تخصص في مجال إدارة الأعمال والتسويق وتنقل بين وظائف عدة كسب منها خبرة واسعة في مسيرته المهنية. وبعد فترة ليست بقصيرة تسلم إدارة منتجع سياحي شهير في منطقة البترون من والده الذي قرر أن يتقاعد. فطوّر العمل ووسعه وجعل منه منتجعاً عصرياً يقصده الآلاف من المواطنين اللبنانيين والسياح العرب والأجانب خلال فصل الصيف، حيث كان رائداً في مجال النشاطات البحرية.

وللإضاءة أكثر على تجربته الغنية كان لموقع "الإقتصاد" لقاء مع مدير عام منتجع "Sawari" في البترون طوني فرنجية:

- ما هي أبرز المحطات في حياتك الأكاديمية والمهنية؟

تلقيت دروسي في مدرسة " نورث ليبانون كوليدج" في زغرتا، ثم انتقلت إلى جامعة سيدة اللويزة حيث تخصصت في مجال إدارة الأعمال والتسويق، ومن ثم انتقلت إلى جامعة الروح القدس في الكسليك حيث أكملت دراستي وحصلت على ماسترز فيها. وبعد أن حصلت على شهادتي الجامعية من "NDU"، بدأت العمل في مجال الإستيراد والتصدير، وهو بعيد كل البعد عن تخصصي الجامعي، حيث كنت أستورد لوحات فنية زيتية وأقوم ببيعها، وكان لديّ شريك في العمل الذي استمرّيت فيه لمدة ست سنوات. وفي الوقت نفسه، كنت أدرس لنيل الماسترز من جامعة الكسليك. بعدها، انتقلت إلى شركة لبيع الألومينيوم حيث عملت كمدير للمبيعات فيها لمدة ثلاث سنوات وكان عليي أن أسافر لمتابعة عملي؛ حيث إن الشركة كانت تبيع الألومينيوم إلى الخارج. وبعد هذه السنوات، قرر والدي خليل فرنجية، وهو مؤسس منتجع "سواري" في البترون، أن يتقاعد، وطلب مني أن أنضم إلى فريق العمل، وهكذا كان فانضميت في العام 2008 واستلمت الإدارة، وبدأنا العمل وطورته مع شقيقي، وأضفنا إليه الكثير من الأمور بشكل سنوي حتى اليوم. استلمت منتجعاً قديماً من الناحية العمرانية ومن الناحية التقنية. فقمنا بإجراء صيانة كاملة على المنتجع في الأماكن العامة، وطورنا المسابح الموجودة بشكل حديث وعصري، كما عملنا على صيانة الداخل وتطويره أي الشاليهات والكابينات واللوبي والبانغالو وأضفنا تحسينات جديدة عليها، وقمنا ببناء كابينات وشاليهات جديدة، وأضفنا مساحات جديدة على مستوى البحر.

- ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتك المهنية؟

إذا لم يكن هناك وجود للعمل فلا وجود للصعوبات، فقد واجهت صعوبات مالية بالدرجة الأولى، وخاصة عندما كنت أريد أن أبدأ بالأعمال في المنتجع وهناك نقص في المال وهذا شيء مزعج، بالإضافة إلى مسألة الوقت، لأننا نكون مقبلين على موسم الصيف وعلينا أن نكون قد أنهينا كل الأعمال التي قد بدأنا بها من قبل. كما واجهت بعض الإنتقادات من الناس ولكنني تخطيتها وأكملت العمل وكافحت للوصول إلى أهدافنا.

- ما هي المواصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

أنا من النوع الذي يغامر في عمله ويحارب كي يصل إلى هدفه، حيث إنني حمل قلباً قوياً ولا أكترث لأحد، وأنا متشبّث برأيي دائماً وأعمل بجد لأصل إلى هدفي.

- كيف تقيّم الوضع السياحي في لبنان عامة و في منطقة البترون خاصة خلال فترة الصيف الحالية مقارنةً مع الأعوام الماضية؟

نحن عادة نقوم بتطوير المنتجع من أجل زيادة العمل. أما هذه السنة فلم نشهد أي تحسنٍ في العمل كما كنا متوقّعين، ولكنه لم يتراجع كما حصل عند الآخرين. هناك عاملان مسؤولان عن هذا الموضوع: التطور الذي نقوم به في المشروع، والثاني هو الإزدهار السياحي والبحري الذي تشهده البترون، خاصة أن كل الناس يتوجهون إليها بسبب نظافة مياه بحرها. كل هذه العوامل التي عملنا عليها من خلال وسائل التواصل الإجتماعي وغيرها أدت إلى محافظتنا على مستوى العمل نفسه الذي كان في السابق وعدم تسجيل تراجعات وخسائر.

- هل أبعدك عملك عن عائلتك؟

الميزة في هذا المجال من العمل أنه موسمي ولمدة أربعة أشهر فقط، ومن ثم يعود الإنسان للإهتمام بعائلته أكثر. وخلال هذه الفترة من السنة لا أرى عائلتي بشكل منتظم رغم أنهم يقطنون إلى جانبي في المنطقة ولا يؤثر هذا العمل كثيراً على علاقتي بهم، لأني أعمل على أن أعطيهم الوقت الكافي لهم رغم كل الظروف.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

كان عملي في مجمع "سواري" خبرة كبيرة لي في مجال السياحة والضيافة وقمنا بتطوير الكثير من الأعمال فيه، ووصلنا إلى مرحلة لا يمكننا أن نطور أكثر، ولذلك نفكر في مشاريع أكبر شبيهة بالسواري، هي مشروع شاليهات صديقة للبيئة ومبنية من الخشب مع مكان مخصص للأعراس، وأفضل أن يكون في منطقة البترون لأنه يكون قريباً مني لكي أستطيع أن أدير مشروعين في الوقت نفسه.

- ما هي برأيك المقومات التي يجب أن يحصل عليها الإنسان لتأسيس مشروع معين؟

من يريد ان يعمل في أي مجال يرغبه عليه أن يؤمن فيه حتى لو أنه لم يملك شهادة جامعية، وهذا شيء غير ضروري، بل ذلك يساعد على التقدم في العمل وتطويره. المثابرة والتضحية ومحبة العمل هي العوامل الأساسية لتأسيس مشروع معيّن. فمثال ذلك: من يريد أن يفتتح فرناً للمناقيش ليس بحاجة إلى شهادة جامعية، بل طموحه ومثابرته وتضحيته توصله إلى إنشاء فروع أخرى وتكبير عمله.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني؟

هناك مشكلة أعاني منها وهي في التوظيف حيث إنني طلبت موظفة لعمل معيّن في المنتجع منذ فترة ولم أجد حتى الساعة من يرغب بهذه الوظيفة، وأنصح الشباب والصبايا بأن يبقوا في لبنان ويعملوا فيه، وأن يبدأوا من الصفر، وليس من الضروري أن يكونوا مدراء فوراً، فإذا أراد الكل أن يكونوا مديرين فلن نجد أحداً يعمل، فعلى الشباب البدء من الصفر وخطوة خطوة سيصلون إلى مبتغاهم، وكل ما يعملون به يصبح تجربة مهمة لهم، وهذه التجربة عليهم أن يدفعوا ثمنها من خلال تخصيص وقتهم لها وغيره، الأمر الذي يساعدهم على التقدم في العمل وتلقي عروضات عمل من الشركات. وإذا كان الشباب يحب بلده الأم هناك الكثير من الأعمال التي يمكن له أن يعمل فيها ويجني مالاً كثيراً ويبقى أفضل من فكرة السفر إلى الخارج ومواجهة مشاكل كثيرة في بلدان الإغتراب.