استضافت ندوة "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقر الإذاعة في أدونيس، مع المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "ما هي إستراتيجية الهيئات الإقتصادية بعد خيار تمويل السلسلة من الضرائب مجدداً؟ ... الإنسان أولا برنامج إصلاحي إنتخابي، فأي عوائق أمامه؟ ولبنان الأفضل هل يصبح واقعاً؟" .. رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار ورئيس مجموعة "اندفكو" المهندس نعمت افرام.

وفي البداية قال افرام أن "المجتمع لا يجب ان يُبنى على أنقاض الإنسان، والمؤسسات لا يجب ان تُبنى على أنقاض الإنسان، فالإنسان ليس مجرد رقم، وكل إنسان بمفرده يمكن أن يكون فريداً من نوعه .. فالله خلق كل إنسان بخصائص ونِعم معينة يمكن التعامل معها بالطريقة الصحيحة والإستفادة منها ... من هذا المنطلق يجب طرح السؤال التالي: ما سبب وجود الأوطان؟ ولماذا الإنسان إخترع الأوطان ؟ ... السبب الرئيسي وراء ولادة الأوطان هو حماية الإنسان وتحقيق ذاته، وإذا نظرنا إلى أنفسنا اليوم نرى أننا بعيدين جداً عن هذا الهدف في وطننا لبنان .. فلقد أضعنا الهدف، وأصبح الهدف وسيلة والوسيلة هدف، واصبح الإنسان هو الوسيلة في حين أنه يجب أن يكون الهدف، وفي المقابل أصبحت السياسة هي الهدف بدلاً من ان تكون هي الوسيلة".

وتابع "لذلك إنتفضت، وقلت بأننا إذا أردنا ان نستمر كلبنانيين يجب أن نسعى لكي يكون هذا الوطن مناسب لنا ولطموحاتنا، فلا يجب إعتبار الإنسان في لبنان بمثابة وقود أو خشب يتم حرقه فقط .. وذلك من أجل أهداف سياسية ضيقة. فالوطن هو مساحة للمواطن لكي ينمو ويشعر بالأمان ويحقق ذاته .. فالمجتمع هو عبارة عن حقل نزرع فيه الإنسان لكي يكبر وينمو، فهذا هو دور الوطن .. والأوطان التي تقدر على تحقيق ذات أبنائها وشبابها ستخسرهم، ونحن في لبنان خسرنا الكثير من الشباب ومن المواطنين ومن العقول والأدمغة، لأن لبنان خذلهم، فإتجهوا نحو دولاً قادرة على تحفيز طاقاتهم وتحقيق ذاتهم".

وفي سؤال للزميلة خداج عن إمكانية تحقيق هذه الرؤية في لبنان، خاصة أن في هذا البلد، الكرسي والمصالح أغلى من المواطن، كما أن المواطن اللبناني لم يعد لديه ثقة بوطنه .. إعتبر إفرام أن "المشكلة هي في المواطن اللبناني الذي سمح بوصول الأمور إلى هذا الحد، ولكن انا ما اعرفه ومتأكد منه بأن اللبناني الجميل والنظيف والمنتج والمبدع .. فأنا لا أقبل بهذا الواقع الموجود اليوم، وأسعى إلى تغييره، والأمل هو في المواطن اللبناني المحترف والناجح والمتفوق".

وأضاف "من غير المقبول أن يكون اللبناني في الخارج متفوق ومبدع، ويبهر العالم اجمع في إنجازاته ونجاحاته، ويبقل بنفس الوقت أن يبقى بلده على هذا الشكل ... عندما ننظر إلى القطاع الخاص اللبناني في الداخل والخارج لا نجد سوى النجاحات والإبداعات، ولكن عندما نقترب من القطاع العام، نجد كل ما هو سيء، فنرى كل الفساد وكل حثالة التنفيذ، والسؤال لماذا؟".

ولفت إلى أنه "في القطاع العام هناك البعض القليل من الأشخاص الجيدين الذين يكافحون من أجل التحسين والتقدم وتغيير الواقع ويحملون لواء القيم .. لذلك أعتقد أنه على اللبنانيين التحرك سريعاً لأن هؤلاء لن يستطيعوا الصمود أكثر في هذه الأجواء ... لذلك أعتقد ان صرخة (الإنسان أولاً) يجب أن تجمع الخيّرين في هذا البلد، وكل من هو مؤمن في هذا الوطن".

وإعتبر إفرام "انه إذا كان هناك 90% من المجتمع يقومون بالأخطاء، و10% فقط يقومون بكل ما هو صحيح ومطلوب، فهذا لا يعي أن الـ 90% على حقّ .. فالخطأ والصح لا تخضع للعدد، كما أنها لا تخضع للديمقراطية أيضا ... فالصح اليوم هو ان يكون لبنان بلد القيم، وأن يشبه أبناءه فعلاً، وأن يكون أيضاً من صناعة أبنائه".

وتابع في موضوع ترشّحه لمقعد نيابي في منطقة كسران "إنه إن لم نطلق الصرخة فلن يلبينا أو يسمعنا أحد .. ونحن نعتبر أن كسروان يجب أن تكون سبّاقة، فدائماً كانت هذه المنطقة المثل الأعلى والسباقة في كل شيء في لبنان الحديث ... فؤاد شهاب خلق من كسراون دولة، ومن هذه الدولة لؤلؤة، وليس صدفة ان تحتوي كسروان على عدد كبير من الجامعات، والمرافق والمواقع الدينية .. وكل هذه الأمور تضع على عاتقنا مسؤوليات كبيرة".