كشفت بيانات صدرت هذا الشهر أن "كورفيكس ماناجيمنت"، وهو صندوق تحوط أميركي، قد أنشأ مركزا بقيمة 400 مليون دولار في "دانون"، وهي شركة فرنسية عملاقة للأغذية.

(صناديق التحوط هي أحد أنواع صناديق الاستثمار. يقوم صندوق التحوط بالاستثمار في مجموعة متنوعة من الأصول.)

كما وافقت شركة "أكزونوبيل" الهولندية للدهانات والكيماويات التي تعرضت لمنافسة قوية من شركة "إليوت أدفيسورس"، وهي شركة تابعة لصندوق ناشط أميركي آخر، على تعيين ثلاثة مدراء جدد لمجلس إدارتها.

وتجري حاليا مناوشة أكبر في سويسرا، حيث يسعى "ثيرد بوينت"، وهو صندوق أميركي يديره دانيال لوب، إلى إزاحة شركة نستله، أكبر شركة للأغذية في العالم. فيما يتعرض مسؤول "نستله" الجديد مارك شنايدر، لضغوط شديدة لتقديم خطط جريئة للمستثمرين في أيلول.

وكانت هذا النوع من المشادات نادر نسبيا في أوروبا، لكن نشاط المساهمين يتزايد، حيث يطالب المستثمرون المضطربون بإصلاح الشركات.

إن الزيادة في النشاط لها أسباب عدة، ففي الوقت الذي تسعى فيه أموال الناشطين الأميركيين للعثور على أهداف في بلدهم، يسعى البعض الآخر إلى الحصول على هذا الهدف نفسه ولكن في الخارج وبتكلفة أقل، وتعتبر الشركات الأوروبية الرخيصة نسبيا فريسة مغرية لهم.

كما يرى العديد من الأميركيين أن النماذج القارية لحوكمة الشركات باتت ناضجة للإضراب.

ويعتقد الأميركيون والبريطانيون أن المجالس يجب أن تعطي الأولوية لمصالح المساهمين؛ ويتعين على الأوروبيين، الذين تدعمهم المحاكم، أن يراعي المجالس مصالح الموظفين والدائنين والموردين.

هذا الموضوع لم ينحصر بالمستثمرين الأميركيين فحسب بل، فقد قامت مجموعة من صناديق الاستثمار في لندن، وهي مجموعة تتخذ من لندن مقرا لها، بحملة ناجحة لحث "سافران"، وهي صانع فرنسي لقطع الطيران، على خفض سعر العرض لـ"زودياك"، وهو منتج فرنسي يدير مقاعد الطائرات والمراحيض.

على الجانب الآخر من الصفقة، استثمر صندوق فرنسي يدعى "سيام" في "زودياك" وسعى للاستحواذ على "سافران".

من جهة ثانية أصدرت ألمانيا قانوناً جديداً لإدارة الشركات، على غرار النموذج البريطاني، يشجع الناشطين على ممارسة حقوقهم الملكية الخاصة بنشاط. وجاء في نصّ القانون التالي:" يقول أحدث إصدار أن المستثمرين المؤسساتيين من المتوقع أن يمارسوا حقوق الملكية الخاصة بهم بنشاط".

وقد أنشأت سيفيان كابيتال، وهي مجموعة ناشطة سويدية كبيرة، عقدا في ثيسنكروب، وهو صانع فولاذ ألماني.

وتجري العديد من الحملات وراء الكواليس،فعلى سبيل المثال، يقول مؤسسو شركة "تيليوس كابيتال بارتنرز"-" Teleios"- وهي مؤسسة ناشطة مقرها سويسرا، إنهم حثوا في السنوات الثلاث الماضية على إزاحة نحو عشرين شركة.

وبعض هذه المعارك الخفية لا تظهر إلى العلن دائماً. وعندما يفعلون ذلك، يحاول الأوروبيون عادة تجنب النهج التقريبي والتعثر المرتبط بنظرائهم الأميركيين؛ فمن المهم بمكان ألا ينظر إليها بنظرة "عدوانية" .

وهناك نهج حذر يجعل من السهل كسب الدعم من المستثمرين الآخرين.

وقد أدرجت "تيليوس" " Teleios" ضمن إهتمماتها مؤخراً شركة "كونغسبرغ أوتوموتيف"، وهي شركة كبيرة لتصنيع قطع غيار السيارات النرويجية، وللوصول إلى هدفها قدمت "تيليوس" خططاً مفصلة لـ"كونغسبرغ" وتبين "التواضع"، وحصلوا على ما يكفي من الحلفاء لدعم التغييرات الكبيرة.

وجاءت النتيجة أعتراف عالمي بقدرتها وتأثيرها فبعد إصدار تقرير عن أفضل المستثمرين الناشطين للعام 2016، من قبل "Activist Insight " بالتعاون مع" Schulte Roth & Zabel " تم إختيار شركة "تيليوس كابيتال بارتنرز" من بين أفضل 10 ناشطة للعام . وعادة ما يقع الخيار على أساس المعايير التالية: عدد الحملات ومتوسط حجم الأهداف والقصص الإخبارية التي تم إنشاؤها والعائدات السنوية.

.

وإرتفعت عوائد شركة "تيليوس كابيتال بارتنرز " بنسبة 3.5% الشهر الماضي، لتصل إلى 8.4% وفقاً لمصدر مطلع. وقد حقق صندوق "تيليوس" العالمي البالغ قيمته 320 مليون دولار ، عائدات وصلت إلى 17.8% من قيمة المبلغ الأساسي منذ تأسيس الصندوق في شهر نيسان من العام 2014.

هذا ويدير صندوق التحوط النشيط والمؤثر حاليا"تيليوس" بحسب التصنيف المذكور يتصدر قائمة الـ10 الأولى في العالم .اللبناني فراس ابي ناصيف

*فراس ابي ناصيف

هو شريك ومدير محفظة في تيليوس كابيتال بارتنرز. حاليا، يدير صندوق التحوط الذي يتخصص في الاستثمارات العالمية في مجال التكنولوجيا والاتصالات. كما يقدم خدمات استشارية للمؤسسات المالية. وقبل تيليوس في عام 2013، أمضى ست سنوات كمهني كبير في مجال الاستثمار يركز على شركات التكنولوجيا / الاتصالات المدرجة والخاصة،. بدأ أبي ناصيف مسيرته المهنية كمهندس للبحوث والتطوير المتقدم في موتورولا، لديه أكثر من 20 عاما من الخبرة في مجال التكنولوجيا والاتصالات من خلال وظائف متعددة بما في ذلك الهندسة والهندسة الإدارة والبحث والتطوير، وريادة الأعمال، والخدمات المصرفية الاستثمارية، واستثمارات الأسهم الخاصة والعامة، ورأس المال الاستثماري، وإدارة الأصول في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، وكذلك من خلال أدوار استشارية مختلفة للقطاعين الخاص والعام. طوال حياته المهنية،. حائز أبي ناصيف على درجة الماجستير في إدارة األعمال في الأقتصاد والمالية مع مرتبة الشرف من كلية هارفارد لألعمال في عام 2007، وشهادة ماجستير في الهندسة الكهربائية مع التركيز على الأتصالات من جامعة نورث إيسترن في عام 1998، ودرجة البكالوريوس في الهندسة في الكمبيوتر والاتصالات من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1999