عندما يفكر أي شخص بالدخول إلى سوق الأسهم، يجب عليه أن ينظر إلى العائد المتوقع والمخاطر المتوقعة. ولا شك أن كل مستثمر يقوم بهذه العملية بطريقة أو بأخرى، فبعضهم يعتمد على الحدس وبعضهم يعتمد على الدراسة والتحليل، وبعضهم يعتمد على التقليد، وبعضهم يعتمد على النصيحة …الخ.

ويختلف القرار الاستثماري بحسب الاعتبارات التي يحتكم إليها المستثمر، ومنها "العائد والمخاطرة" فدافع الربح هو الذي يشجع الأفراد على القيام بالنشاطات الاستثمارية المختلفة. وحيث أن السعي للحصول على الربح ترافقه إمكانية تحمل الخسائر، فإن جميع القرارات الاستثمارية تسبقها عادةً دراسات مكثفة تهدف إلى تقليل التعرض للمخاطر إلى أبعد حد ممكن مع زيادة عوائده ويتبين لنا أن هناك تعارضًا واضحًا بين الاتجاهين، فكلما زادت توجهات المستثمر نحو العوائد كلما ارتفعت نسبة المخاطر التي يتعرض لها، هذه الحقيقة تضع المستثمر أمام مسؤولية كبيرة في انتقاء التوظيفات التي تحقق له التوازن المنشود بين الاتجاهين.

ولتسهيل عملية إتخاذ القرارات الإستثمارية الصحيحة في أسواق الأسهم والبورصات العالمية، طوّر اللبناني سمير الزين إلكترونية تعتمد على الذكاء الإصطناعي لتقديم تحليلات وتوقعات ونصائح للعاملين والمستثمرين في أسواق الأسهم وتداولات البورصة .. حيث يقوم الذكاء الإصطناعي يتحليل ودراسة كمية كبيرة من المعلومات، ومن ثم يصنّف الشركات من الأفضل إلى الأسوأ ليتمكن المستخدمن من إتخاذ القرار المناسب للإستثمار وشراء الأسهم.

وللحديث أكثر عن منصة "Neotic" كان للإقتصاد هذه المقابلة الخاصة مع صاحب الفكرة سمير الزين.

بداية ما هي منصة "Neotic"؟ وكيف تفيد المستخدمين؟

"Neotic" هي منصة إلكترونية تعتمد على الذكاء الإصطناعي لتقديم تحليلات وتوقعات ونصائح للعاملين والمستثمرين في أسواق الأسهم وتداولات البورصة ... فالذكاء الإصطناعي الخاص بـ "Neotic" يقوم بحفظ وتحليل كافة المعلومات (Data) الخاصة بالسوق المالي الأميركي (New York Stock Exchange)، ليقدّم للمستخدم النصائح اللازمة أثناء القيام بتداولاته.

فـ "Neotic" يقوم بتحفيظ معلومات خاصة بـ 7500 شركة موجودة في السوق الأميركي للأسهم بشكل يومي (معلومات خاصة بتغيّر الأسعار، الأرباح، الوضع المالي، الديون ...) كما لديه معلومات مؤرشفة عن هذه الشركات منذ العام 1965، وبعد ذلك يقوم الذكاء الإصطناعي يتحليل ودراسة هذه المعلومات، ومن ثم يصنّف الشركات من الأفضل إلى الأسوأ ليتمكن المستخدمن من إتخاذ القرار المناسب للإستثمار وشراء الأسهم.

هل الموقع متاح للمستخدمين الأن؟ وما هي شروط الإشتراك في "Neotic"؟

النسخة النهائية للموقع ستكون متاحة في منتصف شهر أيلول المقبل ... اما بالنسبة للإشتراك، فالموقع متاح أما جميع المستخدمين، حيث يمكن لأي شخص تسجيل الإشتراك في "Neotic" وسيحصل على شهر تجريبي مجاناً .. وخلال هذا الشهر بإمكانه إكتشاف الخدمات التي يقدمها "Neotic"، وما إذا كانت هذه النصائح والإرشادات تساعده على تحقيق الأرباح، وبعد إنتهاء الشهر يمكنهم تجديد الإشتراك مقابل بدل مادي معيّن.

حتى الأن لدينا أكثر من 200 زبون من الولايات المتحدة، وعدد الزبائن إلى إزدياد.

تجدر الإشارة إلى أن جامعة بيروت العربية إشترت نسخة خاصة من الموقع لتعليم وتدريب طلابها على كيفية إدارة المحافظ الإستثمارية (Portfolio Managing) والنجاح في الأسواق المالية.

من هو صاحب الفكرة ؟ وما الذي دفعكم لتطوير "Neotic"؟

الفكرة بدأت عندما كنت أعمل في بروكسل، حيث عملنا أنا وصديق لي يعيش في الولايات المتحدة على تطوير منصة شاملة و"Software" في هذا المجال، ولكن للأسف صديقي توفي بعد فترة قصيرة، وأنا أكملت العمل على المنصة فيما بعد.

وفي العام الماضي جاءت الفرصة الحقيقية لإطلاق هذا المشروع، حيث تمكنت من إقناع مستثمرين بالفكرة، مما أتاح لي الفرصة لتطوير المنصة وإطلاقها.

هل ستغطي "Neotic" أسواق غير سوق الأسهم الأميركي؟

في الوقت الحالي نعتمد على سوق السهم الأميركية كبداية، لانه يشكل أفضل بداية لنا، خاصة انه أكبر سوق أسهم في العالم ويحتوي على أكبر الشركات العالمية ... ولكن لا شك اننا سننتقل بعد ذلك إلى سوق الأسهم الأوروبية، وربما إلى بعض الأسواق الكبرى في قارة آسيا أيضا.

كنتم جزء من برنامج "Speed" لتسريع الأعمال هذا العام ... كيف تصف هذه التجربة؟

هي تجربة رائعة ومميزة، فعلى الرغم من التعب الكبير خلال الأشهر الثلاثة التي قضيناها في "Speed"، ولكنها كونت لدينا نوع من الوعي حول كيفية التصرف والعمل وإقناع المستثمرين وتطوير عمل الشركة بشكل عام.

كما ساهمت "Speed" أيضا بجمعنا مع أشخاص وجهات قادرة على مساعدتنا في التطور وتحسين أعمالنا.

و"Neotic" هي من الشركات التي إستطاعت الفوز بزيارة إلى "Silicon Valley" في الولايات المتحدة الأميركية، حيث سنلتقي هناك مع شخصيات وخبراء عالميين، وستكون محطة مهمةعلى صعيد تطوير أعمالنا ونقلها إلى العالمية.

ما هي نصيحتك للشباب الراغبين في تأسيس عمل أو شركة ناشئة في لبنان؟

نصيحتي للشباب اللبناني هي عدم التردد في تنفيذ أفكارهم في السوق المحلي، ففي لبنان يوجد "Ecosystem" مميز، وهناك العديد من مصادر التمويل والتدريب والتوجيه أيضا ... مما يساعد على قيام شركات ناشئة مميزة وقادرة على النجاح.

ورسالتي الثانية هي للمغتربين اللبنانيين، نحن بحاجة إليكم وإلى قدراتكم، والسوق اللبناني سوق واعد ومميز خاصة في قطاع المعرفة .. لذلك أدعوا كل من يستطيع المساعدة والمساهمة، للإستثمار ومساعدة هذه الشركات لانه سيكون إستثمار ناجح ومربح.