إستغلّ صاحب أحد المطاعم ثقة رجل أعمال كبير به، وأقنعه بأهمية مشاركته في تأسيس شبكة مطاعم واسعة، تتوزّع فروعها بين ​بيروت​ ومدينة ​دبي​ في الامارات العربية المتحدة، وتحقيق الأرباح الطائلة، ليتبيّن أن رجل الأعمال وقع ضحية عملية احتيال محبوكة باحكام، استطاع خلالها شريكه الاستيلاء على أمواله، وسحب مبالغ كبيرة من حسابه، قبل أن يتوارى عن الأنظار ويختفي بشكل نهائي.

مشكلة رجل الأعمال كريم السوقي، الذي يعدّ متمولاً كبيراً ويعمل مع والده في مجال البناء والمقاولات، في دولة الامارات العربية المتحدة ويقيم فيها بشكل دائم، بدأت أثناء وجوده بإجازة في لبنان، حيث تعرف على المدعى عليه هاروت دمرجيان، الذي يستثمر مطعماً للسندويشات في محلة الحمراء، ومرّة بعد أخرى تجدد اللقاء الى أن توطدت العلاقة بينهما، ولما أدرك هاروت أنه نال ثقة كريم، أوهم الأخير بخبرته في عالم المطاعم وكيفية استثمارها وتحقيق الأرباح، وأعرب له عن حاجته الى من يمول مشروع تكبير مطعمه في الحمرا، وأخذ يغريه بجدوى هذا المشروع، والأرباح السريعة التي سيحققها، مبدياُ استعداده لمشاركة المدعي (كريم السوقي) في هذا المطعم، وبالفعل تمكن من اقناعه بجدوى المشروع بعد أن أدخل في ذهنه أملاً كبيراً في الربح.

ما إن وافق رجل الأعمال على مشاركة هاروت، إعتذر الأخير عن المشاركة أنه يستثمر مطعمه كمؤسسة تجارية، وأن من شأن المشاركة أن تؤدي الى فسخ عقد الادارة الحرّة، وفي نهاية الأمر أقنعه بأن تتم المشاركة بشأن هذا المطعم بالذات بموجب عقد ذي توقيع خاص يوقع بينهما، يدفع بموجبه المدعي الى المدعى عليه مبلغاً من المال على أن يقوم الأخير باعادته اليه بتاريخ محدد، بالاضافة الى ربح مقطوع يدفع شهرياً، على أن يتم تأسيس شركة بينهما تعود اليها ملكية أي مطعم آخر من المطاعم، التي سوف يستثمرانها على الأراضي اللبنانية وخارجها.

وبالفعل وقع الاثنان على عقد اتفاق يقضي، بأن يدفع كريم السوقي الى شريكه مبلغاً وقدره 100 ألأف دولار مقسماً الى ثلاث دفعات، واتفق الفريقان أن يعيد المدعي عليه الى المدعي هذا المبلغ على ثلاث دفعات متساوية بتاريخ 2 كانون الثاني من الأعوام 2015 و2016 و2017.

لم يتوقف المشروع التجاري بين الطرفين على مطعم هاروت فحسب، إذ سرعان ما أسسا شركة محدود المسؤولية، تدعى شركة "أتش أند كي فود سيرفيسز ش. م. م H&K Food Services S.A.R.L تسجلت في السجل التجاري في جبل لبنان، برقم 117965 ــ تاريخ 13 شباط 2014، ووإمعاناً في مشروعه الاحتيالي، ولكسب مزيد من الثقة، بدأ المدعى عليه يدفع الأرباح الشهرية المتفق عليها للمدعي البالغ قدرها 833 دولاراً أميركياً شهرياً، وذلك عن المبلغ المدفوع للمدعي عليه في مطعم هاروت في الحمراء.

بعد إنجاز الاتفاق التجاري في بيروت، استطاع هاروت كسب ثقة المدعي، فبدأ بمحاولات اقناعه بوجوب استغلال علاقاته في امارة دبي وفتح فرع واسع لمطعم هاروت هناك، حيث تمكن من السفر الى دبي، بعد أن استحصل له المدعي على كافة الأوراق اللازمة، وقام مع أحد الكفيل الاماراتي (محمد. ب)، بالاستحصال على رخصة تجارية باسم مطعم هاروت صادرة عن امارة دبي، فلم يتردد كريم بتجهيز المطعم بكل مستلزماته، وسلم ادارته الى المدعي عليه، وما هي الا ايام حتى أدرك رجل الأعمال أنه كان ضحية عملية احتيال واساءة أمانة، وقد اكتشف لدى عودته من دولة قبرص الى دبي، بأن المدعى عليه توارى عن الأنظار وقام باقفال معطم هاروت في الحمراء، كما أنه استغل الادارة التي كان قد أعطاها له في مطعم هاروت في دبي، وصلاحية السحب من الأموال، وقام بعدة عمليات سحب نقدية بصورة يومية، مستخدماً بطاقة الائتمان العائدة للشركة، حيث قام باختلاس مبالغ على دفعات، الأولى بمبلغ 15 ألف درهم، والثانية خمسة آلاف درهم والثالثة 120 ألف والرابعة 42 ألف درهم، بالاضافة الى مبالغ أخرى قام باختلاسها خفية.

قاضي في بيروت فريد عجيب، الذي وضع يده على القضية، اعتبر أن المدعى عليه أقدم عن طريق المناورات الاحتيالية، على حمل المدعي على تسليمه مبلغاً من المال موهماً اياه بأن هذا المبالغ سوف تستخدم في تكبير مطعمه في الحمراء، وأن من شأن ذلك أن يدر عليه الأرباح الوفيرة، وخلص الى الظّن به بجنحة المادتين 655 و672 من قانون العقوبات، اللتان تصل عقوبتهما الى السجن ثلاث سنوات، وأحال الملف على القاضي المنفرد الجزائي في بيروت للمحاكمة.