حسين بطل​ هو رجل أعمال لبناني عصامي، ناجح، وطموح... لم يقفز على درجات السلم، بل بدأ مشواره من الصفر، وبنى نفسه بنفسه، فكوّن هويته المهنية والعملية من تجاربه وأخطائه، ومن جهده المتواصل واجتهاده الذي لا يكلّ.

يقول الكتاب البريطاني مايكل كوردا أن "الميزة الوحيدة التي تجمع بين الناجحين في العالم تكمن في قدرتهم على تحمل المسؤولية"، وبطل تحمّل مسؤوليات كبرى في عمر صغير، وكان مسلّحا بالإدارة، مفعما بالشجاعة، وغنيا بالجرأة لمواجهة العوائق واتخاذ القرارت الملائمة في الأوقات المناسبة. فحرص على تحقيق المصلحة والفائدة المرجوة من كل مهمّة أوكلت إليه، ما ساعده على معرفة مفاتيح النجاح، وأعطاه رؤية واضحة وفكر إيجابي وبنّاء، من أجل ضمان استمرارية أعماله واستقرارها، ورسم أهدافه والسعي الى تحقيقها، وتحديد الخطط المستقبلية بهدف استخدام موارده وإمكانياته بأفضل طريقة ممكنة.

فلنتعرف الى مسيرة حسين بطل في هذه المقابلة الحصرية مع "الاقتصاد":

من هو حسين بطل؟ وما هي المراحل التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

بعد أن أنهيت دراستي الثانوية، لم ألتحق بالجامعة، بل بدأت بالعمل على الفور في الشركة العائلية بعد أن توفي والدي.

أما بداية مسيرتي فكانت في العام 1992، وكنت أبلغ حينها من العمر 18 سنة. وفي العام 1993، تمّ تقسيم الشركة، لذلك أسست في 1994، مع أخواي، شركة "Batal Design" من الصفر.

ومع الوقت، تطورت هذه الشركة وتوسعت حتى أصبحت مجموعة "Batal Design Holding"، وباتت تضم حوالي 550 موظفا، يتوزّعون على 16 صالة عرض ومصنعين بين لبنان والسعودية.

ومن خلال هذه المجموعة، أسست شركة "B Design"، التي لديها اليوم ستّة فروع في لبنان والسعودية، ذات مساحات تتراوح ما بين 4000 و5000 متر مربع.

كما أسست شركة "Daze" المتخصصة في الأثاث المنزلي الحديث والمعاصر، والتي لديها سبعة فروع بين لبنان والسعودية، وشركة "B Office" المتخصصة بالمكاتب، والتي لديها عدد من الفروع في السعودية، وسنفتتح قريبا فرعا لها في لبنان.

بالاضافة الى شركة "Intercasa"، التي تضم أكبر مصنع للأثاث والأعمال الخشبية في السعودية، وأكبر مصنع للأخشاب في لبنان، تمتدّ مساحته على 20 ألف متر مربع.

كيف تمكنت من استلام مسؤوليات ومهمات واسعة في عمر صغير؟

بالنسبة لي، أعتبر أنني عملت في هذه الشركة كـ"ناجٍ" (survivor)، وحتى تمكنت من الاستمرار، والوصول الى جميع الأهداف، وتحقيق النجاحات والانجازات، اضطررت الى القيام بكل ما يلزم، وقدمت أقصى قدراتي، كما تعلمت من أخطائي وتجاربي الخاصة، التي اكتسبت من خلالها خبرة واسعة.

برأيك، ما هي مقومات النجاح في عالم الأعمال؟

النجاح هو ثمرة الصبر والصدق فقط.

كيف تمكنت من التوسع الى خارج لبنان؟

بعد أن عملنا في لبنان لفترة طويلة، تخطت العشر سنوات، بات لدينا قاعدة واسعة من الزبائن الخليجيين.

وفي العام 2004، قررنا القيام بخطوة التوسع، وافتتحنا مصنعنا الأول في السعودية. ومع الوقت أصبحت الأعمال تتطور شيئا فشيئا.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟ وهل تعتبر اليوم أنك وصلت الى طموحاتك المهنية كافة؟

لا توجد مشاريع محددة، فقد وضعنا خطة واسعة تمتد لعشر سنوات الى الأمام، ونحن نحاول قدر الإمكان العمل على تحقيق أجزائها كافة.

أما بالنسبة الى طموحاتي الخاصة، فلا أعتقد أن الانسان سيصل الى قمة طموحاته طالما أن قلبه ينبض بالحياة. فالشخصية الطموحة تضح دائما الخطط الجديدة، وفور انتهائها من المرحلة الأولى ستبدأ على الفور بالثانية، وهكذا دواليك.

من قدم لك الدعم المعنوي الأكبر في رحلتك المهنية؟

تلقيت التشجيع الأكبر من والدتي.

هل كان الحظ حليفك في مجال الأعمال؟

في الواقع، أعتقد أن الحظ غير موجود، وبالتالي لا يستطيع أن يلعب دورا أساسيا في أي مسيرة مهنية ناجحة. فاذا كان الانسان كسولا، ولا يقوم بأي مبادرة، بل يبقى جالسا في منزله بانتظار الفرص، لن يتقدم أبدا.

لذلك لا بد من الاشارة الى أن النجاح هو ثمرة العمل الدؤوب والمتواصل في الليل والنهار، بالاضافة الى الإرادة الصلبة التي تحثّ الانسان وتدفعه للوصول الى جميع أهدافه الحياتية والمهنية، على حد سواء.

كيف تمكنت من التنسيق بين أعمالك المتعددة وحياتك الخاصة؟

لم أشعر يوما بالتقصير تجاه أي جانب من جوانب حياتي، فالعمل والوقت الخاص، وكل له علاقة بحياة الانسان، هو نتيجة خطة معينة يسير بحسبها.

فعندما يضع الانسان خطة واضحة، تحدد الأوقات الخاصة بالعمل وتلك الخاصة بالعائلة والأولاد والأصدقاء، سيتمكن حتما من التنسيق.

هل من الصعب أن يضمن صاحب العمل استمرارية أعماله في بلد يعاني من عدم الاستقرار مثل لبنان؟ وهل تعاني شركاتك من الصعوبات من هذه الناحية؟

الأوضاع الصعبة وغير المستقرة في لبنان تؤثر علينا حتما، خاصة حين مررنا بمراحل صعبة للغاية، خلال العام 2005 بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وخلال حرب تموز 2006 أيضا، أضف الى ذلك المشاكل والأزمات المتلاحقة على مرّ السنوات.

وبالتالي كنا بحاجة الى مصادر دخل أخرى، من أجل ضمان استمراريتنا في لبنان، ولهذا السبب انفتحنا نحو الخليج العربي.

أما الصعوبات الأساسية، فتتلخص بالحالة الاقتصادية بشكل عام، والحالة السياسية غير المستقرة التي تؤثر على كل القطاعات في البلاد، وعلى القطاع السياحي بشكل خاص.

ما هي نصيحة رجل الأعمال حسين بطل الى جيل الشباب اللبناني؟

أقول للشباب: "لا تفقدوا الأمل، بل ثابروا على الدوام، وسيكون النجاح حليفكم". فطالما أن الانسان وضع هدفا معينا في رأسه، ولديه إرادة صلبة للعمل، ويشعر بالحماس تجاه أهدافه وأحلامه، سيتمكن حتما من الوصول في أي مجال كان.

كما أنصح كل شاب لبناني أن يستمر بالمحاولة قدر المستطاع، ولا يشعر باليأس من بلده، فالفرص موجودة في لبنان وفي كل مكان، ولكن عليه التحلي للصبر من أجل العثور عليها.