المادي، وتهدف إلى تجميل كافة الشوارع والمناطق والمدن اللبنانية من خلال الرسم والفن، كما تهدف لنشر الفرحة في قلوب الأطفال في كافة المناسبات والأعياد .. وعلى الرغم من أن "Ahla Fawda" بعيدة نوعاً ما قطاع صناعة ​التكنولوجيا​ التي إعتدنا الكتابة عنه في هذه الفقرة، إلا أن إنجازات هذه الجمعية وسطوع إسمها في الأونة الأخيرة يستحق إلقاء الضوء عليها وتعريف الناس بمشاريعها وأعمالها.

وللحديث أكثر عن "Ahla Fawda" كان لـ "الإقتصاد هذا اللقاء الخاص مع مؤسسة الجمعية إيمان عساف.

بداية، أخبرينا قليلا عن "Ahla Fawda" .. ما هي طبيعة عملكم ؟

"Ahla Fawda" هي جمعية لا تبتغي الربح المادي، وهدفها خدمة المجتمع في ثلاث نقاط محددة، النقطة الأولى هي محاولة تجميل أحياء 

ومناطق ومدن لبنان كافة من خلال الرسم، حيث نقوم بالرسم على حيطان الأرصفة والشوارع بطريقة فنية راقية ومميزة، ويشارك في هذه الأعمال رسّامين من لبنان والخارج.

نعمل أيضا من خلال "Ahla Fawda" على تنمية المجتمع ومساعدة المدارس، حيث سنقوم الأسبوع القادم بتلوين مدرسة في منطقة برج البراجنة والمساهمة في توزيع كتب على الطلاب.

ومن أهدافنا أيضا إسعاد الناس في المناسبات والاعياد، وخاصة الأطفال، فمن حق الأطفال الفرح في الأعياد والمناسبات، وبما أن الكثير من الأهل غير قادرين على توفير ما يسعد أطفالهم في تلك المناسبات، نقوم نحن في "Ahla Fawda" بتنظيم إحتفالات شعبية ومهرجانات في شوارع بيروت وعدد من المدن الأخرى لمحاولة نشر الفرحة في قلوب الأطفال.

وحتى الأن قمنا بالعديد من المبادرات ونظمنا عدد كبير من الأحداث، وكان آخرها مهرجان في مدينة عاليه الجبلية، حيث قمنا بتسليط الضوء على "سامبوزيوم عاليه"، وساهمنا في تجميل ما يسمى "بشارع البلاكين" في المدينة، من خلال بعض الرسومات المميزة والجميلة، وكل ذلك من أجل إعادة الصورة السياحية إذا صح التعبير لهذه المدينة الرائعة.

من كان صاحب الفكرة ؟ ولماذا قمتم بتأسيس "Ahla Fawda"؟

قبل تأسيس "Ahla Fawda"، إعتدت شخصيا على تنظيم حفل "هالويين" لأولادي في شارع الحمرا كل عام، بمشاركة العديد من الأطفال في المنطقة ... وقد وصل عدد الأطفال المشاركين في هذا الحدث إلى أكثر من 120 ولد تقريباً، وهذا ما دفعني للتفكير بتأسيس جمعية تعنى بالأمور الإجتماعية والتنموية.

هلق لديكم فريق عمل ثابت ؟

لدينا فريق عمل ثابت يتألف من حوالي 10 أشخاص، إضافة إلى المتطوعين الذين يشاركون معنا في كل عام، ومعظمهم من طلاب المدارس والجامعات. وفي الحقيقة نحن نسعى دائما لتشجيع الطلاب على التطوع والعمل معنا لترسيخ فكرة خدمة المجتمع في الاجيال الصاعدة.

هل يقتصر عملكم على العاصمة بيروت وضواحيها؟

في البداية كان معظم أعمالنا يقتصر على مدينة بيروت، ولكن هذا العام بدأنا بالتوسع خارج العاصمة، فذهبنا إلى مدينة عاليه كما ذكرت سابقا، وسنعمل في المستقبل على تنظيم العديد من الأحداث في كافة المناطق اللبنانية.

بعد النجاح الكبير لـ "Ahla Fawda" .. هل تخططون لإطلاق تطبيق ذكي خاص بالجمعية؟ خاصة ان التكنولوجيا اليوم هي السبيل الأمثل للتطور والتقدم في أي عمل.

لا شك أن ​التطبيقات​ الذكية أصبحت من الأمور الأساسية في أي عمل، وأي شركة أو جمعية قادرة على الإستفادة كثيراً تطوير تطبيق ذكي خاص بها .. لذلك نأمل في المستقبل القريب أن يكون لدينا تطبيق ذكي خاص بـ "Ahla Fawda".

ما هي أهم مشاريعكم القادمة؟

هذا الصيف دعينا فنانين ورسامين أجانب إلى مدينة عاليه، حيث إلتقوا بالفنانيين اللبنانيين أيضا وحصل تبادل للأفكار والثقافات المختلفة ... ومنذ فترة عُرض علينا الذهاب إلى لندن في عام 2018، وإصطحاب فنانين ورسامين لبنانيين معنا لزيادة هذا التبادل الثقافي والفني وتبادل الخبرات في مجال خدمة وتطوير المجتمع.