أجرى برنامج "​الإقتصاد في أسبوع​" عبر أثير "إذاعة لبنان" في حلقته هذا الأسبوع من إعداد وتقديم كوثر حنبوري، "لقاءات حصرية في الاستديو مع رئيس المجلس العالمي الاقتصادي في فرنسا ورئيس تجمع "Halfa" لرجال الأعمال الفرنسيين من أصل لبناني، أنطوان منسّى، ومع الأعضاء: أنطوان حكيّم، منصور الخوري وجهاد فغالي"، كما تخلّل الحلقة اتصالات هاتفية مع أعضاء آخرين من فرنسا.

في البداية كانت كلمة لمنسّى أشار فيها إلى أن التجمع "حريص جداً على تحسين المناخ الإستثماري والإقتصادي في لبنان، الذي مرّ بالكثير من الأزمات، بالتزامن مع ارتفاع التكلفة بغياب الشفافية والأرقام الدقيقة"، مشيراً الى بعض المشاكل التي يعاني منها اقتصاد لبنان أبرزها "أننا في مرحلة نمو حجم القطاع العام المعروف بإنتاجيته المتواضعة، في الوقت الذي يتراجع فيه القطاع الخاص ذو الإنتاجية المرتفعة".

وعن مطالبة المغربين اللبنانيين بزيادة استثماراتهم في وطنهم الأم، أوضح منسّى: "أنا كرئيس لجنة اقتصادية اغترابية وخلال حضوري الكثير من المؤتمرات والإجتماعات الإغترابية، تمنّيت من المسؤولين اللبنانيين إنشاء مؤسسة اغترابية تماماً كمصرف لبنان، خاضعة للرقابة، يشعر المغترب من خلالها بأن الأموال التي استثمرها بأمان، ولكن لا أحد يستجيب الينا"، مشيراً الى غياب متابعة المواضيع التي يتم طرحها خلال المؤتمرات الإغترابية.

وبدوره الخوري، أوضح أنه "كنائب رئيس التجمع لمنطقة الشرق الأوسط، وجودي في بيروت دائماً ما يكون لتنسيق النشاطات التي نقوم بها بهدف تعزيز الجسور بين لبنان كوطن أم وبين المغتربين، خاصّة على مستوى فرنسا"، مضيفاً: "في التجمع، نرى أنه من واجبنا نقل النجاحات اللبنانية في الخارج الى الساحة الداخلية، وخاصةً الشق الذي يساهم في نمو اقتصاد البلد. نحرص دائماً على اقامة الندوات الشهرية للإضاءة على الوضع الإقتصادي في لبنان، حيث نستضيف مسؤولين رسميين من وزراء وشخصيات في الهيئات الرسمية والإقتصادية والمصارف والخبراء المصرفيين، فنعطي صورة حقيقية للبنانيين الموجودين في فرنسا". وأشار أيضاً إلى انه من أهداف التجمع "الإضاءة على فرص الإستثمار في لبنان والترويج لها لربما هناك أي رغبة للبنانيين في فرنسا أو للفرنسيين بالإستثمار في لبنان".

ورأى الخوري أن "لبنان قطع شوطاً كبيراً بعد انتخاب الرئيس عون وتأليف الحكومة الجديدة"، كما شدّد على اهمية مؤتمرات الطاقة الإغترابية ومتمنياً أن يتم تشكيل لجان متابعة لتنفيذ التوصيات. ودعا الى ضرورة تفعيل دور بعض المؤسسات المهمة كمؤسسة "إيدال" والمجلس الإقتصادي الإجتماعي.

وفي سؤال لحنبوري عن العراقيل التي يواجهها التجمع أشار حكيّم إلى أنه "للأسف، في لبنان رجال الأعمال يواجهون الكثير من المشاكل غير الموجودة في البلدان الأخرى ولكن نحن لدينا الرؤية لكيفية حل هذه المشاكل. وهدفنا الرئيسي هو تمتين اللُّحمة بين أبناء الوطن في الداخل وبين أبنائه في أوروبا وليس فقط في فرنسا".

من جهته فغالي، لفت الى ان "قصص المغتربين اللبنانيين في الخارج ليست كلها قصص نجاح، والمغتربين ليسوا جميعاً أثرياء ومبدعين"، موضحاً أن "نجاح المغترب مبني على عدّة أمور أهمّها القدرة على التحمل التي يكتسبها اللبناني منذ الصغر بسبب الصعوبات التي يعيشها ويعاني منها في لبنان". كما أشار فغالي أيضاً الى أهمية موضوع منح المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها وخفض أسعار تذاكر الطيران الى لبنان.

كما كانت مداخلة لأمين عام "Halfa" نيكولا فياني عبر الهاتف، أكد فيها أنه يولي اهتماماً كبيراً لقطاع السياحة في لبنان وخاصة أنه المدير العام لشركة سياحة وسفر في فرنسا وقال: "نرغب بمساعدة لبنان ومستعدون لبذل كل طاقاتنا لذلك"، مشيراً إلى ان "العراقيل التي يواجهونها هي التلوّث الذي يشهده لبنان ونوعية البنى التحتية السيئة".

وعبر الهاتف أيضاً، تحدّث رجل الأعمال ساني أحدب العامل في قطاع التأمين في باريس منذ العام 1989، عن "نجاح اللبنانيين العاملين في هذا القطاع، حيث لفتنا نظر الفرنسيين وكسبنا احترامهم لمحافظتنا على قيمنا. وهنا في باريس نتنافس كلبنانيين مع بعضنا البعض طبعاً ولكننا معروفين بتعاطفنا ومساعدتنا لبعضنا البعض"، مؤكداً على أهمية الطاقة الإغترابية اللبنانية "والتي دائماً ما تلبّي كل دعوات الوطن الأم بمحبة".

ومن جهته، أوضح عضو "Halfa" فؤاد بيطار، عن مصلحة المغتربين اللبنانيين في فرنسا بالإستثمار في المجال المالي اللبناني وذلك للفارق الكبير في الضرائب وفي تكلفة التوظيف على الشركات.

وبدوره رجل الأعمال اللبناني رودولف مراديان، الذي يملك شركة لصناعة الأدوات الطبية، لفت الى أن "لبنان اليوم يشكل الباب الأفضل للشركات الفرنسية التي تعتزم الدخول الى السوق الأفريقي وذلك طبعاً بسبب الجالية اللبنانية الكبيرة الموجودة في القارة الأفريقية".