تخصص في ادارة الفنادق وعمل في عدد كبير من المؤسسات السياحية الكبيرة والشهيرة في لبنان والدول العربية حتى كسب خبرة واسعة ساعدته على الوصول الى ما هو عليه اليوم.

بعد 25 عاماً من الخبرة متنقلا بين فنادق لبنان، السعودية، الامارات، مصر والاردن عاد الى بلده الام ليتسلم مهامه وواجه تحدياً كبيراً ونجح به من خلال وضعه لاطار عمل حديث يتماشى مع متطلبات الحياة اليومية ويطوّر المهنة في منطقة عانت الكثير من الحروب والويلات.

وللاضاءة على مسيرته المهنية، كان لموقع "الاقتصاد" لقاء مع المدير العام لـ"استراحة صور السياحية" حليم حداد:

- ما هي المراحل التي مررت بها خلال مسيرتك الاكاديمية والمهنية؟

دخلت الى المدرسة الفندقية في منطقة الدكوانة عام 1992 حيث تخصصت لمدة 3 سنوات، كما عملت في شركة "سوفيل كايتيرينغ" في الاشرفية في العام الاول لدراستي ولمدة عامين. في العام 1997، دخلت الى الجامعة الاميركية للتكنولوجيا "AUT" في منطقة حالات حيث تخصصت في ادارة الاعمال وادارة الفنادق وتخرجت في العام 2001.

بعد تخرّجي من المدرسة الفندقية في العام 1995، انتقلت الى فندق "ريجنسي بالاس" في أدما حيث عملت في البداية كنادل ومن ثم تمت ترقيتي الى Chef de rang ومن ثم الى Maitre d’hotel وبقيت في هذا المنصب حتى العام 2001. بعد هذه الفترة، انتقلت الى فندق الميتروبوليتان في سن الفيل لمدة عام واحد حيث عملت أيضاً كـmaitre d’hotel هناك حتى العام وتخلله توقف عن العمل لمدة سنة واحدة بسبب دخولي الى الجيش لخدمة العلم. في العام 2004، سافرت الى السعودية للعمل في فندق "جدة هيلتون" حيث كنت مديرا لمطعم وترقيت لاكون مساعداً لمدير المأكولات والمشروبات (Assistant Food And Beverage Manager) ومن ثم انتقلت الى فندق "هيلتون العين" في الامارات عام 2006 حيث عملت في نفس المنصب لمدة سنتين.

وفي العام 2008، سافرت الى مدينة الغردقة المصرية حيث التحقت بفريق عمل فندق "هيلتون لونغ بيتش" وهو عبارة عن 1000 غرفة و23 مطعماً. وكانت هذه الفترة نقطة التحول لي حيث عملت كمساعد لمدير الاغذية والمشروبات ومن ثم ترقيت الى مدير للاغذية والمشروبات وعملت لمدة سنة ونصف السنة.

في آخر العام 2009، تلقيت عرض عمل من فندق "كيمبينسكي" في الاردن حيث انتقلت وعملت لفترة 6 اشهر كمدير للاغذية والمشروبات الى ان تلقيت عرضاً من استراحة صور في العام 2010 وانتقلت الى لبنان واستلمت منصبي كمدير عام لاستراحة صور السياحية.

- ماهي ابرز الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتك المهنية؟

اكثر الصعوبات التي واجهتها كانت في لبنان خاصة بعد ان تسلمت منصبي في "ريست هاوس" صور في 2010 حيث قمت بنقلة نوعية في كل اقسام الفندق وفي ادارة العمل بسبب وجود عقلية قديمة فقمت وجددت هذه العقلية من خلال عملي على تحسين قدرات فريق العمل والموظفين في الفندق ونقلهم من مرحلة قديمة الى مرحلة جديدة. ومن الصعوبات ايضاً التي واجهتها كانت في فترة حرب تموز 2006 حيث أتيت الى لبنان لمدة شهر وكنت مضطرا للسفر الى الامارات فسافرت براً الى سوريا ومنها الى الاردن وكان عذاباً كبيراً. بالعودة الى لبنان ومن سنة 2010 حتى العام 2014، شهدت منطقة جنوب لبنان الكثير من قطع الطرقات وحرق الدواليب وقد اثرت كثيرا على الحركة السياحية على المنطقة وعلى الاستراحة بشكل خاص ورغم كل هذه المشاكل كان عندي اصرار كبير ان يكون اسمنا متداول اكثر واكثر.

- ما هي الصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على مواجهة هذه الصعوبات؟

عملت كثيرا على نفسي لانني كنت شخصاً عصبياً في بداياتي، ولم اكن آخذ الوقت الكافي للتفكير الا انني عدت وتغيّرت كثيراً وبت امتلك صبراً واسعاً ولا استسلم بسهولة بل ابقى متابعاً نحو هدفي حتى النهاية وانا على علم انني سأصل الى هدفي في يوم من الايام. أضف إلى ذلك، انا انسان احب الابتكار ولدي أفكار كثيرة لدرجة انني افتتحت صفحة خاصة بي على موقع "فيسبوك" حيث أعرض فيها كل الحفلات والاحداث التي ابتكرتها بنفسي واعتبر نفسي انني شخص عملي اكثر من كوني اداري يجلس وراء مكتبه طيلة الدوام دون ان يحرّك ساكناً. وهذا سر النجاح الذي شهدته استراحة صور السياحية بسبب تواجد مديرها العام بين روادها وموظفيها. كما انني اقمت علاقات قوية جداً في مهنتي.

- ما هو رأيك بالوضع السياحي في لبنان عامة والجنوب على وجه التحديد؟

اذا تحدثت عن الوضع في منطقة صور على وجه الخصوص فان موضوع السياحة مهمل كثيراً لان هناك تركيز اعلامي على الاحداث السياحية في العاصمة بيروت وهذا للأسف ما يحصل على ارض الواقع بحيث يجب التركيز سياحياً على كل المناطق اللبنانية وليس فقط منطقة واحدة. مدينة صور تمتلك قدرات عالية وفيها آثارات تاريخية مهمة حتى انها، برأيي، تتفوق على آثارات جبيل ولكن تنقصها البنى التحتية القوية وعدم وجود فنادق كافية وخاصة ان هناك هجمة سياحية على المدينة لان الناس ملوا من المناطق اللبنانية الاخرى كالبترون وجبيل وغيرها وعلينا ان نكون جاهزين لذلك على كافة الصعد وهذا ما قلته لرئيس البلدية منذ سنتين. شهدت المنطقة خلال هذه السنة زحفا بشريا هائلا حيث امتلأت الشواطى بروادها حتى ساعات متأخرة من الليل. وما ينقص المنطقة هو الاعلانات الضرورية لها.

- هل تعتبر نفسك بانك حققت ذاتك؟

افكر في هذا الموضوع كل يوم لان مجموعة "هيلتون" العالمية تقوم بتدريب موظفيها حول طريقة تفكير لعمله واين من الممكن ان يكون بعد سنتين في اي مركز. ولم اخرج من اطار هذا التفكير وانا باستمرار دائم بالبحث عن كل ما هو جديد على كافة الصعد، كما انني اتابع كل ما هو جديد في الخارج على الصعيد الفندقي، وخاصة في شركات الكايترينغ والطيران التي تمتلك رؤية اكبر من الفندق.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

عملياً، انا دائماً في طور الافكار الجديدة في تطوير استراحة صور السياحية. ويكون فصل الشتاء حافزاً لي للاعداد لفصل الصيف من خلال التحسين والتحديث في الفندق وغيرها. وعلى الصعيد الشخصي الى الافضل.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني وخاصة في ظل الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان؟

الكلام سهل جدا وخاصة على الاشخاص الذين ينشرون أقوالاً واحاديثاً مقتبسة عن آخرين وينسبونه الى امر جرى معهم وانا ضد هذه الافكار بشكل كبير لانه يتوجب على الانسان ان يكون واقعياً. وانصح الشباب الجامعي الذي سيتخّرج قريباً بانه سيبدأ عمله كمدير بشكل سريع بل هو يحتاج الى وقت طويل وفي ما يدرسه الطلاب الجامعيون في كتبهم غير عما هو موجود على الارض وعليهم ان يرضوا بالقليل حتى يصلوا الى اهدافهم. عندما بدأت في عملي كنت اتقاضى نحو 350 دولار شهريا . كما اني انصحه بان يمتلك اصراراً ويتطلع الى الامام في حياته وانا اشجعه على السفر للعمل في خارج لبنان ليكتسب خبرة ويطور نفسه بشكل اكبر واوسع.