يرى خبير علم النفس التنظيمي وأحد أبرز أساتذة كلية الإدارة بجامعة "وارتون" أدم غرانت أنه كلما كان اهتمام المرء بالنجاح أقل كان أكثر تحقيقًا له.

وقال غرانت الذي تولى إعداد آلاف القادة التنفيذين وله كتابات ضمن قائمة الأفضل مبيعًا خلال مقابلة مع "سي إن بي سي": "مما يبرز لي عند تأمل مميزات أعظم الزعماء في العصر الحالي، هو أن النجاح نادرًا ما كان أحد أهدافهم، بل غالبًا يكون نتيجة ثانوية لأهداف أخرى".

وأوضح غرانت إنه هؤلاء الزعماء العظماء يرون أن الطريقة المثلى للنجاح، هي مساعدة الآخرين على تحقيق النجاح، أو التقدم برؤية أو فكرة أو مشروع أكبر منهم كأشخاص، بهدف التأثير في حياة الكثير من الناس.

وتابع: "كلما كبر شخص وأحرز تقدمًا، كلما ركز على القيام بأشياء من شأنها أن تعود بالنفع على الآخرين، وفي هذه الحالة يزداد احتمال ابتكاره شيئًا يحقق لنفسه به النجاح".

أفضل مثال: إيلون ماسك

- يحاول الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" جاهدًا تسريع تحول اعتماد الإنسان من الطاقة الملوثة مثل الفحم إلى غيرها من المصادر النظيفة، ويعمل أيضًا على تمكين البشر من العيش على سطح المريخ عبر شركته لاستكشاف الفضاء "سبيس إكس".

- هو أيضًا مؤسس مشارك ورئيس مجلس إدارة مؤسسة "OpenAI" غير الهادفة للربح والمختصة بأبحاث الذكاء الاصطناعي، وأطلق العام الماضي مشروع "Neuralink" الذي يأمل من خلاله في ربط البشر ببرامج حاسوبية، بالإضافة لعمله على مشروع "بورينغ كومباني" لحفر الأنفاق والتخفيف من وطأة الازدحام المروري.

- لكن ماسك يؤكد أن كل أعماله هذه لا يهدف من خلالها لجني المال أو التفاخر، ويقول إن الشيء الذي يدفعه لإنجاز هذه المشروعات هو الرغبة في أن يصبح قادرًا على تخيل المستقبل والشعور بالرضا إزاء ذلك، حيث يؤمن بأن عليه بذل كل ما في وسعه ليبلغ مستقبل أفضل.

- من جانبه يقول غرانت: "إن هذا النهج في التفكير أي الإيمان العميق في تحقيق الأهداف الطموحة هو بالضبط ما يمكن الشخص من بلوغ العظمة".

نتائج ثانوية: إلهام فرق العمل

- يقول غرانت: "على مدى السنوات العشر الماضية، درست لآلاف القادة، وكان أكثر من يثيرون إعجابي ويميلون أيضًا لتحقيق نتائج أفضل لمؤسساتهم، يتسمون بالعطاء لا الآخذ".

- القادة الذين يضعون الآخرين في المقدمة، ويملكون رؤية وطموح أكبر لمؤسساتهم لا لمجرد الحصول على المجد الشخصي أو الشهرة أو الثروة، ينتهي بهم المطاف قادرين على إلهام الغير للقيام بمهام مختلفة، حيث يكون الدافع هنا منبعه الشعور القوي بالانتماء.