يقولون أن "الوسيلة الوحيدة للنجاح هي الاستمرار بقوة حتى النهاية"، و​جولي كوبيليان​ طبّقت القول بالفعل. فهي تخلّت عن مهنتها الخاصة، وانضمّت الى زوجها، ليؤسسا معا مسيرة مهنية ناجحة في تصميم الاكسسوارات تحت اسم "Juliart". والى جانب النجاح المهني الذي حقّقته بفضل إرادتها الكبيرة وإصرارها، نجحت أيضا في التوفيق ما بين حياتها العائلية والمهنية، وهي تحاول يوميا، قدر المستطاع، أن تفي المجالين حقّهما، ولو جاء الأمر أحيانا على حساب وقتها الخاص وراحتها.

فلنتعرف معا الى مسيرة كوبيليان في هذه المقابلة الخاصة لـ"الاقتصاد":

- أين كانت البداية؟ وكيف قررت الدخول الى مجال تصميم الاكسسوارات؟

بدأت بالعمل في هذا المجال مع زوجي منذ حوالي تسع سنوات، وقبل ذلك كان هو يصمّم المجوهرات للشركات المتخصصة بالذهب والألماس، لكن عندما قرر أن يبدأ بالتصميم لنفسه، تخليت عن عملي في التجميل والماكياج، وبدأت بالعمل الى جانبه، وأطلقنا معا العلامة التجارية "Juliart".

- الى من تتوجه "Juliart"؟ هل أن تصاميمكم بمتناول الميزانيات كافة؟

لدينا تصاميم تتوجّه الى المراهقات، وأخرى مخصصة للنساء، كما لدينا قطع لكل يوم، وأخرى للمناسبات (مثل التيجان، والاكسسوارات الخاصة بالشعر،...). وبالتالي فإن "Juliart" تستهدف كل الأعمار والميزانيات أيضا.

- الى أي مدى تساعدكم وسائل التواصل الاجتماعي على نشر تصاميمكم بين الناس؟

بالطبع، إن هذه الوسائل تساعدنا الى حدّ كبير، فنحن نركز كثيرا على "انستغرام" و"فيسبوك" لكي تصل تصاميمنا الى أكبر شريحة ممكنة من الناس.

- هل وصلت "Juliart" الى خارج الحدود اللبنانية؟

نعم، لقد تمكنّا من القيام بهذه الخطوة، وبات لدينا اليوم مورّدين ثابتين في الكويت، دبي، وقطر.

- كيف تواجهين المنافسة الكبيرة الموجودة في مجال تصميم الاكسسوارات في لبنان؟

المنافسة واسعة حتما في هذا المجال، لكن اكسسواراتنا مميزة وذات جودة عالية؛ فنحن نصمم وننفّذ من الألف الى الياء، وتصاميمنا تبدأ من الشمع وتنتهي في المشغل، وبالتالي نقوم بجميع المراحل بأنفسنا، ولا نستعين بمساعدة أحد من الخارج.

ولهذا السبب، نقدم القطع الفريدة من نوعها، ونسعى دائما الى ابتكار التصاميم الجديدة والمبدعة؛ وفي الآونة الأخيرة استوحينا تصاميمنا من الطبيعة، واستعنا بأشكال أوراق الأشجار الحقيقية.

- من قدم لك الدعم الأكبر في مسيرتك؟

زوجي هو الداعم الأكبر، لأنه المصمم والعقل المدبر وراء "Juliart". وبالتالي هو يدعمني وأنا بدوري أدعمه، لكي نسير دائما الى جانب بعضنا البعض.

- ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك خلال العمل؟

لقد واجهت تحديا كبيرا لأنني ربة منزل وأمّ لولدين، وبالتالي عليّ التنسيق بين العمل والمنزل. لذلك عمدت الى تقسيم وقتي بطريقة عادلة: نصف اليوم للعمل، والنصف الآخر للأولاد والعائلة.

- أين ترين عملك بعد 5 سنوات؟ وما هي مشاريعك المستقبلية؟

نحن نسعى لكي تكون علامتنا التجارية معروفة على صعيد أكبر، ونعمل حاليا على تحقيق هذا الهدف. لكننا نحبّذ التقدم خطوة بخطوة، اذ أننا نؤسس منذ فترة لهذا المشروع، ونتمنى أن نستكمل المسيرة بنجاح وثبات.

- برأيك، هل تقدمت المرأة في سوق العمل اللبناني؟

نعم، المرأة تقدمت حتما، لأن السيدة اللبنانية طموحة دائما، فحتى ولو كان هدفها صغيرا أم كبيرا، تسعى بكل جهدها لتحقيقه. وإن كانت متعلّمة أم صاحبة موهبة أو هواية، تعمد المرأة اللبنانية دائما الى تحقيق أحلامها.

وحتى ولو واجهت في حياتها صعوبات تجبرها على التراجع عن طموحها، تعود بعد فترة للانطلاق مجددا، وتقدم كل ما تستطيع من جهد من أجل الوصول الى هدفها؛ وهذه الصفة الموجودة في داخل المرأة اللبنانية هي حتما رائعة للغاية.

- هل تعتبرين أن القوانين غير العادلة بحقها تؤثر على نشاطها وحياتها؟

اذا أردنا مقارنة لبنان مع بلدان عربية أخرى، نرى أن وضع السيدة اللبنانية أفضل من سيدات عربيات أخريات.

لكن من ناحية أخرى، عند المقارنة مع البلدان الأوروبية، حيث تتمتع المرأة بالحقوق الكاملة، نرى أن السيدة اللبنانية متأخرة وبحاجة الى المزيد من الدعم.

فالعقلية الشرقية تسيطر على المرأة وعلى حياتها، ومهما عملت ووصلت بطموحها وتفكيرها، يبقى هناك أمر خفيّ يحطّم أجنحتها. لذلك، يجب أن تحظى بدعم أكبر، لأنها تتمتع بطاقات كبيرة للعطاء، وعندما تعطي يكون عطاءها من كل قلبها لأنها طموحة ومثابرة ومصرّة.

- ما هي النصيحة التي تودين إيصالها الى المرأة؟

أنصح المرأة أن لا تستسلم أبدا، بل تسعى الى تحقيق أهدافها في هذه الحياة. فاذا رأت أن نجاحها ممكن في خطة معينة أو هدف معين، أشجعها على المثابرة حتى النهاية، مهما كانت النتيجة؛ فاذا نجحت تكون قد حققت أهدافها، واذا لم تنجح تكون قد تعلّمت واكتسبت الخبرات.