نظّمت ​وزارة الصناعة​ بالتعاون مع معهد البحوث الصناعية والسفارة السويدية في لبنان والمجلس الوطني للتجارة في السويد ورشة عمل في المعهد عن " كيفية زيادة الصادرات اللبنانية الى السويد" لا سيّما في مجال الصناعات الغذائية والمشروبات الروحية، بمشاركة المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون، المدير العام لمعهد البحوث الصناعية د. بسام الفرنّ، السفير السويدي في لبنان يورغن ليندستروم، محمد ابو حيدر ممثلاً وزارة الاقتصاد والتجارة، عدد من المسؤولين في وزارة الصناعة والمعهد وخبراء من السويد وصناعيين. وهذا النشاط هو الأول من نوعه على صعيد تبادل الخبرات وتفعيل العلاقات الاقتصادية والتبادلية بين لبنان والسويد.

أكد الفرنّ في كلمته على دور المعهد في مساعدة القطاع الصناعي اللبناني، ومساهمته في رفع مستوى انتاجيته وفعاليتها وتطوير الاقتصاد الوطني ككلّ. وتحدّث عن توسّع نشاطات المعهد منذ التسعينات على صعيد تقديم الخدمات الاستشارية والأبحاث التطبيقية والفحوص المخبرية والتدقيق والمراقبة ونظم شهادات المطابقة، عبر مراكزه المتخصّصة وهي المركز اللبناني – الاوروبي للتحديث الصناعي ومركز الابتكار والتكنولوجيا والمركز اللبناني للانتاج الأنظف، اضافة الى المختبرات التي نتيجة اعتمادها عالمياً تغطّي أكثر من 400 طريقة متنوّعة من الفحوص المخبرية المعترف بها عالمياً.

وأوضح أن المعهد بالتعاون مع وزارة الصناعة والاتحاد الاوروبي ومنظمة يونيدو نفّذ تقنياً برنامج MedTest II الذي هدف الى دعم ثماني مؤسسات جديدة في قطاع الغذاء، داعياً الى التعاون من أجل وضع ركيزة صلبة ومتينة تؤسس لتعزيز الصادرات اللبنانية الى السويد لا سيما في مجال الصناعات الغذائية.

وبدوره، رأى السفير السويدي أن ورشة العمل هذه تأتي نتيجة التزام بلاده في التجارة العالمية بناء على قناعة بأن التجارة باستطاعتها المساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي، معطياً مثلاً على ذلك السويد التي تحوّلت من بلد زراعي فقير في القرن التاسع عشر الى أحد أكثر البلدان المتطورة في العالم.

وأعلن أن مواضيع البحث ستتناول البنى التحتية لسلامة الغذاء والبنى التحتية لتطوير التجارة العالمية.

وتحدّث عن زيادة مساهمة الدعم السويدي للبنان، كاشفاً عن قرب فتح سفارة للسويد في لبنان، وانتقال المقر الاقليمي للوكالة السويدية للتعاون الدولي "سيدا" مؤخراً الى بيروت. وقال: " نركّز غالبية عملنا على الازمة السورية وعلى انعكساتها في الداخل السوري وفي البلدان المجاورة مثل لبنان. وتعترف السويد بالوضع الصعب للشعب السوري كما للمجتمعات المضيفة. وساهمت السويد سنوياً بأكثر من 500 مليون كرونا سويدي في مساعدات انسانية مباشرة للأزمة السورية، ومنذ العام الماضي طوّرت السويد استراتيجية للسنوات الخمس المقبلة للأزمة السورية تقوم على تخصيص مليار وسبعماية مليون كرونا سويدي على مستوى المنطقة.

كما نوّه جدعون بهذه المبادرة كونها الأولى من نوعها بين لبنان والسويد على صعيد تنظيم ورشة عمل مع المجلس الوطني للتجارة في السويد. وهي تهدف إلى الاطلاع على القواعد والشروط والمعايير والمواصفات التي تسهّل انسياب السلع اللبنانية الى السويد.

واكد أن الصناعي اللبناني يحتاج في ظلّ الازمة الاقتصادية العالمية وفي ظلّ الحرب القائمة في المنطقة الى التفتيش عن أسواق جدبدة لتسويق انتاجه فيها. وتبيّن نتيجة الاحصاءات والدراسات ونتيجة مشاركة خبراء اقتصاديين ومهندسين في وزارة الصناعة بدورات تدريبية متخصّصة في السويد عن حاجة هذا البلد لمنتجات تصنّع في لبنان. ومن هنا تكوّنت الفكرة بتنظيم ورشة العمل هذه واشراك صناعيين في قطاع الصناعات الغذائية والمشروبات الروحية فيها للاستماع مباشرة الى الخبراء السويديين الذين سيستعرضون الطرق والوسائل والقواعد التي تسمح بدخول السلع الاجنبية الى السويد.

وتمنّى على الصناعيين الاستفادة وأن يثمر هذا اللقاء ويؤسس لعلاقات تبادلية أقوى بين لبنان والسويد.