أشارت رئيسة الدبلوماسية الثقافية في ​السفارة الفرنسية​ في لبنان فيرونيك أولانيون، ممثلة السفير الفرنسي برونو فوشيه​، الى أن "لبنان بحاجة اليكم، والى خدمة مدنية عامة فعالة وقوية، واليوم مؤسساته كافة هي تحت الاختبار، خاصة بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، من أجل معرفة مدى قوتها وقدرتها على التحمل"، مضيفة "لبنان يضم أشخاصا ذات قدرات عالية، وهو يتميز على هذا الصعيد في كل منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا".

وجاء ذلك في مداخلتها بعنوان "التحديات المعاصرة للوظيفة العامة وتحديث الدولة"، خلال ورشة عمل حول التعلم الرقمي، أقيمت في "معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي" في منطقة كورنيش النهر.

وأوضحت أولانيون أنه من الأسباب التي دفعت فرنسا الى دعم مبادرة التدريب على الخدمة المدنية أو الخدمة العامة، هو إيمانها بحاجة لبنان الماسة، الى أشخاص يتمتعون بمهارات وكفاءات عالية، من أجل خدمة الدولة ومؤسساتها بشكل أفضل. كما لفتت أن "معهد باسل فليحان" هو بمثابة مرجع مالي واقتصادي في المنطقة، معبّرة عن سعادتها بالاهتمام الذي يوليه في موضوع التدريب على الخدمة العامة.

وقالت "أنا أمثل اليوم دول مخترعة أو مروّجة للتدريب على الخدمة العامة المعاصرة، وهناك عدد كبير من اللبنانيين الذين تابعوا دورات تدريبية وورشات عمل ندوات في فرنسا"، وشددت على أنه خلال الحرب الأهلية في لبنان، تمنت فرنسا تقديم المساعدة من أجل إعادة إنعاش القدرة الانسانية على العمل واليد العاملة، موضحة أن النموذج السياسي اللبناني مميز وفريد من نوعه، وبالتالي لا يشبه النموذج الفرنسي، ولهذا السبب هو بحاجة الى التدريب، وهذه المبادرة أسهمت في تحسين مستوى التدريب على الخدمة المدنية.

وأضافت أولانيون أنه "على الرغم من الاختلاف الكبير بين لبنان وفرنسا، خاصة من ناحية الظروف، هناك بعض التحديات المجتمعة والمشتركة مثل موضوع تسهيل المعاملات الرسمية، وموضوع الدولة الرقمية، وتأمين الشفافية، وتطور الخدمة المدنية، وتعزيز المساواة بين الرجل والمرأة.

من جهة أخرى، أشارت الى أن تفعيل أو تطوير الدولة الرقمية لا يعني حذف أو التخلي عن التواصل البشري والانساني، فالخدمات الرقمية بحاجة الى مرافقة بشرية وتفاعل إنساني؛ وبالتالي لا يسعى الى إلغائه. كما أنه بحاجة الى وساطة وتدخل، لأن الآلة ليست وسيط، وفي فرنسا لدينا وسيط مهمته الإمساك بالمؤسسات والاهتمام بها، ومحاولة إيجاد الإجابات على التساؤلات أو المشاكل الحاصلة، ومراقبة المؤسسات دون التواجد فيها بشكل مباشر.

وورشة العمل هذه، ستتضمن عدد من الحلقات حول التعلم الرقمي وأدواته، وتطور منهجيات التدريب.