الحصول على جليسة أطفال (Babysitter) لديها الخبرة الكافية ويمكن الوثوق بها أصبح مأزقاً تعاني منه كل أسرة، خاصة بعد أن فرضت ظروف الحياة خروج كل أفراد الأسرة للعمل، والبقاء لساعات طويلة خارج البيت، وأصبح الأطفال الصغار غير قادرين على التواجد بمفردهم في المنزل لساعات طويلة، مما يزيد من أعباء الأم العاملة.

لذلك قررت الشابة اللبنانية-البريطانية أنجيلا سولومون حل هذه المشكلة، وتسهيل عملية إيجاد جليسة منزل موثوق بها، ولديها الخبرة الكافية في هذا المجال، فأطلقت المنصة الإكترونية "Jaleesa"، التي يمكن من خلالها إيجاد الجليسة المناسبة لأي عائلة، كما تساهم هذه المنصة في الجهة المقابلة بتأمين فرص عمل لسيدات قادرات على العمل كمربيات.

وللحديث أكثر عن هذه المنصة، وعن السبب الذي أدى إلى إنشائها وتطويرها .. كان لـ"الإقتصاد" هذه المقابلة الخاصة مع المدير التنفيذي لـ"Jaleesa" أنجيلا سولومون.

بداية ما هي منصة "Jaleesa"؟ وما الخدمة التي تقدمونها؟

"Jaleesa" منصة إلكترونية تعمل على مساعدة الأهل لإيجاد جليسة أطفال "Babysitter" موثوق بها وعلى قدر المسؤولية.

فـ "Jaleesa" تحل مشكلة الآباء والأمهات، والمتمثلة بالعثور على جليسة أطفال موثوق بها بشكل سهل وسريع. فالكثير من الأهل اليوم يعتمدون على أفراد الأسرة الآخرين لرعاية أطفالهم، ولكن في الكثير من الأحيان لا تكون هذه الطريقة فعالة، فيتجهون للبحث عن جليسة أطفال قادرة على رعاية اطفالهم والبقاء معهم لاوقات طويلة.

وهنا يأتي دور "Jaleesa" لإيجاد الحل من خلال خطوات سهلة وسريعة، حيث يختار الوالدين الشخص المناسب لهم من خلال الموقع، كما يمكنهم دفع التكاليف "Online" أيضاً.

في الجهة المقابلة هناك عدد كبير من السيدات في لبنان الذين يرغبون حقا في العمل، وهم غير قادرين على إيجاد وظيفة ... "Jaleesa" يؤمن لهم فرصة لإيجاد عمل، حيث نقوم بتدريب وتوظيف عدد كبير من النساء من جميع المناطق.

من كان صاحب الفكرة ؟ وما الذي دفعكم لتطوير وإنشاء "Jaleesa"؟

والدي لبناني، لكنني نشأت في المملكة المتحدة، وقد جئت إلى لبنان قبل ست سنوات كدبلوماسي بريطاني. وعندما انتهت فترة عملي في السفارة، شعرت أنني لن أتمكن من مغادرة هذا البلد، خاصة أنه لا يزال يواجه الكثير من المشاكل. أردت أن أساعد على خلق فرص العمل هنا حتى يتمكن الناس من كسب المال لدعم أنفسهم في هذه الأوقات الصعبة.

وقبل سفري بفترة، كنت على وشك الخروج لتناول العشاء مع صديقة لي، لكنها إتصلت بي لإلغاء الموعد بسبب أن جليسة الأطفال التي تعمل لديها مريضة ولا يمكنها أن تأتي، وبدلا من الخروج قضينا طيلة فترة المساء مع الطفل وهو نائم في السرير، ومن هنا بدأت فكرة "Jaleesa".

بعد بضعة أسابيع ذهبت إلى "هاكاثون"، والتقيت بحسن بايلون، مطوّر التطبيق الذكية، حيث عملنا سوياً على النموذج الأول لـ "Jaleesa".

وكانت ستيفاني دارك تايلور في "هاكاثون" أيضا تعمل ككاتبة أخبار تقنية، فإجتمعنا معاً لنكوّن فريق عمل متكامل.

ومضى حتى الأن أكثر من عام على "Jaleesa"، وأنا ممتنة جداً للعمل المدهش الذي قمنا به حتى الأن ولفريق العمل العظيم الموجود لدينا.

هل هناك مواقع مشابهة لـ "Jaleesa" في لبنان؟ وما الفرق بينكم وبينهم ؟

"Jaleesa" هي الأولى في لبنان، فلا يوجد أي موقع متخصص في هذا المجال حتى الأن ... هناك طرق أخرى مختلفة للعثور على جليسة أطفال، لكننا الموقع الوحيد المتخصص في هذا المجال والذي يتيح للاهل المقارنة بين أكثر من جليسة أطفال وإختيار الجليسة المناسبة وطلبها "Online".

وتتميز "Jaleesa" أيضاً بنوعية المربيات الموجودات في الموقع، إذا يتم إختيارهم جميعاً بعد فحوصات وتدريبات خاصة.

كيف تحققون أرباح مادية من خلال "Jaleesa"؟

نحقق أرباح مادية من خلال رسم معين نحصل عليه من الأهل مقابل إستخدام موقعنا، حيث نقوم بمهمة الربط بين الأسرة وبين الجليسة المناسبة لأطفالهم.

ويمكن للأهل استخدام آلة حاسبة خاصة بالموقع لمعرفة الكلفة الإجمالية لهذه العملية، ويمكنهم معرفة سعر كل جليسة أطفال من خلال الموقع، حيث تضع كل جليسة السعر الخاص بها إستناداً إلى مؤهلاتها وخبرتها في هذا المجال.

ونحن نهدف من خلال "Jaleesa" إلى خلق فرص عمل للنساء في المجتمعات المحلية، وكلما ازداد عدد الأسر التي تستخدم موقعنا، زادت فرص العمل التي يمكن أن نخلقها في المجتمعات التي تحتاج فعلاً إليها.

بما أن الفكرة أو الخدمة التي تقدمونها جديدة ... كيف يتقبّل المجتمع اللبناني هذا الأمر؟ وما الذي تفعلونه لرفع الثقة بموقعكم أو خدمتكم ؟

نبذل مجهوداً كبيراً لكسب ثقة الأسر اللبنانية، وذلك من خلال التركيز على نوعية جليسات الأطفال الموجودة لدينا.

فجميع مقدمي الرعاية في "Jaleesa" يمرون بعدذة مراحل قبل قبولهم، وأهمها التأكد من سجلاتهم النظيفة، كما يقومون بمقابلة شخصية مع فريق عملنا ويخضعون لعملية تعريف وتدريب وتقييم أيضا.

كما يتم تدريب جميع المربين لدينا على الإسعافات الأولية من قبل الصليب الأحمر اللبناني.

من المسؤول عن حصول أي حادث طارىء؟

نفعل دائماً كل ما في وسعنا لمنع أي حدث طارىء، حيث نتعرّف شخصيا على كل أسرة تقوم بإستخدام موقعنا او تطلب جليسة أطفال من خلالنا، كما نقوم أيضا بتدريب كل المربين لدينا على ما يجب القيام به في حالات الطوارئ.

وقد عملنا مع خبراء دوليين لتطوير إجراءات الطوارئ التي يستخدمها المربين في حال حدوث أي شيء غير متوقع.

ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية؟

هناك 50 مليون عائلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمكن أن تستفيد من خدمتنا، لذلك نحن نعمل على الوصول إلى المزيد من البلدان لتقديم خدمة رعاية الأطفال بواسطة "Jaleesa".