إبداعها لا محدود، وأصبح الصفة الأقرب إلى روحها وشخصها.

طموحها لا متناهي، فهي فكّرت ثم قررت وأقدمت على تحويل ثلاث أفكار إلى ثلاث شركات ناجحة في لبنان.

قدراتها لا تقهر ولا تذلل، فبالإرادة والعزيمة والإصرار حوّلت رغبتها إلى طموح، كما حوّلت هذا الطموح إلى نجاح أوصلها إلى القمة.

فلنتعرف معاً إلى القصة المحفزة لمسيرة سيدة الأعمال وصاحبة الشركات الثلاث "Nails and Spa"، "Ahjar"، و"Sugar Bee"، يولا حايك، في هذه المقابلة الخاصة مع "الاقتصاد":

- من هي سيدة الأعمال يولا حايك؟

تزوجت باكراً، وسافرت بعدها إلى السعودية حيث كوّنت عائلة مؤلفة من ابنة وشابين، أعتبرهم كنزاً بالنسبة لي. وبعد مرور خمسة عشر عاماً، عدت إلى بلدي الأم لبنان لكي أبدأ مسيرتي المهنية.

شغفي للجمال دفعني للدخول إلى مدرسة متخصصة بتعليم تقنيات التجميل (École d'esthétique)، حيث درست لمدة عامين. ولكي أكتسب الخبرة الضرورية، توجّهت لمتابعة دورات تدريبية في العاصمة الفرنسية باريس ولاس فيغاس، من أجل تقديم أحسن وسائل التجميل وأفضلها.

ولطالما كانت رغبتي أن أقدم شيئاً جديداً، لذلك افتتحت في العام 2002، صالون التجميل "Nails and Spa"، في منطقة الجميزة في بيروت، والذي كان الأول من نوعه في ذلك الحين. كما تابعت كل ما هو جديد في عالم الجمال والتجميل من خلال مشاركتي في معارض عالمية في فرنسا، إيطاليا، لندن، ولاس فيغاس.

من هنا، أصبح "Nails and Spa" يقدم أحدث التقنيات المتطورة للعناية بالبشرة، الأظافر، التدليك (massage)، الماكياج، بالإضافة إلى خدمات تجميلية أخرى تهدف إلى تأمين الراحة الكاملة للمرأة.

ومن هذا الفرع الأول، افتتحت لاحقاً فرعين، في فردان، وفي منتجع الـ"Samaya" في جونيه.

ولا بد من الإشارة إلى أن العام الحالي يعتبر الأفضل بالنسبة لنا، حيث أصبح لدينا خدمات جديدة مثل "Reflexology Massage"، و"ECHO₂ plus skin treatment"؛ وهذه الآلة مصنعة في الولايات المتحدة، وهي متعددة الإستعمالات، إذ إنها تعمل على إدخال الأوكسيجين إلى داخل البشرة، ويتم استخدامها قبل أي عملية جراحية وبعدها، وذلك لقدرة الأوكسيجين على تسريع عملية الشفاء. كما أنها تعزز المكونات الطبيعية للعناية بالبشرة من خلال دفع مئة وثمانين مليون جسيمة من الأوكسيجين في الثانية الواحدة، مما يمنح البشرة الشعور الصحي والشبابي والجميل. إن نظام "ECHO₂" يقلّل من آثار الشيخوخة عن طريق تغذية الجلد بالفيتامينات الأساسية، المعادن، الأنزيمات والأحماض الأمينية، التي تدخل جميعها في عمق الجلد عبر المسامات الجلدية. وهذا النظام الجديد للعناية بالبشرة، يترك البشرة صحية، مجددة وجميلة.

ومن هنا، أنا موّلت نفسي بنفسي، فبعد تواصلي مع زبائني لاحظت أن هناك فئة كبيرة من الأشخاص غير القادرين على اقتناء الألماس بسبب ارتفاع ثمنها، والذين في الوقت ذاته، تعجبهم مجوهراتي الخاصة. وهذا الأمر دفعني في العام 2013، إلى تأسيس علامتي التجارية "Ahjar" (أحجار)، التي هي عبارة عن مجوهرات مصنوعة يدوياً 100% من الفضة والأحجار الكريمة. ومن ميزات "أحجار"، أنّها تتوجه إلى كل الفئات، ولا تقتصر فقط على فئة معينة من الأشخاص، ولهذا السبب حصلت على إقبال غير مألوف.

ولكي يكتمل شعوري بالإبداع، أسست في العام 2013 أيضا، شركة "Sugar Bee"، كما أطلقت إبنتي منال حايك شركة "Creative Bees" لتنظيم الأعراس (Wedding Planner Company)، وذلك لكي نكمّل بعضنا البعض.

أما "Sugar Bee"، فهي عبارة عن مشغل للشوكولا (atelier du chocolat"، متخصص بتزيين جميع المناسبات، من حفلات الأعراس، والخطوبة، والولادة، والمعمودية، والمناولة الأولى، بالإضافة إلى أعياد الميلاد، وغيرها. إذ إنه بعد دراستي لحاجات السوق، وجدت أن محلات الشوكولا كثيرة ومتعددة، لكنها لا تؤمن الزينة الكاملة من ورود إلى صواني فضة، أي من الألف إلى الياء، ما يضفي على الطاولة رونقاً لا مثيل له. فالإبداع في هذا المجال ليس له حدود، وهذا ما يميزنا من غيرنا.

- هل أن خدماتك متوفرة للميزانيات كافة أم مقتصرة على فئة معينة من الأشخاص؟

أتوجه إلى جميع الناس وإلى الطبقات الإجتماعية كافة، لأنني أريد أن يرتدي كل شخص تصميماً من "أحجار". كما أن الأسعار ليست مرتفعة بالنسبة إلى الجودة التي أقدمها في "Sugar Bee "، وكذلك بالنسبة إلى المهارات الموجودة في "Nails And Spa".

- كيف تواجهين المنافسة الموجودة في هذا المجال؟

المنافسة هي حتماً الحافز الأول لأي شركة كي تُطور قدراتها. ولكن لا أجد أن المنافسة كبيرة في السوق بسبب تميزنا؛ فعلى سبيل المثال، فكرة "Sugar Bee" هي فريدة من نوعها نظراً إلى الخدمات التي نقدمها وإلى جودة الشوكولا والأدوات المستخدمة.

وأنا شخصياً لا أعمل بشكل تجاري، بل يهمني إرضاء ذوقي وزبائني أولاً.

ولا بد من القول إن عدداً محدوداً قد تخصص وأبدع في هذا المجال في الشرق الأوسط، حيث يتفوق الذوق الجميل.

- كيف تصفين نفسك اليوم كسيدة عاملة؟

كل دقيقة عمل هي متعة وراحة نفسية بالنسبة لي. كما أن الخبرة تؤدي دوراً أساسياً في هذا المجال.

ومن جهة أخرى، أنا لم أسعَ يوماً إلى زيادة المدخول، ولكن هدفي الأول والأخير هو الإستماع إلى الآراء الإيجابية، وتحقيق النتائج المبهرة في التعامل مع الزبائن من أجل إرضائهم. فالحصول على ثقة الزبائن هي بمثابة نعمة كبيرة منحني إياها الله.

- كيف تنجحين في تحقيق التوازن بين عملك وعائلتك؟

إنّ ما يميز المرأة العاملة عن الرجل العامل هو قدرتها ووعيها الكافي للإهتمام بالعائلة والعمل، وخلق التوازن بينهما.

وعائلتي كانت ولا تزال بمثابة جدار أستند إليه في جميع الأوقات. فحين أتكلم عن الفخر، أتكلم عن أولادي وعن دعمهم ومحبتهم لي، التي تجعل مني امرأة قوية ومثابرة. ولا توجد كلمات تصف هذا الشعور الرائع، فإن أولادي الثلاثة هم دعم أتنشقه صباح كل يوم، لأنهم مصدر قوتي وإصراري.

وهنا أشدد على أن العائلة هي من الأولويات في حياة كل إنسان. لكن هذا لا يمنع المرأة من تحقيق نجاحات على الصعيد العملي أيضاً.

- نصيحة إلى المرأة.

أنصح كل امرأة أن تقتنع بقدراتها العملية وبجمالها، وأن تهتم بأناقتها من أجل ذاتها أولا قبل الآخرين، لأن الجمال يعزز ثقة المرأة بنفسها.

كما أنصحها أن تكون مستقلة مادياً إلى حد ما، وأن لا تعتمد اعتمادا كلّيا على الرجل، لأنها قادرة أيضاً على تقديم الكثير للمجتمع. فالفرص موجودة في كل مكان، وما عليها سوى استغلالها لكي تصل إلى طموحاتها كافة.

فالعمل الدؤوب والطموح هو أساس النجاح، وأنا مؤمنة إلى أقصى الحدود بجمال المرأة الشرقية، وقدراتها ومهاراتها، وقد عملت طوال مسيرتي المهنية على مساعدة المرأة على الإهتمام بنفسها وبأناقتها.