مقابلتنا اليوم تتحدث عن رجل لبناني، عايش الحرب اللبنانية، إلا أنه أصرّ على أن يؤسس نفسه بنفسه وأن لا يستعين بأحد.

عمل في لبنان والخارج، عاد إلى لبنان وأسس أسرة، ولكي يُحافظ عليها قرر أن يختار المجال العقاري، ولكن من منطلق مختلف، إذ يهتم بأسلوب العمارة والسكن الذي يعتبره عائداً يمكن أن يطوّره الفرد ويستفيد من مردوده المالي من ناحية، ومن ناحية أخرى أن يحوّل صورة لبنان إلى معلم سياحي من خلال عقاراتهم الملونة والصغيرة والمتواجدة في كل المناطق اللبنانية لكي يتحوّل لبنان إلى مقصد سياحي ينعم برُقيّ العمارة.

رؤيته طموحة ومتشعّبة .. ولنتعرف إليها أكثر كان لـ"الإقتصاد" لقاء خاص مع الرئيس التنفيذي لشركة "General Line Services" .. هادي بربور.

من أين كانت الإنطلاقة؟

تخصصت في مجال العلوم التجارية ومن بعدها انتقلت إلى الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت "AUST" ودرست "Finance".

وبين المرحلتين كنت أعمل في شركة العائلة المتخصصة في صناعة مفروشات الخيزران، ومن هنا بدأت مسيرتي المهنية تتبلور مع اختلاطي مع أشخاص يكبرونني سنّاً، ما أسهم في تنمية أفكاري ورؤيتي المستقبلية، واكتشافي العديد من الأمور أبرزها نظرة النجاح والفشل بالنسبة لهم، وسُبل تجاوز الصعوبات الحياتية.

خلال خدمة العلم – التي أُلغيت الآن للأسف- تعرّفت إلى أفراد من بلدي من خلفيات عدّة ما ساعدني على اكتشاف العالم من منظور مختلف، وهذا كُله صبّ في رصيد خبراتي المكتسبة.

ومن بعدها انطلقت مسيرتي المهنية الفعلية عندما عُيّنت كمحاسب في شركات عدة في لبنان والخارج.

في العام 2002 بدأت بالعمل في المجال العقاري على صعيد شخصي، ولكن حينها لم يكن لدي خبرات كافية.

في العام 2005 وبالتزامن مع حادثة اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري اقتنعت أن الحياة العملية في لبنان باتت غير مستقرة ما دفعني إلى الإنتقال ضمن وظيفتي الثابتة في الشركة إلى فرع آخر تابع لها في الخليج، ومن بعدها عدت إلى لبنان في بداية العام 2012.

تعتبر أنك تعيش لتحقق أهداف معينة، هل لك أن تشرح لنا أكثر؟

هذا صحيح، فأنا أضع أهدافي أمامي، وأتطلع إلى تحقيقها ضمن فترة زمنية محددة. وهذا ما دعّم مسيرتي المهنية إذ كنت من البداية أضع أهدافاُ أتطلع إلى تحقيقها على مدى الأعوام العشرة القادمة، فقسّمت مسيرتي المهنية إلى مراحل تطويرية تكمّل بعضها البعض.

فالعمل في وظيفة ثابتة كان من أحد الأهداف التي عملت للوصول إليها، وقبل أعوام كان على قائمة أهدافي الإستثمار في القطلع العقاري وتأسيس شركتي الخاصة. وقد وضعت هدف تأسيس شركتي في آخر القائمة بالمقارنة مع المدة الزمنية نظراً لعمال السنّ، لأنني أعتبر أنه يؤدّي دوراً مهماً في مسيرة الفرد المهنية.

وعندما وجدت أني تسلّحت بالخبرة الكافية أسست أخيراً شركة "General Line Services" وأطلقت عليها هذا الإسم على وجه الخصوص لأننا نعمل في أكثر من قطاع أو مجال، وتشكل شركتنا اليوم رغم سنها الصغير في السوق مؤسسة ذات خبرات عالية في شتى المجالات الهندسية، المالية، والقانونية، كما أنها تتمتع بعلاقات متينة مع البنوك. وأننا وكلاء لشركة "Villa Prefabrik" التركية.

وبكل فخر يمكننا أن نقول إن "General Line Services" جاهزة لتطوير أي أرض في لبنان لإنشاء مجمعات سكنية ذات موصفات عالمية وبسرعة، لتسهيل عملية استرجاع الإستثمار.

فيما سبق تحدثنا عن رؤية "General Line Services" ما هي رؤية هادي بربور؟

هدفي إعمار كل المناطق اللبنانية للحفاظ على كل "الألوان" وأعني بها الإختلاف المميز فيما بيننا كلبنانيين مقيمين في كافة المناطق، وذلك سيسهم في عودة كل من تهجّر من بلدته من خلال تأمين عقارات مناسبة لهم، وإنشاء مدن جديدة ومتطورة بحيث تتطابق مع مفاهيم الجيل الحديث.

وبذلك نكون أيضاً قد جمّلنا أسطح المباني في لبنان من خلال هذا النوع الحديث من العقارات، الغني بالألوان.. أتطلع إلى أن يشكل هذا الرقي العمراني اللامركزي نقطة تحول في مسيرة لبنان السياحية. خاصة في عصر الثورة الرقمية اليوم، إذ يتمكن أي مغترب أو أجنبي من خلال المواقع الإلكترونية من إكتشاف أي عقار في أي بلد أو بلدة، وأن يراه في الصور والخرائط، وأن يحجز رقعته السكنية في البلد الأنسب له، لذا نطمح أن يكون لبنان وجهة للباحثين عن العمارة الحديثة.

وعلى صعيد الأفراد هدفي أن يتمكن كل صاحب أرض من الحفاظ على ملكية عقاره، والحفاظ على العيش المشترك وبناء مدن متطورة بأقل تكلفة ممكنة وبالضمانات القصوى. كما أن هدفي الوصول إلى كل طبقات المجتمع وأن نُسهم في توعية كل الأفراد وتأمين سكن محترم للجميع فقد شبعنا من الحرب ومرارتها!!

ما هي أبرز العراقيل التي واجهت مسيرتك المهنية؟

لا أحد يتمكّن من تحقيق كل أهدافه بنفسه، بل نحتاج إلى دعم القطاعات المرتبطة بنا، كالقطاع المصرفي الذي نحتاج إليه لتسهيل القروض المصرفية لأصحاب العقارات ليحصلوا على مردود مالي يكفي إعادة الإستثمار والإستفادة على الصُعد كافة.

ومن التجارب التي مررت بها وشكّلت تحدياً بالنسبة لي؛ كانت في العام 2002 عندما بدأت العمل في القطاع العقاري ولاحظت أن هناك شُحّ في الخبرة والمصداقية خاصة عند شراء المواد الأولية والإلتزام في مواعيد التسليم، ما دفعني لاختيار خطّ البيوت الجاهزة من مادة الباطون المعزول.

برأيك ما هي أبرز الصفات التي تميّز الشخص الناجح؟

يتميّز الشخص عندما يحب بلده، عندها يسعى لتقديم الأفضل له بحيث يستفيد ويُفيد غيره بمعادلة تتساوى بين النوع والكم، وبالتالي تكون الجودة بالمرتبة الأولى، فيتطلع الفرد إلى طرح منتج او فكرة جديدة يحتاجها السوق في بلده ضمن الشروط والمواصفات العالمية والمحلية.