تترقب الاسواق العالمية في العام 2018 اكبرعملية مالية من نوعها في التاريخ حيث اكدت شركة "​أرامكو​" الشركة الرائدة عالميا في مجال النفط انها تسير نحو بيع 5% من اسهمها بعملية ستدر عائدات بنحو 100 مليار دولارحيث تقدر قيمة الشركة بحوالي 2 ترليون دولار، ويعتبر قرارالبيع بمثابة الخطوة الاولى التي ستخطوها المملكة في اطار رؤيتها 2030 الهادفة الى تنويع الاقتصاد المرتهن للنفط وهذه العملية ستدر عائدات للملكة من شأنها ان تغطي العجز في ميزانيات السنوات الثلاث الاخيرة الذي بلغ حوالي 200 مليار دولار بسبب تراجع اسعار النفط .

واعلن رجل الأعمال السعودي، رئيس مجلس إدارة شركة "المملكة القابضة"الأمير الوليد بن طلال إن الاكتتاب العام في شركة "أرامكو" ​السعودية​ سيعطي الحكومة نحو 100 مليار دولار سنويا، ويسهم في توليد فرص عمل ويصب في صالح المملكة وإن البلاد تشهد تغيرا جذريا على المستوى الاقتصادي والسياسي، وإن كل المبادرات التي اتخذتها الحكومة كخفض الدعم وفرض بعض الضرائب الجديدة، ستستفيد منها الدولة على مدار 3 إلى 5 أعوام مؤكدا دعمه لخطة الامير محمد بن سلمان اي رؤية 2030 ولخطط الإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها المملكة، واعتبران اقتصاد المملكة في 2014 لم يكن جيداً وكان معتمدا بشكل كبير على النفط، وهو ما كان يشكّل خطرا ويستدعي التنويع والاصلاح الاقتصادي.

وفي هذا السياق كان لموقع الاقتصاد حوار خاص مع محلل الاسواق المالية الاردني مهند عريقات .

عريقات: 100 مليار دولار متوقعة من بيع5% من شركة "آرامكو"والممكلة قد ترجع عن هذا القرار اذا تحسنت اسعار النفط

ومن ناحيته اعتبر المحلل المالي مهند عريقات ان طرح ما نسبته 5% من شركة "آرامكو" النفطية العملاقة هدفه الرئيسي وبحسب ما جاء على لسان محمد بن سلمان تفيذ خطة إصلاح إقتصادية تقلل الإعتماد على النفط، على اعتبار أن هذا الطرح يعزز مبدآ الشفافية وتنمية قطاعات كثيرة غير نفطية في المملكة.

واعتبر عريفات ان المملكة تشهد حالياً تغييراً شاملا في السياسات الإقتصادية آهمها ترشيد الإنفاق و الخصخصة بسبب تراجع آسعار النفط لمستويات قياسية، حيث يتوقع أن تغطي عملية بيع آسهم "آرامكو" جزء كبير من عجز الميزانية خاصة إذا علمنا أن 1% من قيمة الشركة كافية لتغطية عجز موازنة 2016 .

واشار عريقات الى ان بيع اسهم "ارامكو" من شأنه ان يؤدي الى زيادة آهمية سوق الأسهم وجذب المزيد من المستثمرين الآجانب للسوق وبالذات ان 5% من "آرامكو" ستعادل 30% من قيمة سوق الآسهم الآكبر بالاضافة الى تنويع مصادر الدخل و عدم الإعتماد على النفط، وطرح عريقات اشكالية حول عملية البيع وهل ستشمل الإستخراج والإستكشاف فقط أو حتى ملكية النفط تحت الآرض؟معتبرا ان ذلك سينتج عنه إعتراضات جماهيرية.

وتوقع محلل الاسواق المالية مهند عريقات انه في خطوة قد تكون مفاجئة من الممكن أن تتراجع السعودية عن قرارها في طرح 5% من شركة "آرامكو" أو على الآقل تآجيله وخاصة فيما لو نجحت آسعار النفط من تجاوز المستويات 54 دولار لآن ذلك سيرشح ارتفاع الأسعار نحو مستويات 80 او 90 دولار للبرميل و هو رقم قريب من الأسعار التي تحقق إستقرار في موازنة السعودية.