حقّقت ​ديالا خضري​ حلم الطفولة عندما تخصصت في مجال الرسم، وجعلت منه مهنة لها. فكرّست حياتها لعملها الفني، كما طبعت بصمة مميزة من خلال لوحاتها ورسوماتها الفريدة من نوعها.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع الرسامة والفنانة اللبنانية ديالا خضري، للتعرف الى مسيرتها المهنية وطموحاتها المستقبلية، والنصيحة الى تقدمها الى المرأة في لبنان بالاستناد الى تجربتها العملية الخاصة.

من هي ديالا خضري؟ ولماذا قررت التخصص في هذا المجال بالتحديد؟ قدّمي لنا لمحة عن مسيرتك المهنية وعن المراحل التي مررت بها.

أنا أحب الرسم منذ أن كنت طفلة صغيرة، لذلك قررت التخصص في هذا المجال، فحصلت في العام 2002، على شهادة في الفنون الجميلة (arts plastiques)، من الجامعة اللبنانية. وبعد ذلك، دخلت على الفور، الى مجال اللوحات الزخرفية (peinture decorative)، وأتيحت أمامي الفرص للمشاركة في مشاريع عدة؛ فعملت من العام 2007 وحتى العام 2011، كـ"مديرة ورشة فنية" (Chef d’Atelier Artististique)، حيث كنت أصمم اللوحات وأرسمها على الجدران، والسقوف، والأبواب، وغيرها من القطع.

في تلك المرحلة، كنت أرسم اللوحات، لكنني لم أكن قادرة على عرضها لأن عملي يأخذ الكثير من وقتي. ولكن بعد فترة، قررت المشاركة في معارض معروفة، منها معرض "Salons D’Automne" في متحف سرسق.

في العام 2013، تعاونت للمرة الأولى مع غاليري "Art on 56th" في الجميزة، وبدأت بالمشاركة في المعارض الجماعية. وفي العام 2015، قدمت معرضي المنفرد الأول تحت اسم "Tailor – Made".

هل تمكنت من ايصال أعمالك الى خارج الحدود اللبنانية؟

أنا أتعامل مع صالة عرض محترفة وذات خبرة واسعة، لذلك فإن العمل منظم بشكل صحيح ورائع، وبالتالي من خلال هذا الأمر، تتنقل لوحاتي في بعض البلدان. ومنذ حوالي سنتين، عرضت لوحة لي في العاصمة البريطانية لندن.

لكنني لا أزال جديدة الى حد ما، في مجال اللوحات الفنية (peinture artistique)، اذ تخصصت لفترة طويلة في اللوحات الزخرفية (peinture decorative)، ولهذا السبب بدأ اسمي ينتشر مؤخرا على الساحة الفنية اللبنانية.

كيف تصفين العمل الفنيّ الذي تقدمينه الى الناس؟

عملي هو مفاهيمي في المحتوى وتصويري في التمثيل؛ اذ أن تجربتي في مجال اللوحات الزخرفية، أعطتني القدرة على العمل مع تقنيات ووسائل متنوعة. فأنا أعالج في لوحاتي الأفكار، الأشخاص، الطبيعة، والمواضيع الانتقائية بشكل عام. لكن جمال عملي يكمن في غياب إمكانية التنبؤ بالآتي.

هل تعتبرين أن المنافسة موجودة في مجال الفنون؟

أسلوبي جديد الى حد ما، وهناك عدد قليل من الأشخاص الذين يحبون هذا النوع من الفن.

وبالتالي فإن المنافسة موجودة، لكن الحظ أيضا يلعب دورا كبيرا في هذا المجال. لكنني لا أشعر الى حد اليوم بحدّة المنافسة كما لا أنزعج منها.

هل يؤمّن مجال الفن في لبنان مردودا جيدا للعاملين فيه؟ وهل هناك اقبال على أعمالك؟

بالإجمال، كل العاملين في هذا المجال يضطرون للعمل في حقل آخر، مثل التعليم وزخرفة الكتب. لكنني أحب اللوحات الزخرفية الى حد كبير كما أهوى اللوحات الفنية، وبالتالي قررت أن أسير على خطّين في الوقت ذاته، وهذا ما أدّى الى تأخري.

فأنا أعمد دائما الى التنسيق بين الاثنين، لكي لا يؤثر واحدا على الآخر، أو ينجح واحدا على حساب الآخر. اذ أسعى في النهاية، الى أن يكون اسمي معروفا كرسامة لبنانية، وليس فقط في مجال الديكور والعمل التجاري، الذي أتمسك به كثيرا لأن الرسم وحده لا يكفي.

ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل في لبنان؟

وضع البلد بشكل عام يؤثر كثيرا على مجال الفنون والرسم، فنحن نكدّ في العمل، وفي العديد من الأحيان نحصل على التقدير الكلامي فقط، في ظل غياب ملحوظ لحركة بيع.

من ناحية أخرى، أنا أعلم أن أسلوب عملي محدّد، ولا يجذب اهتمام جميع الأشخاص، لكن صبري طويل ولا أسعى أبدا الى تغيير نفسي أو هويتي، لمجرد إرضاء السوق.

كيف تصفين نفسك اليوم كرسامة وسيدة عاملة؟

أنا أتعلم دائما من الخبرات التي أكتسبها مع مرور الأيام، لكن لا أزال أعتبر نفسي مناضلة، لأنني أثابر على الدوام من أجل الوصول الى أهدافي كافة.

ما هي خطواتك المستقبلية؟

أسعى دائما الى اختبار الأمور الجديدة في هذا المجال، لذلك أعمل حاليا على لعبة فيديو. كما أحضّر لمعرضي المنفرد الذي سيُفتتح في نهاية العام 2018.

على شعرت بالتقصير تجاه حياتك الخاصة بسبب العمل؟

لم أشعر يوما بالتقصير، لأن حياتي الخاصة وعملي يمكلان بعضهما البعض.

كيف تقيمين حالة المرأة اللبنانية في أيامنا هذه؟

المرأة تقدمت حتما، فعدد رائدات الأعمال اللبنانيات بات واسعا، كما أنه يتزايد أكثر فأكثر يوما بعد يوم؛ وهذا الأمر مهم وأساسي.

من قدم لك الدعم في مسيرتك المهنية؟

حصلت على الدعم من أهلي وأصدقائي، كما أنني ألقى تشجيعا واسعا من الجميع منذ أن كنت صغيرة.

نصيحة الى المرأة.

أنصح المرأة أن تقوم دائما بما تحبه.