العناد والإصرار والإرادة الصلبة والشفافية من أهم صفاتها، فهي دخلت عالم الأعمال من الباب العريض، وتمكّنت رغم صغر سنّها، من حجز مكانة لنفسها في السوق، ومن تثبيت اسمها وإثبات قدراتها ومهاراتها بين الشركات المنافِسة. كما نجحت في الحفاظ على استمرارية أعمالها في لبنان والخارج، فنالت مشاريعها وأفكارها التقدير والإعجاب من العملاء الأكثر تميزاً.

شقّت مارينا خليل طريقها بجهدها وتعبها، واجتازت الصعوبات بحنكتها وخبرتها، كما بقيت على الدوام مخلصة لعملها وعملائها، متقنة لأدائها، ومبدعة في تصاميمها. فقد خلقت جمالية خاصة في التصميم الداخلي المميز، ونجحت تماماً في تحقيق هذه الرؤية الفنية من خلال موهبتها والتزامها.

كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة مع مؤسسة شركة "MK Design"، مارينا خليل، للحديث عن رحلتها المهنية، وطموحاتها، والتعرف إلى نظرتها حول واقع المرأة في لبنان اليوم.

من هي مارينا خليل؟

تخصصت في الهندسة الداخلية في "جامعة سيدة اللويزة"، "NDU"، وأكملت دراساتي العليا في "London School of Business and Finance" في بريطانيا، ومن ثم عملت في لبنان ولندن لفترة من الوقت.

وفي العام 2008، حين بلغت من العمر ست وعشرين سنة، أسست شركتي الخاصة "MK Design" في لبنان، المتخصصة في التصميم الداخلي والمقاولات، وافتتحت بعدها فرعاً ثانياً في دبي، كما دخلت في شراكة مع مؤسسة أخرى في لندن تعمل في هذا المجال أيضاً.

في العام 2011، بدأت بتقديم برنامج حول التصميم الداخلي عبر شاشة "المستقبل"، يهتم بأحدث صيحات التصميم ويقدم النصائح للمشاهدين من أجل مساعدتهم على خلق جوّ أجمل في منازلهم من أجل حياة أفضل.

ومنذ العام 2008 وإلى اليوم، أقدّم المحاضرات للطلاب في "جامعة سيدة اللويزة"، حول التصميم الداخلي وإدارته، ومشاريع التخرج.

ما هي "MK Design"؟ وكيف تلخّصين مهمتها الأساس؟

"MK Design" هي شركة متخصصة في التصميم الداخلي والمناظر الطبيعية (landscaping)، مهمتها الأساس هي التخطيط للمساحاتالتجارية والسكنية؛ فعملنا الإبداعي سوف يحوّل كل فكرة إلى مشروع واقعي على الأرض.

وتسعى شركتنا إلى تلبية احتياجات العملاء كافة، وإلى إشراكهم في كل مرحلة من مراحل عملية التصميم، فنحن قادرون على تفسير رغباتهم وترجمتها في تصاميم دقيقة ومتناغمة.

وعلى مدى السنوات العشر الماضية، خلقت "MK Design" تصاميم جميلة وفريدة من نوعها. كما حازت على جوائز عدة من أكثر العملاء تميزاً في بيروت، وعدد من المدن الخليجية والأوروبية.

كيف تصفين مسيرتك المهنية الغنية بالأحداث؟

لا شيء يأتي بسهولة، بل علينا تقديم العديد من التضحيات من أجل إنجاح مسيرتنا المهنية، وغالبيتها من حياتنا الخاصة. فالنجاح بحاجة إلى الكثير من الجهد والتعب والصبر، ويجب أن نعمل دائماً على صقل معرفتنا ومهاراتنا لكي نصبح أفضل.

كيف تواجهين المنافسة الواسعة الموجودة في مجال التصميم الداخلي؟

عندما يعرف الإنسان قيمة نفسه، وعندما يتعرف إلى قدراته وما يستطيع تقديمه، وعندما يبني اسما له في السوق مع قائمة طويلة من المشاريع التي قام بتسليمها بالفعل، وعندما يهتم بموضوع الجودة مقابل السعر، سيعرف حتماً أنه خارج دائرة المنافسة.

ولكن تجدر الإشارة إلى أن المنافسة بشكل عام في مجال الأعمال هي إيجابية حتماً، وتشجع الإنسان على العمل والتقدم والتطور، كما تسهم في جعله شخصاً أفضل.

ما هي الصفات التي ساعدتك على التقدم في مسيرتك؟

أولا، أعتبر نفسي امرأة مثابرة، وإذا أردت الوصول إلى هدف ما، سأقوم بكل ما يتطلبه الأمر من أجل تحقيق ذلك.

ثانياً، أنا أتحلى بصفات القيادة، ويظهر ذلك جلياً من خلال طريقتي المهنية والمحترفة للغاية، في التعاطي والتعامل مع الموظفين في "MK Design"؛ فهم يشعرون دائماً أنهم جزء أساسي وبديهي من الشركة.

ثالثاً، أبقى على كلامي، وأفي بوعودي كافة، وهذا الأمر مهم جداً في مجال الأعمال.

أما رابعاً، فأنا أعرف تماماً ما أستطيع تقديمه وكيف بإمكاني تقديمه.

ما هي الصعوبات التي تواجهك في عملك؟

عملي يتطلب مني السفر بشكل دائم، وبالتالي لا أحصل على الوقت الكافي لعائلتي ولحياتي الخاصة. كما أن التنسيق بين الإثنين هو أمر صعب للغاية، لأن العمل يأتي كأولوية، لذلك كنت أهمل في بعض الأحيان، جزءاً من حياتي لأن عملي يأخذ القسم الأكبر من وقتي.

هل تمكنت اليوم من تحقيق القليل من التوازن بين العمل والحياة الخاصة؟

نعم بالطبع، لقد نجحت في تحقيق التوازن الآن، لكن الجزء الأصعب هو الإنطلاقة. ففي أول خطوات مسيرتي كان الوضع شاقاً للغاية، لأن كل مشروع جديد يستدعي إعطائه التركيز الكامل في البداية، من أجل إنشاء الهيكل والبنية والنظام، وخلق الإستراتيجية المناسبة، ومن ثم عندما تبدأ بالأعمال والسير على السكة الصحيحة، يأتي وقت التطبيق فقط، وحينها يستطيع الإنسان أن يرتاح الى حد ما، وأن يركز على جوانب أخرى من حياته.

هل شعرت بالفرق بين العمل في لبنان وفي بلدان أخرى؟

الفرق شاسع جداً، حتى أنه غير قابل للمقارنة. ففي لبنان يأخذون الأمور من وجهة نظر ودية، أما في الخارج فالأمور أكثر احترافاً ومهنية. كما أن طريقة التواصل الإفتراضية (عبر البريد الالكتروني مثلاً)، تأخذ زمام المبادرة وتسهّل الأعمال.

وأعتقد أننا سوف نستغرق الكثير من الوقت لكي نصل إلى هذا المستوى في لبنان.

من قدم لك الدعم الأكبر في مسيرتك؟

عائلتي منحتني الدعم الأكبر، فالنجاح يبدأ من المنزل، ومن طريقة العائلة في دفع الشخص لكي يصبح أفضل على الدوام.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أنا أعمل حالياً لنيل شهادة الدكتوراه، كما أخطط لإطلاق كتابي الخاص ونشره في لندن.

أما على المستوى الشخصي، فأسعى طبعا إلى التطور، لأن مهمتنا الأساس هي "التعلّم خلال التقدم إلى الأمام" (learn as you go).

كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

المرأة اللبنانية المنفتحة على الخارج، سوف تتقدم حتماً في عملها. أما المرأة التي لم تتمكّن من الإنفتاح، وبقيت منغلقة على نفسها في مجتمعها الضيق، ستعيش على الدوام تحت ظل الرجل.

وبالتالي ما زلنا بحاجة إلى الكثير في موضوع حقوق المرأة في لبنان، ودعونا نبدأ بمنحها الحق بإعطاء جنسيتها إلى أولادها، وبإعطائها القدرة على فتح حساب مصرفي لأولادها أيضاً دون الحصول على موافقة الأب.

وعندما نبدأ بحلّ هذه الأمور، سنستطيع حينها التّطرّق إلى موضوع النساء في مجال الأعمال.