خمسة عشر عاماً فقط كانت تكفي لجعلها أصغر ​رئيس بلدية​ على الكرة الأرضيّة، المفارقة هنا هو صغر سنّها إلّا أنّ اكثر ما يلفت في الموضوع هي "التاء المربوطة" المؤنّثة في هذا المنصب الرسمي، والتي جعلت من المرأة العربية في العالم تحتلّ مركزاً في هذا السن "المراهق" يتفوّق على الرجل وخاصّة أنّها مسؤولة عن بلدة تضم 9 آلاف نسمة.

تعود الفلسطينية بشاير عثمان إلى مدرستها بحسب التقارير  التالية التي نضعها بين ايديكم، بعدما قضت عطلة الصيف بمبادرة من السلطة الفلسطينية مع عالم الكبار، لتتلقّى دروساً في التربية الوطنية والتنشئة المدنية بخصوص منصبها كرئيسة بلدية مؤقتة لمدّة شهرين في منطقة علار -إحدى بلديات الضفة الغربية-وذلك تحت اشراف رئيس البلدية فيها علار ​سفيان شديد

وبدأ المشروع الذي وصلت من خلاله بشاير إلى منصبها بعد أن قرّر رئيس البلدية تبني برنامج يهدف إلى تقوية ملكات ومواهب الشباب، وتولت بشاير في إطار هذا البرنامج منصب رئاسة البلدية لشهرين كاملين قامت خلالهما بكتابة الخطابات وتوقيع الوثائق وترؤس الإجتماعات وحضور الفعاليات المدنية، فضلاً عن اللقاءات مع المواطنين.

كما تدربّت على كيفية التعامل مع الموظفين ورواتبهم وكيفية احتساب الضرائب والتأكد من جمعها، وتعرض التقارير التالية قيام ​رئيسة البلدية​ بجولة ميدانية حيث تلتقي مواطناً يحدثها عن الكارثة التي ألمت بالحي وهي غياب الكهرباء، وتعطل المولّد الكهربائي الذي يتوجب إرساله إلى إسرائيل للتصليح. كما تتأكد في السوبرماركت من أنّ الطعام غير فاسد. كما تسأل الشرطة عن تجربتها مع نائبيها الشابين في البلدية، ليجيبها قائد المركز إنّها تجربة مفيدة جداً يجب تعميمها ونحن على استعداد للتعاون معكم.

بشائر مسؤولة عن تزويد ستة قرى بالكهرباء والمياه، كما تدير 21 موظّفاً مصنّفاً فضلاً عن سبعة عمّال في نظام العقود، كما تلفت التقارير الى معارضة بعض الناس لبشاير كونها فتاة صغيرة في مجتمع ذكوري تتولى أعلى منصب في بلدتها.

من جانبه يرى شديد أنّ تجربة بشاير أفادته شخصياً حيث لفتت انتباهه بشكل أكبر إلى احتياجات الأشخاص المعوقين بالذات.