لم يتردّد رائد الأعمال اللبناني الشابّ فرانكو بشارة عن المجازفة، كما لم يمنعه خوفه من خوض غمار تجربة العمل الحرّ، متسلّحا بخبرة سابقة، بالإضافة إلى الإصرار والتفاني والعزيمة والشفافية في التعامل مع الزبائن، وذلك من أجل إحداث تغيير إيجابي في سوق التأمين في لبنان.

فهو خرج من دائرة التمسك بالوظيفة، واقتحم عالم الأعمال، بإرادته الطموحة، ومبادرته الشجاعة، ومهاراته الواسعة، فنجح خلال فترة قصيرة في حجز مكان له في السوق، وفي تثبيت اسمه واسم شركته بين العديد من المنافسين الكبار. ليؤكد بذلك أن "أكبر عائق يمنع النجاح، هو الخوف من الفشل والإخفاق"، فلو تغلّب عليه الخوف ومنعه التردّد من ترك وظيفته الثابتة، لما كان قد وصل إلى ما هو عليه اليوم.

مؤسس شركة "Simpli" للتأمين الموجودة في منطقة الحازمية، فرانكو بشارة، خصّ "الإقتصاد" بهذه المقابلة الحصرية:

من هو فرانكو بشارة؟ وكيف قررت تأسيس شركتك "Simpli"؟

كنت أعمل في شركة تأمين لمدة أربع سنوات، وفي العام 2014، قررت أن أترك العمل لكي أؤسس شركتي الخاصة "Simpli". حيث شعرنا أن سوق التأمين في لبنان كان مبهماً بالنسبة إلى عدد كبير من الأشخاص الذين لا يعرفون ما هو التخطيط، ويستعينون ببواليص التأمين دون الحصول على معلومات حول الأمور التي تشملها، والتي تغطيها أو العكس.

من هذا المنطلق، أطلقنا مفهوم "The Simple Insurance" (التأمين البسيط)، "Simpli"، وهدفنا هو التركيز على أدقّ التفاصيل، وتفسير المعلومات كافة للزبائن، من أجل تبسيط الأمور عليهم، ولكي يتعرف كل شخص إلى بوليصة تأمينه بالكامل.

هل هناك إقبال على خدماتكم؟ وكيف تنافس "Simpli" الشركات الكبيرة والقديمة الموجودة في السوق؟

بسبب طريقة عملنا، تمكنّا من تحقيق نموّ في الشركة، خلال السنوات الثلاث الماضية. وذلك لأننا ننادي بالوضوح في العمل، ونتحلى بالشفافية التي تفتقدها معظم الشركات في السوق.

ومن خلال زبائننا، وخدماتنا السريعة والفعالة والموثوقة، تمكنا أيضاً من التطور والتقدم.

كيف قررت المجازفة والتخلي عن وظيفتك الثابتة من أجل تأسيس شركة خاصة في بلد غير مستقر مثل لبنان؟

المخاطرة موجودة، لكن سوق التأمين في لبنان شجعتني على الإقدام على هذه الخطوة، بسبب وجود فجوة واضحة ونقص جليّ في مكان معيّن. حيث إنه لا يوجد رابط صحيح بين الزبائن وشركات التأمين، أو بين الزبائن وأغلبية وسطاء التأمين.

وهذه الفجوة شكلت فرصة بالنسبة لنا، لكي نحدث تغييراً في السوق ونقدم خدمة جديدة وجديرة بالثقة. فنحن موجودون لخدمة زبائننا طوال الوقت، كما أننا واضحون وشفافون معهم؛ ووجدنا أن هذه العوامل كافية لكي ننطلق بالعمل بمفردنا.

من قدم لك الدعم في مسيرتك؟

أنا أسّست الشركة مع زوجتي التي لطالما وقفت إلى جانبي، لأنها تعمل أيضا في مجال التأمين. لكننا لم نحصل على التشجيع من العديد من الأشخاص، لأن البلد يعاني من عدم الإستقرار.

ولكن برأيي، إذا كان الإنسان واضحاً مع زبائنه ومع المورّدين، أي شركات التأمين التي يتعامل معها، منذ بداية الطريق، فلا أظن أنه سيواجه أي مشكلة طوال مسيرته.

وطالما أن الأمور شفافة ومبسطة، يستطيع كل شخص أن ينجح في أي فكرة يسعى إلى تطبيقها.

ما هي الصفات أو المقومات التي تتمتع بها وساعدتك على تأسيس وإدارة شركتك الخاصة؟

أنا شخص مكرّس لعملي ومتفانٍ في عملي، ولا أهمل الأمور، بل أركز على أدقّ التفاصيل. كما أنني أحضر بشكل دائم في الشركة، وقد خصّصت غالبية وقتي لعملي وزبائني.

هل شعرت يوماً بالتقصير تجاه عائلتك وحياتك الخاصة بسبب العمل؟

في بداية الطريق، كنت أشعر أحيانا ببعض التقصير، وكان الوضع أصعب. ولكن اليوم لم يعد هذا التقصير موجوداً، لأننا أصبحنا مستقرين إلى حد ما في العمل، وباتت الأمور في الشركة آلية وأتوماتيكية (automated)، لذلك تحوّل الوضع نحو الأفضل.

فكل شخص يؤسس شركة جديدة، عليه أن يخصص الوقت الطويل والكافي من أجلها، لكي تنطلق وتنجح. ولكن مع الوقت، إذا انطلقت هذه الشركة بنجاح، من المفترض أن ينخفض استثمار الشخص لوقته فيها. ولكن إذا تطلبت هذه الشركة من الشخص أن يقضي أوقاته كاملة فيها، فإذا هي ليست ناجحة ولا تتطور.

ما هي مشاريعك المستقبلية في الشركة؟

نسعى إلى توسيع قاعدة زبائننا، ونحاول الدخول إلى أسواق جديدة في لبنان، كما لدينا مشاريع عدة في الخارج.

من ناحية أخرى، سنحاول أن نجعل كل المعاملات في الشركة أوتوماتيكية (Automated)، لكي ننتقل إلى التعامل مع الزبائن عبر الأنترنت. لكن هذه العملية بحاجة إلى بعض الوقت، ومن المفترض أن تتحقق خلال سنتين.

بالإستناد إلى تجربتك المهنية الخاصة، ما هي النصيحة التي تقدمها إلى المتخرجين الجدد من الجامعات؟

أنصح كل شخص أن يسعى إلى إيجاد فجوة أو فرصة ما في السوق، في المجال الذي يستويه والمتخصص به. ومن المحبّذ أن يجازف ويخاطر، فالسوق في لبنان قد يكون صعباً إلى حد ما، وغير منظم، ولكن إذا أعطى الإنسان من قلبه، وعمل بجدية، ستكون عوامل فشله قليلة حتماً.

لذلك يجب الإستفادة من كل فرصة نصادفها، بطريقة حذرة ومدروسة.