استضافت ندوة "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقر الإذاعة في أدونيس، مع المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "المجلس الإقتصادي الإجتماعي: في نهاية العهد القديم وقبل أيام من بداية العهد الجديد، أي إنجازات وأي دور وأي فاعلية وأي عوائق خلال 15 عاماً؟ وأي رؤية مستقبلية؟ وأي نهوض إقتصادي؟" رئيس المجلس الإقتصادي الإجتماعي روجيه نسناس.

بداية قال نسناس أن "الحفاظ على المجلس الإقتصادي الإجتماعي خلال السنوات الماضية، كان نتيجة لجهود فريق عمل متكامل، على الرغم من الظروف الصعبة والمعوقات الكثيرة التي واجهتنا ... وهذا المجلس طالبت به الكثير من الأحزاب والنقابات والشخصيات على مدى أكثر من 50 سنة، واليوم أستطيع القول بأن عنادنا وثباتنا، سمح لنا بأن نجعل هذا الحلم واقعاً، واليوم قرار رئيس الجمهورية ميشال عون والحكومة ورئيس الحكومة، يجعلنا مطمئنين وفخورين بأن كل الوقت الذي أعطيناه لهذا المجلس لم يذهب سدى، ونحن على إستعداد للتعاون والتكاتف مع المجلس الجديد، ونأمل بأن يستطيع هذا المجلس أن ينقل الهواجس الإقتصادية والإجتماعية الموجودة لدى المجتمع المدني، وتقديم الحلول للمشاكل والهواجس المطروحة".

وأضاف "خلال 17 سنة بذلنا جهدا كبيرا وبدون أي مخصصات أو بدل أتعاب، وخصصنا لهذا المجلس ساعات وساعات بل سنوات أيضاً من عمرنا.. وذلك بهدف نقل فكرة المجلس الإقتصادي الإجتماعي الموجود في أكثر من 72 بلدا في حول العالم إلى لبنان. والمجلس الإقتصادي الإجتماعي لديه مهمتان، المهمة الاولى هي تفعيل الحوار بين شرائح المجتمع، والمهمة الثانية هي المشاركة مع الدولة في سياستها الإقتصادية الإجتماعية".

وشرح نسناس أن "المجلس الإقتصادي الإجتماعي يتألف من 72 شخصاً، يمثلون كل شرائح المجتمع .. كأصحاب العمل، العمال، المهن الحرة، قطاع التعليم، قطاع المؤسسات الإجتماعية، قطاع الخبراء والمختصين والمغتربين والهيئات الإقتصادية والنقابية والمؤسسات وغيرها ... أضف إلى ذلك 10 ممثلين للحكومة في المجلس".

وفي سؤال للزميلة خداج عن رأيه بالإسم المطروح لرئاسة المجلس الإقتصادي الإجتماعي، وعن سبب عدم إستمراره شخصيا على رأس المجلس، قال نسناس "إن الإسم المطروح لديه خبرة كبيرة وكفاءة عالية لإدارة المجلس الإقتصادي الإجتماعي، فشارل عربيد له دور كبير في الشق الإقتصادي والإجتماعي .. وما يهمني شخصيا هو إستمرار المجلس ودوره، فأنا أعطيت 17 سنة من عمري لهذا الموضوع لأني مقتنع بأهمية دور المجلس، وبالتالي ما يهمني فعلا أن المجلس أصبح واقعاً، وأنه تم تشكيل هيئة عامة بعد اكثر من 15 سنة من التجاذبات السياسية التي عطلته وأوقفته".

وحول مدى فعالبة دور المجلس، خاصة ان قراراته وأفكاره غير ملزمة ودوره فقط إستشاري، قال نسناس "لا شك أن دور المجلس الإقتصادي الإجتماعي فعّال وضروري، وذلك على الرغم من عدم وجود سلطة تنفيذية لديه ورغم إقتصار دوره على تقديم المشورة، فالمجلس الإقتصادي الإجتماعي يمثل المجتمع المدني، وبحسب القانون فإن كافة الدراسات التي يقوم بها المجلس يتم نشرها في الجريدة الرسمية ويطلع عليها الرأي العام، وفي حال رفض الحكومة او مجلس النواب لهذه الدراسات وعدم أخذها بعين الإعتبار، فإنهم سيتحملون مسؤولية النتائج أمام الرأي العام .. ومن هنا تأتي أهمية دور المجلس الإقتصادي الإجتماعي".

وتابع "في الخارج يقولون أن الكلمة الأولى هي للمجلس الإقتصادي الإجتماعي في حين أن الكلمة الأخيرة هي لمجلس النواب أو الحكومة .. وبهذه الطريقة يكون المجلس الإقتصادي الإجتماعي قد قام بدوره، في حين أن الحكومة ومجلس النواب مسؤولون عن قراراتهم وعن النتائج التي قد تحصل من خلال هذه القرارات" .

وإعتبر نسناس أن "لبنان من اكثر البلدان التي تحتاج للحوار بين مختلف الهيئات في المجتمع المدني، فالسنوات الماضية والمآسي التي عايشها اللبنانيون أظهرت بأن المسبب الأول لها هو غياب الحوار، فنحن ما نريد قوله اليوم ان المجلس الإقتصادي الإجتماعي هو منبر رسمي سعينا له ومن أجله، ووصلنا إلى هدفنا بكل فخر وكل إعتزاز، وأنا مقتنع تماماً بان هذا الحوار بين شرائح المجتمع أساسي، وأتمنى ان لا نطلق الأحكام عليه من الأن، وأن نفسح أمامه المجال ليثبت أهمية دوره".

ولفت إلى أنهم قاموا "بتأسيس أسس الحوار بين شرائح المجتمع كافة، فالحوار غائب عن مجتمعنا اللبناني منذ زمن بعيد، وعززنا العلاقات بين النقابات والهيئات في لبنان، وفي نفس الوقت فتحنا علاقات مع المجالس الإقتصادية والإجتماعية الدولية، فوقعنا إتفاقات شراكة مع المجلس الفرنسي والمجلس الأوروبي، لمساعدتنا من خلال خبرتهم الطويلة .. وقمنا بدراسات كثيرة عن الوضع الإقتصادي، إضافة إلى ورش عمل زراعية وسياحية ومؤسسات متوسطة وصغيرة، كما احلنا كل هذه الاعمال إلى مجلس الوزراء".