هل تشعر بالخجل من زيارة طبيب نفسي ؟ أو البحث عن دعم نفسي ؟ .. يجدر بك ألا تفعل، إذ تشير الإحصائيات إلى أن واحدا من كل أربعة ممن حولك يعاني أو سيعاني من مرض نفسي في مرحلة ما من حياتهم.

وهذا يعني أن المرض النفسي ليس "عيبا"، وليس دليلا على الضعف، بل هو حالة يمكن أن تصيب أي شخص، وتلعب دورا فيها عدة عوامل بيئية وفزيولوجية، وتتطلب العلاج النفسي والدوائي في بعض الحالات.

وتعرف منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية بأنها حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيّف مع حالات التوتّر العادية، والعمل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلي.

ولأن مجتمعاتنا مازالت تضع الأشخاص الذين يعانون من مرض نفسي في خانة الأشخاص غير الطبيعيين، او "المجانين" كما يقول البعض ... قام كل من اللبناني جو زعرور والطبيبة النفسية د. نيكول إلياس، بتطوير تطبيق "Sympaticus" الذي يقدّم للمستخدمين خدمات العلاج النفسي من خلال هاتفهم الذكي، وعبر اخصائيين وتكنولوجيا متطورة وفعالة.

وللحديث أكثر عن تطبيق "Sympaticus"، كان لـ"الإقتصاد" هذه المقابلة الخاصة مع المدير التنفيذي في "Sympaticus" جو زعرور.

بداية ما هو تطبيق "Sympaticus"؟ وما الخدمة التي يقدمها للمستخدمين؟

"Sympaticus" هو تطبيق لبناني ذكي موجه للأشخاص الذين يحتاجون لجلسات علاج نفسية، ولعلاج بعض الإضرابات التي تتعلق بالهلع، القلق، الإكتئاب، خسارة الوظيفة، فقدان الحبيب أو أحد أفراد الأسرة، الإرهاق .. وغيرها من الأمور الأخرى التي قد يعاني منها أي شخص حول العالم.

ويعتمد "Sympaticus" على برنامج المساعدة الذاتية "Self Help Program"، وهذا البرنامج تم بناءه بالتعاون مع "London NHS"، وهو يمتد لـ 14 أسبوع ... وما فعلناه من خلال "Sympaticus" هو رقمنة (Digitise) جزء كبير من عملية العلاج النفسي، حيث أصبح جزء كبير من عملية العلاج يتم عبر التطبيق، ففي المرحلة الأولى يبدأ المريض بمشاهدة مقاطع وفيديوهات متحركة "Animation Videos"، ويتفاعل معها بطريقته الخاصة، كما يملاً المريض أيضا إستمارة تحتوي على العديد من الأسئلة التي وضعها متخصصون في مجال علاج الإضطرابات النفسية، وبناءً على ذلك يتم تشخيص الحالة بشكل دقيق، ويحدّد التطبيق برنامج العلاج الذي يناسب المريض وحالته بشكل تلقائي.

وبعد تحديد حالة المريض والبرنامج الذي سيخضع له، يصل للمريض إشعار بإسم المعالج الذي سيراقب حالته ويتابعها طوال مدة البرنامج، ويتيح له أيضا التواصل بشكل مباشر مع المعالج عبر إتصال فيديو مرئي ومسموع.

ونمتلك في "Sympaticus" العديد من المعالجين المتخصصين في أكثر من مجال.

تجدر الإشارة إلى ان المريض غير ملزم بالكشف عن هويته، فنحن مهمتنا فقط مساعدة الأشخاص على تخطي مشكلتهم النفسية.

من كان صاحب فكرة إنشاء وتطوير تطبيق "Sympaticus"؟ وما السبب الذي دفعكم لتطويره؟

أنا وشريكتي د. نيكول إلياس أصحاب فكرة إنشاء وتطوير تطبيق "Sympaticus".

د. إلياس هي معالجة نفسية، وانا اعمل في مجال تقنية المعلومات (IT) والأعمال، والفكرة بدأت عندما كنت أعاني في فترة من الفترات من مشكلة القلق (ANXIETY)، وحاولت علاج هذا الأمر من خلال الذهاب إلى معالج نفسي في عيادته، وخلال فترة العلاج بدات أفكر بتقديم حل للأشخاص الذين لا يرغبون بالذهاب إلى عيادة دكتور نفسي، أو لا يملكون القدرات المالية للخضوع إلى برنامج علاج طويل ومكلف. لذلك بدانا بالفكير في تطوير تقنية تساعد على العلاج النفسي من المنزل وبكلفة أقل بكثير، فتعاونا مع "London NHS" لتطوير هذا البرنامج.

من جهة أخرى، مازالت فكرة الذهاب إلى معالج نفسي في مجتمعاتنا مرفوضة بعض الشيء، على الرغم من أن كل شخص منا قد يحتاج إلى معالجة نفسية في فترة من الفترات .. وهنا يأتي دور "Sympaticus" الذي يسهل على الناس عملية العلاج النفسي، دون الحاجة للذهاب إلى عيادة او طبيب.

هل التطبيق متاح اليوم للإستخدام؟ وماذا عن الأسعار؟

التطبيق موجود بنسخة تجريبية الان، حيث يقوم حوالي 80 شخص بإختبار التطبيق وذلك بهدف تطويره بشكل أفضل إستناداً إلى تقييمهم وملاحظاتهم .. وبعد ذلك سيصبح "Sympaticus" متاحا للجميع مع نهاية العام الجاري.

اما بالنسبة للأسعار فنحن نعمل بطريقتين، الطريقة الاولى هي العمل مع عيادات لمعالجين نفسيين، حيث نتفق مع معالجين نفسيين لإستخدام تكنولوجيا "Sympaticus" مع مرضاهم، وذلك مقابل سعر معين، كما نتفق أيضا مع "NGO’S" لمساعدة وعلاج اللاجئين الذين يحتاجون إلى علاج نفسي.

أما الطريقة الثانية فهي تقديم خدمتنا للأشخاص الذين يحتاجون لعلاج نفسي بشكل مباشر، وهذا الأمر يتم عبر مبلغ شهري معين. ولم يتم تحديد المبلغ بعد، ولكن من المؤكد انه سيكون أرخص بحوالي 40% من الكلفة التي قد يتكبدها الشخص في حال ذهابه إلى مركز او عيادة للعلاج النفسي.

هل شاركتم في برامج تسريع أعمال في لبنان لتطوير تطبيق "Sympaticus" بشكل أكبر؟

شاركنا في أكثر من برنامج لتسريع الأعمال، ففزنا في المركز الثاني في "Arabnet Beirut"، كما كنا من بين الـ 10 الأوائل في "IMT ENTERPRISE COMPETITION"، وشاركنا أيضا في برنامج تسريع الأعمال الخاص بـ "UK Lebanon Tech Hub"، الذي ساعدنا كثيرا على توسيع شبكة علاقاتنا في لبنان والخارج.

ما رأيك بقطاع صناعة التكنولوجيا في لبنان ؟ وما الذي ينقصنا للتطور أكثر في هذا القطاع؟

لا شك ان تعميم رقم 331 من مصرف لبنان ساهم كثيرا في دفع وتطوير هذا القطاع، وهذه الخطوة كانت مميزة ولعبت دور المحرّك الذي أوقف قطاع صناعة التكنولوجيا على قدميه.

ولكن من جهة اخرى، مازال هناك العديد من المعوقات أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة التي مازالت في طور التكوين والإنطلاق، فهذه الشركات تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على التمويل. فالأموال المخصصة لهذا القطاع تذهب للشركات التي تخطت مرحلة التكوين وأصبحت موجودة فعليا في السوق، في حين ان الشركات الأخرى التي لم تنطلق بشكل كبير بعد، والتي تحتاج إلى مبالغ ما بين الـ 50 و 200 ألف دولار أميركي، تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على المال، لذلك نرى العديد من الأفكار التي تختفي بعد سنة او سنتين من إطلاقها.