رامي قسطون اسم عرفه مجال ادارة الفنادق في لبنان منذ فترة ليست بقصيرة حيث تنقل بين عدد من المؤسسات السياحية والفندقية واكتسب خبرة واسعة في عمله.

احب هذه المهنة وتخصص بها في معهد الكفاءات وتنقل بين لبنان وقطر والبحرين حتى عاد اخيراً الى بيروت وتسلّم منصب المدير العام لفندق "ميرامار" الشهير في عاصمة الشمال طرابلس.

وكان لموقع "الاقتصاد" مقابلة معه والتي تحدّث من خلالها عن تجربته الخاصة في عالم الفنادق.

- ما هي أبرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك الاكاديمية والمهنيّة؟

درست في مدرسة "الحكمة" في بيروت، ومن ثم انتقلت الى معهد "الكفاءات" حيث تخصصت في ادارة الفنادق. بعد تخرجي، بدأت العمل في فندق "فينيسا" في العام 2000. مررنا بكثير من حالات الصعود والهبوط في هذا المجال، وخاصة انه يعتمد على الاوضاع الامنية والسياسية في لبنان. كان عملي جيداً في الفندق حتى فترة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005 حيث تراجعت الأعمال بشكل كبير جداً وقمنا بمجهود كبير لاعادة العمل بطريقة طبيعية وتغيّرت استراتيجية هذا العمل حتى استطعنا تخطي هذه المرحلة. في العام 2005، انتقلت الى فندق "غراند هيلز" في برمانا حيث عملت لمدة 5 سنوات كمدير للغذاء والمشروبات، وكان تحديا لي لناحية المنافسة وجذب نزلاء للفندق الموجود في منطقة جبلية، بالاضافة الى وضع لبنان السياحي الذي كان ضعيفاً نسبياً. ومنطقة برمانا كانت تشهد تراجعاً في السياحة أيضاً.

بعد هذه الفترة، عدت الى بيروت وتحديداً الى منطقة الحمرا حيث عملت مديراً للتغذية والمشروبات في فندق "كومودور" لمدة سنتين ونصف السنة. سافرت بعدها الى قطر حيث عملت كمدير للعمليات في احد الفنادق لمدة سنة، وثم انتقلت الى البحرين لمدة سنتين حيث عملت كمدير للعمليات في احد الفنادق أيضاً. في العام 2016، عدت الى لبنان واستلمت منصب المدير العام لفندق "ميرامار" في طرابلس.

- ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية؟

ابرز الصعوبات التي واجهتني كانت سياسية وامنية منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، ومن ثم اندلاع حرب تموز في العام 2006، حيث انخفض العمل بطريقة كبيرة وخطيرة فكان عليي ان ارى صاحب العمل الذي يدفع المصاريف على مشروعه الاستثماري من جهة، وان ارى واتابع وضع الموظفين وفريق العمل الذي كان يبلغ عددهم 1200 شخص. عندها اقف في وسط الازمة وخاصة اذا كنت في منصب اداري فعليك ان ترى بعين مصاريف صاحب العمل وبعين اخرى استمرارية العمل والموظفين بشكل دائم. وهذه معايير اقتصادية وسياسية وعند كل اجتماع مع جهات امنية نطالبها بالاستقرار الامني ونحن بدورنا نقوم بعملنا.

- ما هي المواصفات التي تتمتع بها شخصيتك والتي ساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

اتصرف بطريقة واقعية على الارض واكون شفافاً الى درجة كبيرة مع الموظفين من جهة، ومع صاحب العمل من جهة اخرى. واعمل على اساس ميزانية واضحة بالارقام والحسابات. وفي النتيجة، يجب على الموظف ان يعرف لماذا نريد تخفيف عدد الموظفين بطريقة صحيحة لا تضر بسير العمل. لقد نجحنا في "ميرامار" باتباعنا طريقة عمل جديدة وهي: وجود موظفين ثابتين يعملون معي واتكل عليهم في كل شيء وهناك قسم آخر يعملون معنا بطريقة موسمية. افسّر للموظف الموسمي بأنه سيعمل خلال هذا الموسم وانا ابحث عن طلاب الجامعات وخاصة الذين يتخصصون في مجال الفندقية لكي يستفيدوا من العمل خلال الصيف او في المواسم الاخرى. ويحصل على مصروفه ويقدم للفندق خدمة من خلال العمل فيفيد ويستفيد في نفس الوقت. وهذا افضل حل برأيي.

- هل تعتبر بان حققت ذاتك ام انك لازلت تبحث عن نفسك؟

عندما اقول انني حققت نفسي فهذا يعني انني توقفت عن العمل بل على العكس ابحث دائما عن الأفضل على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد المهني.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

نقوم بتطوير العمل وافتتاح فرع ثاني لفندق "ميرامار" في طرابلس وهو مشروع ملاصق للمشروع الاول وسيكون تحت اسم "ميرامار 2". كما اني اطمح لامتلك عملي الخاص في المستقبل.

- كيف أثر عملك على علاقتك بعائلتك؟

اثر العمل على علاقتي بعائلتي خلال مراحل كبيرة وكثيرة وخاصة عندما نكون في وضع حرج على كافة الصعد فلا يمكننا ان نوظف عدد كبير من الاشخاص، وعملنا باقل ممكن من الموظفين خلال فصل الصيف وفي بعض الايام اضطر بان اكون حاضراً في قسم العمليات لاتابع العمل اليومي بشكل دقيق. ولكن اذا كان الوضع في لبنان جيداً، كنت استطيع ان اوظف عدداً اكبر من الاشخاص ويكون معي 3 مساعدين مثلاً الا انني احاول ان اخفّض المصاريف بشكل عام وان اكون متواجداً في كل الامور العملية واتابعها عن كثب واحاول ان اسيّرها بشكل طبيعي. وهذا الامر يأخذ من وقتي مع عائلتي واحاول ان اعوّضه في ايام عطلي.

- ما هو رأيك بالوضع السياحي في طرابلس وشمال لبنان بشكل عام؟

الوضع السياحي ضعيف جداً في المنطقة واذا ما قارنا العمل بين الامس واليوم نجد انه تحسّن بشكل جيد وهناك عدد كبير من الاشخاص يتشجعون على فتح اعمال في طرابلس والشمال او اقامة اجتماعات وحفلات غداء وحتى الاعراس وغيرها من المناسبات. واصبح لديهم ثقة بنا من خلال انخفاض الاسعار ومن خلال الخدمات المقدمة لهم مقارنة ببيروت.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي نمر بها في لبنان؟

الوضع ليس سهلا على الجميع. ادعو الشباب بان يكون واقعياً وليحلم باحلام واقعية على الارض. فاذا لم يستطع تنفيذ احلامه الكبيرة سينعكس الامر سلباً عليه. انصح الشباب بان ينطلقوا من الواقع كي يستطيعوا ان يصلوا الى اهدافهم.