تخصّص في الحقوق في إحدى الجامعات الفنزويلية واستلم إدارة فندق كان يمتلكه والده هناك وبعد إحدى عشرة سنة عاد إلى لبنان ليكمل في عمله الذي كان قد بدأه ويفتتح فندقاً مميزاً في عروس المصايف اللبنانية، عاليه.

عمل بكد وجهد حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم، وامتلك تجربة رائدة في إدارة الفنادق والسياحة وزرع في لبنان كل ما تعلّمه في الخارج، ورغم كل الضغوط والمشاكل استطاع أن يحصد ما زرعه.

وكان لموقع "الإقتصاد" لقاء مع صاحب فندق "عاليه سويت أوتيل" أنور شهيّب حيث أطلعنا على تجربته الفريدة في عالم الفنادق ما بين كاراكاس وبيروت.

ما هي أبرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك الأكاديمية والمهنية؟

في العام 1989، بدأت بدراسة الحقوق في جامعة "سانتا ماريا" الفنزويلية وتخرجت منها عام 1994. وفي العام نفسه، تسلمت إدارة فندق "كولونيال" الذي كان يملكه والدي في فنزويلا وهو مؤلف من اثنتين وسبعين غرفة، كما أن عائلتي تملك محطات وقود. ولكن الأحداث الأمنية التي جرت في فنزويلا في العام 2005 أجبرتني على العودة مع عائلتي إلى لبنان. بدأت ببناء الفندق في مدينة عاليه وانتهى في العام 2009 وافتتحت فندق "عاليه سويت" للشقق المفروشة. مكّنتني خبرتي الطويلة في عالم الفنادق من تأسيس هذا الفندق والعمل في المجال نفسه. في بداية الطريق كنت خائفاً من موضوع الشقق المفروشة والسياحة في لبنان لأننا لا نعرف المنطقة جيداً، وتبيّن لنا أن الحركة تنتعش أكثر في فصل الصيف وتخف الحركة في منطقة الجبل خلال الشتاء، وأصبح لنا ثمان سنوات في هذا الفندق. تعتبر هذه السنة بأنها مميّزة مقارنةً بأوّل العام 2011.

ما هي الصعوبات التي واجهتها خلال هذه المسيرة في فنزويلا ولبنان؟

لم أواجه أي مشكلة تذكر في فنزويلا حيث كان العمل جيداً جداً إلا انه بعدما تبدّل الوضع الأمني واجهنا ضغوطاً كثيرة ضد مصالحنا وحصلت عمليات خطف كثيرة وتمت محاولة لخطف ابنتي الأمر الذي دفعنا إلى العودة إلى لبنان رغم أن مصالحنا وعملنا ما زالت مستمرة في فنزويلا. وفي لبنان، من يستطيع أن يستقر يمكنه أن يعيش بارتياح، ورغم كل الصعوبات ساندني بعض الأشخاص المهمين في المدينة من خلال تشجيعي ودعمي، الأمر الذي ساعدني على إكمال العمل الذي كنت قد بدأت فيه بفنزويلا وكذلك في مجال الإعمار، حيث كنت أبني فيلات وأبيعها، وهكذا تابعت هذا العمل في لبنان أيضاً إلا أن مجال البناء انخفض بعد سنة 2012. العمل على الصعيد السياحةو جيد من خلال وجود حركة مقبولة نوعاً ما وما بين عام 2011 و2016 ارتكز عملنا في الفندق على الوجود السوري في لبنان ولكن، في السنة الحالية، بدأت تظهر وجوه خليجية لأول مرة. حتى لو أن المعدل ما زال تحت المعدل المطلوب بحسب المواصفات الموجودة.

ما هي المواصفات التي تتمتع بها شخصيتك وجعلتك تواجه هذه الصعوبات؟

الخبرة الطويلة والدعم هما المعياران اللذان مكنناني من مواجهة هذه الصعوبات والمجال الذي أتينا به من فنزويلا إلى لبنان ساعدني على الإستمرار كما أنني أعمل في مجال المثلجات الإيطالية في عاليه ونجحت فيه. الأمر المهم هو الدعم والمساعدة اللذان تلقيتهما كانا العنصر الأساسي لاستمراري في هذا المجال هنا، وخاصة في مرحلة بناء الفندق، حيث واجهت مشكلة في الحصول على ترخيص لبنائه، إلا أن وقوف الأشخاص إلى جانبي ساعدني على الحصول على الترخيص والبدء في عملية البناء. ولولا هذه المساعدة كنت سأسافر إلى الخارج. وأما المسألة الثانية فتكمن بأن لبنان بلد سياحي بامتياز حيث تتوفر كل الإمكانات للإستثمار رغم كل الظروف والصعوبات التي قد تواجه المستثمر، إلا أن المشكلة الوحيدة التي يجب أن تحل هي ضرورة وجود الأمن السياسي والإستقرار. ومثال ذلك إذا كنت أعلم أنه من الآن وحتى عشر سنوات إلى الأمام أين موقع لبنان على كل الصعد، كنت سعيت إلى توسيع عملي وبناء فندق آخر. في كل سنة وكلما تأملنا بأن يكون موسم الصيف جيداً، يحصل شيء طارئ يعيدنا إلى الوراء، سنوات طويلة والذي ننتجه في الصيف ندفعه في الشتاء والسنة كانت مميزة لأننا عملنا بشكل جيّد.

هل أن عملك يجعلك تقصّر في علاقتك مع عائلتك؟

هذا أمر طبيعي وخاصة ان مجال عملنا ينشط في فصل الصيف أكثر من غيره والأولاد يعطّلون مدارسهم وجامعاتهم في هذا الفصل أيضاً، ويفضلون أن يكونوا متواجدين إلى جانب والدهم، إلا أن العمل في الفندق يمنعني من البقاء وقضاء الإجازة معهم لفترة طويلة.

كيف كان الوضع السياحي في الفندق وفي لبنان بشكل عام؟

افتتحنا الفندق في العام 2010 وكان موسم الصيف جيداً جداً ولكن مع بدء الحرب في سوريا في العام التالي واجهنا أياما صعبة جداً حتى وصلنا إلى مرحلة التفكير بالتوقف عن العمل وكما كان الحال في العام 2012. وأما في العام 2013، فقد بدأ المغتربون السوريون يأتون إلى لبنان للقاء أهاليهم فيه، وعادت الحركة ولكن بشكل بطيء وخجول لأنهم لا يملكون القدرات الكبيرة على الصرف بكمية كبيرة في المنطقة، وخاصة أنهم كانوا لا يزالون في مرحلة تأسيس لأعمالهم في الخارج. في العام 2014 تحسّن الوضع ولم تكن هناك أرباح حيث إننا واجهنا خسائر كبيرة في العامين السابقين، وأصبح الدخل مساوياً للمصروف، وأما في السنوات التالية فتحسن الوضع تدريجياً وحصلنا على أرباح، وكانت قمة هذه الأعمال في العام 2017 حيث تحسن الوضع أكثر فأكثر وعادت المصلحة إلى الإنتعاش مجدداً.

ما هي نصيحتك للشباب اللبناني؟

على الشاب اللبناني أن يحاول الإستمرار في العيش في بلده وأن يؤسس لعمله هنا وإلا يخسر تعبه في الدراسة والتخصص الجامعي، وأن يتم تصديره إلى بلد أجنبي كما هو الحال اليوم. وأشدد على أنه لا يمكن أن نجد وطناً مثل لبنان، وأن يبقى متفائلاً ببلده وأهله وبيئته.