محبي الثقافة والفنون على موعد اليوم السبت وبعد طول انتظار لزيارة متحف "اللوفر" ولكن هذه المرة في الامارات، حدث يعد انجازا ثقافيا كبيرا للإمارات واحد اشهر المعالم الثقافية في الوطن العربي يأخذ زواره في رحلة فريدة تسلط الضوء على الحضارات الانسانية وتاريخ البشرية بدءا من عصور ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا، ويشكل هذا المتحف صلة وصل الغرب بالشرق لما يمثله من اهمية ثقافية كبيرة واقيم على جزيرة السعديات التي تطمح الحكومة الاماراتية الى تحويلها الى واحة ثقافية تجذب السياح من كافة اقطار العالم .

ويعد "اللوفر ابو ظبي" المحطة التاريخية الثانية لاشهر متاحف العالم والذي يعتبر من ابرز المعالم في العاصمة الفرنسية، وأكبر متحف فني في العالم، ويزوره الملايين سنويا، والذي يسلط الضوء على الحضارات الانسانية ويضم مقتنيات واعمالا لها بعد تاريخي وثقافي واجتماعي عريق واعلنت ابو ظبي وفرنسا تفاصيل المشروع في العام 2007 وكان من المقرر افتتاحه في العام 2012 ولكن بسبب التأخر في الانشاءات وتراجع اسعار النفط ارجئ افتتاحه الى يوم الاربعاء الماضي الواقع في 8 من الشهر الحالي من العام 2017 حيث شارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الى جانب عددا من الزعماء العرب افتتاحه كمؤسسة مستقلة استعارت اسم اللوفر لمدة 30 عاما.

1 مليار دولار تكلفة "اللوفر" الجديد واكثر من 600 عمل فني دائم

10 سنوات استغرق بناء "اللوفر"الجديد حيث ارتفعت التكلفة النهائية للمشروع من 654 مليون دولار عند توقيع العقد، لتصل إلى أكثر من مليار دولار بعد الانتهاء الفعلي من جميع الإنشاءاتحيث حظي المتحف بمبلغ ناهز 965 مليون يورو من الحكومة الإماراتية على شكل صندوق هبات، توزعت كالآتي: 400 مليون يورو لاستغلال الجانب الإماراتي لماركة " اللوفر" لمدة 30 عاما، 190 مليون يورو لاستعارة الأعمال الفنية لمدة 10سنوات، 165 مليون يورو للمساعدة التقنية على إنشاء مركب يمتد على 24 ألف متر مربع، و13 مليون يورو لبرمجة معارض وصالونات لمدة 15 عاما.

كما تدفع أبو ظبي مئات الملايين من الدولارات لفرنسا لاستعارة القطع الفنية الأصلية وعرضها وكذلك الاستشارات الفنية التي تقدمها باريس، وسيضم المتحف نحو 600 عمل فني دائم العرض تتنوع بين اكتشافات أثرية وفنون زخرفية ومنحوتات، بالإضافة إلى مخطوطات قديمة تعود لمختلف الديانات، بالإضافة إلى 300 عمل أعارتهم فرنسا للمتحف بشكل مؤقت تستمد أهميتها من بعدها التاريخي والثقافي والاجتماعي، تم توزيعها على 12 صالة عرض تروي قصصاً من مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها البشرية بالاضافة الى الشراكة مع مؤسسات عربية أعارت المتحف 28 عملا ثمينا و من بين القطع الأثرية الموجودة والتي لا تقدر بثمن تمثال لأبو الهول يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد، وقطعة من النسيج تصور شخصيات في القرآن كما سيخصص المتحف حوالي 5% للفن الحديث.

واستعانت الإمارات بالمهندس الفرنسي "جان نوفيل" لتصميم "اللوفر" أبوظبي الذي لا يقل روعة التصميم عن فخامة الحدث والذي راعى في التصميم المدينة العربية ويعتبر معلما معماريا عصريا تحيط به المياه من كل الجهات،ويضم 55 غرفة، بما في ذلك 23 صالة عرض دائمة، كل منها مختلف عن االاخر وتميز التصميم بالقبة الشبكية الذي تعلوه وقطرها 180 مترا مرصعة بالنجوم والتي تحمي الزوار من حرارة الشمس العالية وتسمح في الوقت نفسه بنفاذ الضوء إلى جميع الغرف ومنحها الإضاءة والوهج الطبيعيويبدو المتحف أشبه بحي مصغر من مدينة البندقية الإيطالية حيث تتجاور المياه مع عماراته الموزعة في منطقة رملية تقع قرب البحروتقدم صالات العرض أعمالا من جميع أنحاء العالم، ولكبار الفنانين الاجانب ، وتبلغ قيمة تذكرة دخول متحف اللوفر أبوظبي 60 درهما إماراتيا (16.30 دولارا).

وسيسجل افتتاح متحف "اللوفر" في أبوظبي حضور عدة أعمال فنية شهيرة، من بينها لوحة ليناردو دافينشي "حداد جميل" أو لوحة "بونابارت عابرا جبال الآلب" الذي سيغادر قصر فرساي في باريس إلى أبوظبي، أو الرسم الذاتي لـ "فان غوغ" الذي سيستعار من متحف "أورساي" ليُعرض في "اللوفر- أبو ظبي".

وتعمد الامارات الى ان تحتل مركزا مميزا على الخريطة الثقافية العالمية حيث يعتبر "اللوفر" واحد من ثلاثة متاحف من المقرر إقامتها في أبوظبي، إلى جانب غوغنهايم والشيخ زايد.

.

.