أثبت سياسيو لبنان للعالم أجمع عجزهم وفشلهم في إدارة شؤون البلاد من كل النواحي .. وما ملف النفايات الذي تخطى عمره الثلاث سنوات، سوى دليل على سقوط هذه الطبقة السياسية في أسهل الإمتحانات.

فعلى الرغم من وجود مئات النماذج والطرق البيئية لمعالجة النفايات حول العالم، إلا أن لبنان لم يستطع نسخ واحداً من تلك الحلول لإزالة النفايات من شوارع عاصمته وأزقتها، وإعتماد حل مستدام يمنع عودة الأزمة من جديد بعد فترة.. وكان الحل الوحيد امامهم هو طمر البحر ومخالفة كل المعاهدات والإتفاقات البيئية الإقليمية والدولية.

وعلى الرغم من بدء إنتشار ثقافة فرز النفايات في بعض المناطق والبلديات، إلا ان مشكلة أخرى تواجه الأشخاص والمؤسسات التي بدأت بعمليات الفرز، وهذه المشكلة تتمثل بكيفية إيصال هذه النفايات المفروزة للمكان الصحيح، وكيفية الإستفادة منها عبر بيعها بالسعر الحقيقي دون التعرض للنصب أو الإحتيال ... لذلك قرر الشاب اللبناني هادي فتح الله تأسيس الشركة الناشئة "Recyclo" التي تقدّم حلاً لهذه المشكلة من خلال لعب دور الوسيط بين الشركات والبلديات والمنازل التي تقوم بفرز النفايات من جهة، وبين المراكز والمعامل التي تعمل في مجال إعادة تدوير النفايات من جهة اخرى ... كما تعمل "Recyclo" أيضاً على تحديد سعر طنّ النفايات المفروزة الحقيقي وخاصة المعادن بشكل شفاف ودقيق.

وللحديث أكثر عن "Recyclo" وعن مشاريع الشركة المستقبلية ... كان لـ"الإقتصاد" مقابلة هذه المقابلة الخاصة مع هادي فتح الله.

بداية أخبرنا عن "Recyclo" ؟ ما هي طبيعة عملكم ؟؟

لا شك ان لبنان من البلدان التي عانت ومازالت تعاني من مشكلة النفايات، والسنوات الأخيرة خير دليل على ذلك .. ولا شك أيضاً أن الحل يبدأ بالفرز من المصدر وإعادة تدوير النفايات القابلة للتدوير، ولكن المشكلة لا تتعلق فقط بفرز النفايات وتدويرها، فهناك الكثير من الشركات والبلديات التي باشرت فعليا بفرز النفايات، إلا أنها لا تجد مراكز لتصريف هذه النفايات المفروزة او بيعها، والسبب يعود لعدم معرفة هذه البلديات أو الشركات لاماكن وجود المراكز المتخصصة بإعادة التدوير من جهة، ولقلة أعداد هذه المراكز والمعامل من جهة اخرى.

من هنا جاءت فكرة "Recyclo" التي لا تقوم بتجميع النفايات وفرزها، بل تلعب دور الوسيط بين الشركات والبلديات والمنازل التي تقوم بفرز النفايات من جهة، وبين المراكز والمعامل التي تعمل في مجال إعادة تدوير النفايات من جهة اخرى ... وتعمل "Recyclo" أيضاً على تحديد سعر طنّ النفايات المفروزة الحقيقي، وخاصة النفايات المعدنية (الحديد او الألومينيوم أو النحاس أو الرصاص ..) بشكل يومي، مما يضمن حق الطرفين ويضمن عدم التلاعب بالأسعار في السوق.

لذلك نعمل على دراسة أسعار هذه المعادن، ونقوم بنشر الأسعار يومياً على الموقع الخاص بالشركة (www.recyclo.me) لأعلام المهتمين بالسعر الحقيقي، ولضمان عدم وجود اكثر من سعر في السوق. ومن جهة أخرى نعمل على إرشاد الشركات والأشخاص المهتمين للأماكن التي بإمكانهم تصريف أو بيع نفاياتهم المفروزة من خلالها.

ما الذي دفعك لتأسيس "Recyclo"؟

عشت فترة في مصر والعراق حيث كنت أعمل في مجال تقديم الإستشارات للشركات العاملة في مجال معالجة النفايات،ولاحظت ان هناك مشكلة تعاني منها معظم البلدان، وهي المشكلة التي ذكرتها منذ قليل والمتمثلة بعدم معرفة الشركات بمصادر كثيرة لتصريف النفايات المفروزة .. كما أنه لا يوجد سعر موحّد ومعروف للنفايات المعدنية، لذلك قررت بعد العودة إلى لبنان لتأسيس شركة ناشئة والمساهمة في حل هذه المشكلة.

والطريقة التي نعتمدها لتحديد الأسعار هي طريقة شفافة ومدروسة ليبقى السعر المتداول في السوق مناسب للقيمة الفعلية لهذه المعادن مقارنة مع كلفة إعادة تدويرها .. بحيث لا تخسر الشركات التي تقوم بعملية الفرز، ولا تخسر المعامل التي تعمل على إعادة التدوير أيضاً، بما يضمن إستمرارية عمليات الفرز والتدوير والتخلص من النفايات بأفضل طريقة ممكنة.

هل تعملون فقط في السوق اللبناني ؟

في الوقت الراهن نعمل في السوق اللبناني، وبدأنا بالتعاون مع بعض الشركات والجمعيات لتأمين عملية تصريف النفايات التي يقومون بفرزها .. وسنعمل على التوسع بشكل أكبر في السوق اللبناني، وبعد ذلك الإنتقال إلى بعض الأسواق العربية الأخرى كمصر والعراق.

كيف تحققون الأرباح من خلال العمل؟

نحقق أرباح من خلال نسبة مئوية تبلغ 5% نتقاضاها من البائع والشاري مقابل خدمتنا التي تضمن لهم إجراء عملية البيع وفق السعر المحدد.

فـ "Recyclo" تكون هي الضمانة لعدم عرقلة أي عملية بيع بواسطة طرح أسعار أعلى من السعر المحدد.

ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية ؟

هدفنا التوسع أكثر في السوق اللبناني، وتعميم فكرة الفرز وإعادة التدوير بشكل أوسع وأكبر .. فالسوق بحاجة ماسة للخدمة التي تقدمها "Recyclo"، وهذا يدفعنا لتحسين وتطوير طريقة عملنا، كما نسعى أيضا لإقناع مستثمرين من اجل توسيع نشاط الشركة والإنتشار بشكل أسرع.