امتلك مع عائلته فندقاً في منطقة برمانا المتنية وعمل على تطويره وتوسيعه لاستقبال النزلاء من السواح والمغتربين اللبنانيين الذين يزورون لبنان باستمرار.

رغم كل الصعوبات التي مر بها البلد بقي واقفاً على رجليه وهو محافظ على فندقه الذي بقي "على قيد الحياة" بعد فترة الحرب رغم كل المشاكل والصعوبات التي مرت على لبنان.

وكان لموقع "الاقتصاد" مقابلة مع صاحب فندق "Garden Hotel" في برمانا نبيل سالم الذي حدثنا فيها عن مسيرته المهنية في هذا الفندق الذي ورثه عن عائلته.

- ما هي ابرز المحطات في مسيرتك المهنية والاكاديمية؟

بدايةً تلقيت دروسي في مدرسة "برمانا هاي سكول" و بعد تخرجي دخلت الى الجامعة الاميركية في بيروت ودرست لفترة وجيزة ادارة الاعمال و لم اكمل، بل انتقلت الى الولايات المتحدة الاميركية حيث درست ادارة الاعمال لسنتين في جامعة "أتلانتيك بالم بيتش كوليدج" في ويست بالم بيتش بفلوريدا، و لكنني لم اكمل أيضاً و عدت بعد هذه المدة الى لبنان و عملت في الفندق الذي ورثناه و قد كبّرته العائلة وعملَت على توسيعه. و هو يقع تحت ادارتها. هذا الفندق هو مصلحة سياحية يجب المحافظة عليها و علينا ان نتحمّل الناس وان نكون صبورين معهم و مع الاوضاع بشكل عام.

- ما هي الصعوبات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

مررنا بعذابات كثيرة ومشاكل كبيرة منذ بدايتنا في هذه المصلحة وهي العمال ثم العمال ثم العمال. وعلى صعيد لبنان، لقد يئست منه منذ العام 1973 وحتى الآن وبرأيي ان لا وجود لاي ادنى امل فيه وهو مصاب بالسرطان ولا دواء له للشفاء. فقد مررنا بالكثير من الصعوبات فيه ارجعتنا سنوات طويلة الى الوراء. و كل ما كنت افكر بالقيام به كان يواجه بصعوبات وكأنها ورشة من العذاب نعانيها كل يوم.

- ما هي المواصفات التي تتمتع بها شخصيتك والتي ساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

في الحقيقة انني لم اتجاوز كل هذه الصعوبات لانني يئست من هذا الوضع و خاصة على الصعيد الشخصي فالضغوطات كثيرة.

- ما هو رأيك بالوضع السياحي في لبنان وفي بلدة برمانا المتنية بشكل خاص؟

كانت بلدة برمانا تضم 30 فندقاً في الماضي ولكن الوضع اصبح مأزوماً خلال فترة الحرب اللبنانية، ما اضطر الكثير منها الى الاقفال و افلاس اصحابها بسبب عدم القدرة على استقبال الزبائن من جديد نتيجة ايواء المهجّرين لفترات طويلة خلال هذه الحرب و عدم اعطاء البنوك، لقروض وتسليفات تساعد على اعادة تحسين اوضاعها على كافة الصعد. أما اليوم فتحتوي برمانا على 4 فنادق لازالت تعمل في ظل ظروف اقتصادية وسياسية وامنية صعبة يمر بها لبنان. في السابق، كان معظم اصحاب الفنادق من أبناء البلدة، و بعد اقفالها بقينا نحن من اهالي البلدة ندير هذا الفندق بالاضافة الى عائلة اخرى من القرية تدير فندقاً آخراً فيها. ومنذ 3 سنوات وحتى اليوم، الحركة السياحية شبه معدومة على صعيد الفنادق في المنطقة. و اما على صعيد المطاعم، فان الحركة جيدة ومقبولة وقد انعشت المنطقة بشكل كبير هذه السنة وذلك لان المطاعم هي سوق محلي و اما الفنادق لم يمكنها ان تتكل على هذا السوق الا بنسبة 10% او 15% فقط وخاصة وان السواح يأتون عادة الى برمانا من سوريا و لكن الوضع في هذا البلد خطير و هذا ما أثر على حركة السواح السوريين، بالاضافة الى المغتربين اللبنانيين الذين يأتون الى بلدهم الام لقضاء اجازاتهم. ما نفتقده هو السائح الخليجي الذي لا يزور المنطقة بل يبقى في بحمدون وعاليه وصوفر و غيرها من المناطق الجبلية.

- هل تستطيع ان توفق بين عملك وعائلتك؟

نحن عائلة مقيمة في الفندق بشكل دائم ونحب بعضنا البعض ونعيش مع بعضنا وبالتالي فان العمل لم يستطع ان يفرقني عن زوجتي واولادي وانا ابلغ من العمر اليوم 58 عاماً وهذا الامر استطاع ان يقربنا اكثر واكثر ويحافظ على ترابطنا العائلي.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

عندما يتم ايجاد استقرار على الصعيد الاقتصادي و السياحي و السياسي و الامني في لبنان استطيع ان اقول انه يمكنني ان افكر في مشاريع مستقبلية. و لو فرضنا ان هذا الاستقرار قائم، فعندي قطعة ارض سأقون ببناء فندقاً ثانياً او شققاً مفروشةً عليها وخاصة ان السوق يميل اليوم الى الشقق المفروشة اكثر مما يميل تلة الفنادق لان الاولى تعمل صيفاً وشتاءً واما الثانية في القرى فهي موسمية.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني في ظل كل هذه الظروف السائدة؟

ادعو الشباب اللبناني الى ان يتعلم ويصل بعلمه الى ابعد الحدود وكما ادعوهم الى التغيير في هذا البلد من خلال انتخاب اشخاص جدد و متعلمين.