عشق عالم الألكترونيك، حتى أنه خطط لدخول هذا العالم منذ كان في صف التاسع. عمل بكد وجدية طيلة حياته المهنية حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم وكسب خبرة واسعة مكّنته من إتقان عمله على اكمل وجه.

واجه مصاعب الحياة من خلال الشجاعة والتصميم على البقاء في لبنان ويعمل لبناء مشروعه الخاص.

وكان لموقع "الإقتصاد" مقابلة مع مدير القسم التقني في شركة "Octane Petrol Company" ألبير روحانا الذي أخبرنا عن مسيرته المهنية.

ما هي أبرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك الأكاديمية والمهنية في حياتك؟

تخصصت في مجال الألكترونيك في معهد "بيبلوس" التقني في العام 1992 وبدأت العمل داخل قسم قطع غيار السيارات في احدى وكالات بيع السيارات في لبنان ومن ثم أصبحت مسؤولاً عن قسم قطع غيار الدراجات النارية، واستمريت في عملي هناك لمدة ثلاث وعشرين سنة، وفي الوقت نفسه بدأت أعلّم في معهد "بيبلوس" واستمريت في تعليم الألكتروميكانيك لمدة عشرين عاماً. واليوم أنا مدير القسم التقني في شركة "Octane Petrol Company" لصهاريج البنزين والمازوت التابعة لمحطات الوردية.

ما هي الصعوبات التي واجهتها؟

واجهت صعوبات ناتجة عن ضغط العمل، كما واجهت صعوبات كثيرة خلال مسيرتي، وكنت أتابع كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا الذي يختص بعملي عبر شبكة الأنترنت كتثقيف ذاتي، ومن أهم الصعوبات هي عدم توفر فرص عمل كافية، وخاصة أنني عندما بدأت العمل لم أتجرأ على تركه بسبب قلة الفرص المتاحة، إضافة إلى عدم عملي ضمن الإختصاص الذي أحمل شهادته وما عملت به هو مختلف تماماً عن هذا التخصص وهذه نقطة مهمة في لبنان. وأفكر هل سيعمل أولادي بما سيتخصصون به أم سيسافرون إلى الخارج ولا خيار ثالثاً لهذا الموضوع. عندما اخترت الألكترونيك كان عندي إيمان به، خاصة أنني كنت مصمماً على دخول هذا المجال من صف البريفيه. لم أرغب بدارسة أي إختصاص آخر في الجامعة، كالمحاماة أو الهندسة أو الطب أو غيرها، لأن فرص العمل فيها ضئيلة، فإذا تخرجت مهندساً بعد دراسة سبع سنوات وعملت فسأحصل على راتب شخص يعمل كتقني، وسأصل إلى مكان أجد فيه أنني لا أملك شركة وأذهب إلى بيتي دون عمل.

ما هي المواصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات خلال مسيرتك المهنية؟

الثقة بالنفس والإرادة هما العاملان الأساسيان اللذان ساعداني على تخطي كل الصعوبات التي واجهتها في حياتي. وصمّمت على ألا أهاجر إلى خارج لبنان، وأن أبقى وأعمل فيه وأواجه كل المشاكل التي عصفت به، إضافة إلى الثقة بالنفس التي أسهمت بالحفاظ على وضعي وعملي وتكوين مستقبلي الشخصي والمهني بشكل كبير.

هل أثّر عملك على علاقاتك بعائلتك وبمحيطك الإجتماعي؟

هذا الأمر طبيعي، خاصة أن دوامات العمل في لبنان أصبحت طويلة إلى حدٍّ ما بحيث بات عليك أن تعمل عشر ساعات كحدّ أدنى وبراتب بسيط وغير كاف لتأمين حياة كريمة لك ولأسرتك، إضافة إلى العمل تحت الضغط، وعندما تعود إلى المنزل عليك أن تجلس بمفردك لساعة كي تستطيع أن تعود إلى طبيعتك بعد عناء وتعب النهار، بالإضافة إلى متابعة العمل من المنزل عبر الهاتف، وهذا ما يؤثر سلباً على علاقتك بالعائلة وبالمحيط الإجتماعي. وأسعى دائماً، رغم كل الظروف، إلى فصل أجواء عملي عن أجواء عائلتي من خلال اعطائهم وقتاً أطول، وأكون معهم في عطلة نهاية الأسبوع، وتعويضهم عن غيابي عنهم طيلة فترة العمل، وتمرير الوقت بسلاسة معهم. وأنا متزوّج منذ خمسة عشر عاماً ولا وجود لمشاكل حول هذا الموضوع، خاصة أنني أعمل لمدة اثنتي عشرة ساعة يومياً.

هل حققت نفسك على الصعيد المهني؟

كلا ما زلت أبحث عن نفسي أكثر وأكثر، كنت أحلم بأن أُنشىء العمل الخاص بي ضمن اختصاصي ومازلت أعمل لإنجازه.

ما هي نصيحتك للشباب اللبناني خاصة في ظل هذا الواقع الإقتصادي والإجتماعي الذي يعصف بالبلاد؟

أنصح شباب لبنان بأن يتحلّوا بالإيمان والشجاعة، وأن يفكّروا بما يجب عليهم أن يقدّموه لبلدهم من خلال التغيير في طريقة التفكير الموجودة في لبنان. وأشبّه هذا الوضع السائد حالياً بالنظام الإقطاعي الذي مرّ علينا خلال السنوات والقرون الماضية، حيث إنه كان يتم تشغيل الناس في المزارع والحقول عندما كان نظام العمل سائداً هكذا في وقتها وهو مستمر حتى يومنا هذا من خلال الشركات وأصحاب العمل والمصانع والمؤسسات. إن الرأسمالية الإقطاعية التي تتحكّم بالموظفين مشكلة كبيرة عليهم من خلال فرض طريقة العمل أو استبدالهم باليد العاملة الأجنبية. من هنا يجب على كل شاب لبناني أن يتحلّى بالإيمان والشجاعة وحب الوطن، وأن يكونوا واقعيين ويختاروا الإختصصات التي يستطيعون من خلالها العمل في لبنان. في كل مجالات العمل نجد أن مهنة السباك غير موجودة بشكل واسع، وأن مهنة الحدادة وغيرها من الصناعات والحرف بدأ وجودها يتقلّص شيئاً فشيئاً نتيجة المنافسة والمزاحمة الشرسة الموجودة.