تجاوز سعر البيتكوين الماضية مستوى 6 ألاف دولار، ولم يحدث ذلك أي تغيير في موقف المؤيدين للعملة أو الرافضين لها.

ووجد الأتصار في القفزة السعرية الجديدة مزيدا من الدعم لدعوتهم بأن البيتكوين هي عملة المستقبل، وأن الطلب المتنامي يعني أيضا تنامي وعي المستثمرين بقيمتها.

إلا أن هذه الزيادة لم تحدث أي تغيير في مواقف المشككين، وإنما اعتبروها دليلا آخر على أننا أمام فقاعة مالية، ستنفجر عاجلا أم آجلا، وستصيب أصحابها بخسائر جمة.

ويعتقد المختص المالي السابق في بورصة لندن غراهم ستانغ، أن هناك أفقا رغم كل القيود، التي يبذلها عدد من الحكومات ضد العملات الإلكترونية، وأن مستويات الأسعار ستصل إلى أرقام فلكية.

وأضح بحسب ما نقلته الصحيفة "الاقتصادية" السعودية "أنه إذا ظل الوضع الراهن من الطلب على ما هو عليه، فيمكن للبيتكوين أن تتجاوز سقف الـ25 ألف دولار، ويمكن أن تصل الأسعار إلى 100 ألف و200 ألف دولار".

لكنه، اشترط حدوث تغير تام في نسبة العملة الإلكترونية من إجمالي المحفظة الاستثمارية الدولية، فتزايد إقبال المستثمرين الدوليين على إحلال العملة الإلكترونية محل أصول أخرى مثل الذهب مثلا يعنى ارتفاعا متواصلا في أسعارها.

وأضاف ستانغ "إذا أفلحت البيتكوين في أن تمثل نسبة 5% من المحفظة الاستثمارية الدولية، فإننا سنكون في مواجهة صاروخ أطلق في الفضاء، وستصل الأسعار إلى مستويات لا يمكن التنبؤ بها".

بدوره، يرى روبرت كلارك، المحلل المالي في بورصة لندن وأحد المؤيدين للعملة الافنراضية أن المستقبل يحمل كثيرا من الإيجابية للعملات الافتراضية.

ويقول لـ"الاقتصادية": "إن البيتكوين ستواصل الارتفاع خلال الأشهر الستة المقبلة، وحتى إذا ما حدث ما يروج له الخصوم بأنها ستواجه الانهيار حتما، فهذا لا يعني أنها ستساوي الصفر، لكنها ستشهد تراجعا مثلما يحدث في جميع السلع".

من جهة أخرى، لا يزالأستاذ الاقتصاد الكلي دافيز آدم، وأحد أبرز الاقتصاديين المشككين في مستقبل العملات الافتراضية على موقفه، بأن الارتفاع الجاري في سعر العملة الإلكترونية دليل آخر على أننا أمام فقاعة اقتصادية ستنفجر حتما وتخلف وراءها خسائر ضخمة للمستثمرين فيها.

وحول التوقعات، بأن الأسعار يمكن أن تصل إلى 25 ألف دولار للعملة الوحدة، يقول آدم "إن مثل هذه التوقعات تأتي من قبل أشخاص منحازين تماما لعالم العملات الإلكترونية، ولهم مصلحة مالية في أن تتسلق البيتكوين السلم سريعا".

وأضاف: "هناك مشكلة حقيقية في القيام بعملية تقييم موضوعية لهذا النوع من العملات، فكيف لنا أن نقدر قيمة البيتكوين الفعلية. فالأسهم على سبيل المثال يمكن أن نقوم بتقييمها عبر إلقاء نظرة على الأرباح الماضية والمستقبلية المتوقعة، والعملات كالدولار نقيمها وفقا لسعر صرفها مع العملات الأخرى، أما العملات الإلكترونية فتفتقد كل ذلك".

ويستفسر آدم "ما معيار القيمة لديهم؟ لا يوجد. ليس لديهم أرباح، لا توجد عطاءات من قبل البنوك المركزية، وتلك المشكلات ستؤدي حتما إلى انهيار العملات الإلكترونية في وقت ما؟".

كذلك تعتقد الباحثة الاقتصادية إلين فالمينغ أن الارتفاع المتواصل للبيتكوين أعمى أبصار عديد من الأشخاص عن الوزن الحقيقي لها في سوق العملات.