تحقق ألعاب الفيديو انتشارا واسعا كأحد أهم وسائل الترفيه والتسلية بين المراهقين في العالم، فبحسب إحدى الإحصائيات، فإن 99% من الأولاد و94% من الفتيات الأميركيين، ممن تتراوح أعمارهن بين 12 و17 عاما، هم من المداومين بصفة مستمرة على ألعاب الفيديو، وفي أوروبا، وإن كانت النسبة تقل عن الولايات المتحدة، لكنها تعكس مدى انتشار ثقافة ألعاب الفيديو، فما يقرب من 80% من الأولاد و61% من الفتيات الأوروبيات، بين عمري 16 و24 عاما، هم من عشاق ألعاب الفيديو على اختلاف أنواعها.

وفي الوقت الذي يتباهى فيه صناع ألعاب الفيديو بالتأثيرات الإيجابية لألعابهم، من حيث تحسين المهارة وزيادة الوعي البصري والتدريب على حلول المشكلات والألغاز، ينظر العلماء إلى الآثار السلبية لألعاب الفيديو، والتي تحاول الإجابة على تساؤل مهم: هل يمكن أن تزيد ألعاب الفيديو من ميلنا للعنف في حياتنا الشخصية؟

تشير معظم الدراسات والأبحاث حول ألعاب الفيديو العنيفة إلى تأثيرها على الدماغ، والذي يتناسب طرديا مع معدل اللعب، فكلما لعبت ألعابا عنيفة كلما زاد التأثير على الدماغ. إلى جانب ذلك، تربط الدراسات بين ألعاب الفيديو العنيفة والسلوك العدواني للمراهقين، ففي كثير من الأحيان، يكون المراهقين من مدمني ألعاب الفيديو العنيفة أكثر ميلا للمواجهة العنيفة وأقل تحقيقا للإنجاز الدراسي.

ففي دراسة أجرتها جامعة ولاية أوهايو الأمريكية، كشف العلماء عن زيادة العدوانية بصورة مباشرة لدى ممارسي ألعاب الفيديو العنيفة، فقد استمتع اللاعبون المشاركون في الدراسة بأصوات الألم الصادرة عن ضرب منافسيهم داخل إحدى الألعاب البسيطة، على الرغم من إعطائهم إمكانية تخفيض أو كتم الصوت تماما، وهو ما يربطه العلماء بتغيرات في الدماغ تخص الحساسية للعنف.

ولا يقلق العلماء فقط من زيادة العدوانية جراء ألعاب الفيديو العنيفة، فهناك أيضا دور لألعاب الفيديو في تقليل التحكم في النفس، ففي نفس دراسة جامعة ولاية أوهايو، والتي تعود إلى عام 2013، كان المراهقين من عشاق ألعاب الفيديو أكثر ميلا لتناول المزيد من الحلوى، كما كانوا أكثر ميلا لارتكاب أفعال مشينة مثل السرقة، وهو ما يشير إلى دور ألعاب الفيديو العنيفة في تقليل التعاطف مع الآخرين وزيادة السلوك المعادي للمجتمع.