بعد تحوّل العالم إلى قرية كونية صغيرة، نفتخر برجال من لبنان رفعوا إسم وطننا عالمياً بإنجازاتهم وتميّزهم.

شخصيتنا اليوم تروي مسيرة رجل لبناني، بدأ حياته المهنية من عدة وظائف بسيطة، وقرر بعدها أن يؤسس مجلته الخاصة إلا أن الجميع نصحنه بـ"التنازل" عن حلمه خاصة ان المنافسة كانت شديدة في السوق الإماراتي الذي رست سلال مركب أحلامه عليه.

ولكنه لم يكترث، ولم ينصت للمشككين، فلو خاف حينها وتراجع عن حلمه لما كان اليوم صاحب أكبر مجموعة في العالم تضم عدة شركات ومجلات.

فقرار واحد فقط مكّنه من تغير مسار حياته للأبد..

ولنتعرف أكثر على هذا الرجل اللبناني كان لـ"الإقتصاد" مقابلة حصرية مع الرئيس التنفيذي المشارك لشركة النشر والإعلام الرائدة في الشرق الأوسط، "ميدياكويست كورب" والتي تتمركز مكاتبها التشغيلية في كل من دبي، بيروت، الرياض، الجزائر، تونس وباريس.

تابعوا معنا مسيرة ألكساندر هواري الذي قدّم لشباب لبنان أبرز النصائح إستناداً إلى تجربته الخاصة.

كيف تختصر مسيرتك الأكاديمية؟

تخصصت في مجال إدارة الأعمال في فرنسا ومن بعدها إتجهت إلى جامعة "هارفارد" في بوسطن وحصلت على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال التنفيذية.

أطلقت شركة "ميدياكيست" في عام 1997 جنبا إلى جنب مع شقيقي والرئيس التنفيذي المشارك، جوليان هواري.

برأيك كيف ساهمت دراستك الجامعية في بلورة حياتك المهنية؟

مما لا شك فيه أنه لوالدي كبير التأثير منذ نعومة أظافري على مسيرتي المهنية، فكان يملك عددا من الصحف خارج لبنان خلال الستينات.

ولكني لم أعمل مباشرة في عالم الإعلام، فتدربت في بداية مشاوري المهني لمدة عام في مصرف "BNP Paribas" الفرنسي، إلا أن هذه التجربة لم ترق لي.

ومن بعدها إنتقلت للعمل في القطاع الصناعي لمدة عامين.

في أواخر التسعينات قررت أنا وشقيقي أن نؤسس مجلة " Mediaquest" والتي كنت تحمل إسماً آخراً في السابق.

ما هو هدف "ميديا كويست"؟

تعتبر "ميديا كويست" Mediaquest اليوم واحدة من أكبر دور النشر والفعاليات المملوكة من قبل القطاع الخاص، كما أنها الأكثر نجاحاً وتأثيراً في المنطقة.

وومهمة الشركة إعلام وتثقيف الجمهور في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، بهدف المساعدة على بناء جسور التواصل بين الوطن العربي وبلاد الغرب.

وتمتلك "ميديا كويست" عدداً من المجلات بنسخها المطبوعة والرقمية، والتي يقارب عددها حوالي 20 مطبوعة تغطي كلاً من قطاعات التسويق والاتصالات وشؤون المرأة ونمط الحياة والترفيه والسيارات. ومن بين تلك المطبوعات الشهيرة التابعة لها: النسخة العربية من مجلة "ماري كلير"، ومجلة "هيا" و"كيبريبورت" Kippreport، فضلاً عن أسماء أخرى مرموقة حققت شهرة واسعة في صفوف الشركات ورجال الأعمال، ولعل من أبرزها: مجلة "تريندس"، مجلة "غلف ماركتنج ريفيو (GMR)"، مجلة التسويق والأعمال الرائدة في المنطقة، "صانعو الحدث"، "أرابيز" و"كوميونيكيت".

في حين تستضيف شبكة "دوت مينا" Dotmena التابعة لشركة "ميديا كويست" ما قدره 75 موقعاً متميزاً تجذب أكثر من 41 مليون زائر كل شهر.

وتعمل "ميديا كويست" على التأسيس للمشاريع وإدارتها، وتنظم مجموعة من الفعاليات الأكثر شهرة في المنطقة، بما في ذلك مؤتمر "جي إم آر للتسويق للمرأة"، و"إنشوركس" و"جوائز إيفي السنوية المرموقة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا" و" Shoes First" ، والتي تعتبر مقياساً رائداً للإنجاز في مجال التسويق في المنطقة.

-هل عمل والدكم في المجال نفسه سهّل لكم عملية الدخول للسوق؟

بالطبع، سمعة والدنا الطيبة في السوق سهلت لنا هذه المرحلة التي لم تكن سلسة في البداية، خاصة بعد إنتقالنا إلى دبي التي لم نكن نعرف أحداً فيها حينها، ولكن سمعة الوالد دعتمنا كثيراً.

كما أن المنافسة كانت شديدة عندها بوجود مجلة مختصة بالأعمال حينها تصدر باللغلة الإنكليزية. نصحونا حينها ألا نكون جزءاً من هذه المنافسة لأن بحسب قولهم "السوق لا يحتاج إلى مادة إعلامية عن مجال الإعلام باللغة الإنكليزية" ولكن رغم ذلك آمنا بقدراتنا وبهدفنا وراء تأسيس هذه المجلة.. ولولا هذا القرار لما كنا خلقنا اليوم مجموعة ضخمة تضم شركات عدة.

-ما هي أبرز التحديات التي واجهت مسيرتك المهنية؟

واجهت العديد من التحديات، وهذا طبيعي عند تأسيس مشروع ما.

فأوّل ما يُقلق المؤسس هو موضوع السيولة والتدفق المالي، والعيش بحيرة عما إذ سيتمكن من إحتساب وتحصيل الهدف المالي المطلوب للفترة المحددة.

ومما لا شك فيه، ممرت بهذه المرحلة ولكني كنت محظوظاً لوجود أهلي وشركائي الذين دعموني لتجاوز هذا التحدي. فمن الجيد جداً أن يحظى الفرد بشركاء متعاونين وداعمين.

-ما هي الرسالة التي تود إيصالها للشباب من خلال خبرتك الخاصة؟

أنصح الشباب أن يواكبوا تغيرات الأسواق التي تتحول يوماً بعد يوم إلى أسواق رقمية.

فالعالم يتغير بسرعة، قد يبتكر الفرد فكرة معينة ويستقيظ اليوم التالي ليجد أن فكرته باتت ملكاً شخصاً آخراً.

أنصح الشباب بأن يتمسكوا بأفكارهم، وأن يحولوها إلى علامات تجارية، وأن يصبروا عليها وكأنها طفلتهم ويحموها من المضاربات والمنافسات غير المشروعة.

فالفكرة بالنسبة لي تشكل جوهر أي مشروع في أي مجال كان، لذا لا تستسلموا عن أفكاركم وحاربوا من أجل تحقيقها، ستواجهون مشاكل عدة وهذا أمر طبيعي، ولكنها وحدها الإدراة تمكن الفرد من تجاوز أكبر التحديات.